نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"نبأ" تلتقي والده الذي يروي تفاصيل الإصابة والاعتقال

ما قصة الأسير "محمد عثمان" أحد معتقلي عكا لدى الاحتلال الإسرائيلي؟

محمد عثمان.JPG

عكا-شروق طلب-نبأ:

لم تكن مدن الداخل الفلسطيني المحتل منفصلة عن أحداث القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، وتداعيات قضية تهجير حي الشيخ جراح، فقد تداعى الأهل لنصرة وطنهم المحتل، عبر تظاهرات فاجأت الاحتلال وأجهزته الأمنية.

الشاب محمد عثمان كان أحد ضحايا قمع الاحتلال لتلك التظاهرات إذ نال رصاصة من شرطة الاحتلال في قدمه خلال شهر مايو الماضي أثناء عودته من بيت عزاء لأحد أقربائه في مدينة عكا، ما تسبب في إدخاله المستشفى بحالة متوسطة.

ويقول والد الشاب محمد الحاج سمير عثمان "لقد نقلناه للمستشفى وبعد علاجه من الرصاصة التي دخلت قدمه وخرجت من الجهة الأخرى، عاد محمد للبيت بعد أسبوع من العلاج بالناصرة".

ويضيف "بعد أيام قرر محمد الخروج مع أحد أصدقاءه كنزهة قصيرة، تخفف عنه ألم الإصابة، ولم يكن يعلم أن خفافيش الليل كانت بانتظاره، فهاجمه أكثر من أربعين جندياً من شرطة الاحتلال وعناصر الشاباك وحرس الحدود، وعند محاولتيه الدفاع عنه رفع عناصر الاحتلال بنادقهم في وجهي، لكن وضع نجلي الصعب دفعني لزج بندقية الجندي والذهاب لمحمد، لأن إصابته ما زالت في حرجة".

ولم يكترث الجنود لتوسل ورجاء الوالد، وردوا "انتا بدك تعلمنا شغلنا؟" وتم الزج بالشاب محمد في سيارة الشرطة واختطافه لجهة غير معلومة.

وجدت العائلة محمد في أحد السجون بعد توكيل محامٍ من عكا، ثم اضطرت لتوكيل محامٍ آخر مختص في قضايا الاعتقال الأمني لمتابعة قضية محمد.

محمد يروي لوالده "كانوا يابا يقعدوني 8 ساعات مربطين إيدي ورجلي لورا ومغطين عراسي، لما حطوني بالزنزانة لا بتعرف قديش الساعة ونقلوني من تحقيق لتحقيق" تحت التعذيب اعترف محمد بإطلاق النار بالهواء بقرب الشرطة، وتم نقله لغرفة السجناء الأمنيين كان في الزنزانة 4 أسرى ودخل شيخ للزنزانة وادعى أنه مسؤول عن السجناء الأمنيين، وأنه باستطاعته مساعدته في توكيل محام وإدخال ما يحتاجه.

كان هذا الشيخ يصلي بهم، واستطاع بعد زرع الثقة بمحمد أن ينتزع منه اعترافاً، فكان "عصفوراً" يعمل لدى الشاباك الإسرائيلي، واتضح أنه يقوم بتسجيل حديث محمد، وما أكد ذلك هي لائحة الاتهام التي قدمت لاحقاً بحق محمد فيها تفاصيل ما عرفه ذاك الشيخ عنه، وتواصلت التحقيقات معه محمد وزادت وتيرتها لتصل لـ 15 ساعة يومياً وعندما يغمض عينيه ليرتاح يجد نفسه معاداً لغرفة التحقيق.

وتابع عثمان "كان يظهر على محمد الإحباط والتعب، من الضغط النفسي الذي مارسه الاحتلال وعناصر الشاباك، فمحمد صاحب الـ21 عاماً لم يتعرض في يوم من الأيام للتحقيق بأي شي، فما بالك الآن متهم بقضايا أمنية ويحقق معه الشاباك".

ووجه عثمان رسالته للإعلام "نناشد الإعلام بتغطية قضية معتقلي عكا واللد" وفي إجابته لماذا هذه الهجمة الشرسة على عكا قال: "الشرطة لم تكن تتوقع هذه الهبة من أجل الأقصى والقدس، ولم تتوقع من الشبان هذ العنفوان في الاحتجاجات"

وتعقد محكمة الاحتلال بعكا جلسة لمحمد الشهر المقبل، علما بأنه معتقل منذ تاريخ الـ17/05/2021، خلال أحداث "هبة الكرامة" نصرة للأقصى.

يشار إلى أن شرطة الاحتلال اعتقلت خلال هبة الكرامة في مايو الماضي قرابة 300 شاب من فلسطينيي الداخل المحتل، أفرجت عن معظمهم بعد عشرات الفعاليات والاحتجاجات الضاغطة، فيما وجهت لوائح اتهام لـ 26 آخرين.

وكالة الصحافة الوطنية