نبأ-شروق طلب-القدس:
حيّا الأسير المقدسي المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي مجد بربر، الجرأة والشجاعة والإبداع الذي جسده الأسرى الستة بتمكنهم من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع، وكسر التحصينات المشددة والمنظومة الأمنية للاحتلال.
وقال بربر في لقاء له مع "نبأ" “إن الأسرى الستة استطاعوا أن يحققوا المستحيل وتقديم انتصارٍ معنوي على مستوى الشعب العربي والفلسطيني، ونحن نرى الفرحة تغمر شعبنا وتجعلنا نفخر بالذي حققه هؤلاء الشبان".
وأوضح المحرر بربر أنه لا يمكن أيضاً المرور عن المواجهة التي يخوضها الأسرى ي كافة سجون الاحتلال والتي بدأت أمس تأخذ منحنى التوتر الشديد من قسم 6 في سجن النقب، والتي قرر الأسرى فيها إحراق غرفهم نتيجة لمحاولة الاحتلال توزيعهم على السجون خاصة أسرى الجهاد الإسلامي في محاولة لمنع الحركة من تشكيل أي تجمعات داخل الأسر، وهذا الأمر لن يستطيع الاحتلال من تنفيذه، من خلال تجارب السنين خلف القضبان، فقد أخذ السجن من عمري 20 عاماً، ويكون الأسرى في هذه الأوقات في أعلى درجات الإرادة والتصميم على تحقيق مرادهم، وسينتصرون في النهاية رغم التضييق والقمع، فنفس الاحتلال قصير في هذه الجولات أمام الإرادة الصلبة.
وحول ما جرى في سجن جلبوع أشار بربر إلى أن الاحتلال قام ببناء هذا السجن استناداً على تصميم بريطاني للمعتقلين السريين في إيرلندا، لذلك يطلق عليه بالخزنة، أي لا يمكن اختراق جدرانه أو الهروب منه بأي شكل من الأشكال.
وتابع "قضيت في سجن جلبوع 8 سنوات خلال فترة العشرين عاماً، السجن شديد التعقيدات الأمنية، أنا تفاجأت مثل كثير من الأسرى المحررين من هذا السجن، وتفآجأنا أكثر من إبداع أسرانا الأبطال الذين صنعوا معجزة بتمكنهم من التخطيط والعمل والتنفيذ على مدار شهور وربما سنوات، وشقوا طريقهم إلى الحرية".
وأضاف "هذه لطمة كبيرة على وجوه قادة الاحتلال وأجهزته الأمنية الذين يتهمون بعضهم، ومن خلال مواكبتي للإعلام العبري فهم مذهولون أكثر من أي أحد، والأثر المعنوي السلبي الذي ترك عليهم شديد، وأعتقد أنهم سيدرسون هذه العملية في قادم الأيام بشكل عميق حتى لا يتكرر هذا العمل البطولي"
وفي السياق قال بربر إن هذه العملية كشفت لنا وجه الاحتلال الحقيقي العاحز أمام الإرادة الفلسطينية التي لا تقبل المستحيل، فنحن نتفوق على هذه الدولة بحقنا الإنساني والأخلاقي، فالنصر لنا عاجلاً غير آجل، وأن 73 عاماً من التهجير والقهر والاحتلال سيكون مصيرهم سطوراً في تاريخ مشرف ينتهي بتحرير الأرض والإنسان من هذه الآلة العنصرية الحاقدة.
وحول التعامل مع الإعلام العبري أكد أنه لا يجب أن نأخذ ما ينشره على محمل الجد، ويجب أن نفهم مسألة الإعلام الإسرائيلي بأنه موجه ومجند كأي عنصر في جيش الاحتلال، فيجب التعامل معه بحذر.
يذكر أن الأسير المحرر المقدسي بربر اعتقل بتاريخ 30-3-2001، ليتنقل في جميع سجون الاحتلال، كما خاض عدة إضرابات عن الطعام، وتعرض للتنكيل في سجون الاحتلال، وأفرج عنه بتاريخ 29-03-2021.