جنين – أنس عدنان – نبأ:

منذ لحظة الإعلان عن نجاح ستة أسرى في الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي، وحتى السّاعة، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلاً واسعاً، وحالة فرحة غير مسبوقة للحدث التاريخيّ.

وفجر الإثنين، نجح الأسرى زكريا الزبيدي، محمود عارضة، محمد عارضه، يعقوب محمود قادري، أيهم نايف كممجي، ومناضل يعقوب انفيعات، وجميعهم من جنين، في الهرب عبر نفق حفروه أسفل السجن .

ودّشن نشطاء هاشتاغ (#نفق_الحرية)، عبّروا من خلاله عن فرحتهم بنجاح الأسرى في تحرير أنفسهم، والفرار من السجن، معتبرين ذلك ضربة مؤلمة لمنظومة الأمن الإسرائيليّ، خاصة وأن السجن معروف بتحصيناته الأمنية، وسخروا من خيبة الاحتلال وفشله بعد الحادثة.

وتداول نشطاء على نطاقٍ واسع صورة أحد ضباط الأمن الإسرائيليين، جالساً عند فتحة النفق، وتبدو عليه علامات الصدمة والذهول.

وعلّق الناشط رضوان الأخرس على الصورة بقول: "حدث هز كيان الاحتلال.. صورة تعكس صدمة جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي بعد اكتشافهم النفق الذي هرب عبره 6 أسرى فلسطينيين من سجن (جلبوع) الإسرائيلي فجر اليوم".

ووصف الأخرس هروب الأسرى بأنها "ليست حدثاً عادياً على الإطلاق بل عملية هروب تاريخية"، معتبراً ذلك فشلا كبيرا لمنظومة الأمن الإسرائيلية وضربة قوية جدا لها.

ورآى نشطاء ان الاحتلال تلقى ضربتين قاسيتين خلال أيام، بهروب الأسرى من سجن جلبوع، عبر النفق، وعملية "المسدس"، التي قُتل خلالها قنّاص اسرائيلي على حدود غزة الشرقية، قبل أيام، حينما استهدفه شاب فلسطيني بالرصاص من نافذة في جدار أمني كانت يتحصن خلفه، ويطلق الرصاص على متظاهرين سلميين مطالبين بإنهاء حصار غزة، وأطلق عليه النار من مسافة صفر، ليصيبه بجروح خطيرة قتل متأثراً بها.

واعتبر الإعلامي المصري البارز أحمد منصور أن "نجاح 6 من الأسري الفلسطينيين في الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي دمر سمعة المنظومة الأمنية الإسرائيلية بعدما دمرت حروب غزة سمعة المنظومة العسكرية وأثبتوا أن إرادة الشعب الفلسطيني أقوي بكثير من المنظومة الأمنية والعسكرية لدولة الإحتلال"

من جهته، قال الإعلامي المصري يوسف حسين مقدّم برنامج "جو شو"، مُعلقاً على الحادثة: " هروب 6 أسرى فلسطينين من سجون الإحتلال من خلال حفر نفق من محبسهم لخارج السجن ؟؟! اللي أمريكا والغرب شايفينه خيال ف أفلامهم.. فالفلسطنيين بيقولولهم خيالكم واقع بالنسبالنا.. مع علامة نصر بصابع واحد للإحتلال".

فيما قال الدكتور اسامة الأشقر: "محمد وزكريا، مناضل وأيهم، يعقوب ومحمود كسروا شيفرة الخزنة المصفّحة ثم ثقبوا ظهرها ثم شقّوا جدارها وفتحوا على الشمس نافذة أرضيّة وتسللوا عبر أشعتها الذهبية إلى جَناب الأرض التي تحبّهم ... لقد طابت الأرضُ بمَمْشاكم يا ظلال الحرية الستّة!".

أما الناشط السعودي عمر عبدالعزيز فقال: "٦ أسرى فلسطينيين يهربون من سجن جلبوع أحد أكثر سجون الاحتلال رقابة وتشديدا، ماحدث خارق وغير طبيعي وإعجازي، لكن المستحيل ليس في قاموس هذا الشعب الجبار الذي ينحت الصخر ويفتته بملعقة".

وكشفت التحقيقات التي أجرتها مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية أن طول النفق الذي حفره الأسرى الستة وصل الى 25 متراً، وكانت هناك سيارة تنتظرهم لفترة طويلة بالقرب من السجن وساعدتهم في الانسحاب من المكان.

وتبين بحسب التحقيقات أن الشرطية التي كانت على برج المراقبة في سجن جلبوع، الذي حفر تحته النفق كانت نائمة لحظة خروج الأسرى الستة من عين النفق.

وذكرت التحقيقات أن السجناء قاموا بتغيير ملابسهم قبل ركوب السيارة فيما قام أحدهم بتغيير حذائه.

وتشير تقديرات شرطة الاحتلال أن 2 من الأسرى عبروا الى الأردن، و2 في مجدل شمس، و2 ما زالا في البلاد.

وكثفت أجهزة أمن الاحتلال من أعمال البحث عن الأسرى الستة؛ وتزامنت أعمال البحث مع مداولات أمنية أجراها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، نفتالي بينيت، حول تداعيات الهروب؛ فيما تحارب أجهزة الأمن الإسرائيلية الزمن في محاولة لعثور على الأسرى.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم، نقلا عن مصادر أمنية، قولها، إنّ الأسير زكريا زبيدي، أحد الأسرى الستّة الذين فرّوا من سجن جلبوع؛ انتقل إلى الزنزانة التي تمّ الفرار منها، أمس، بناءً على طلبه.

وذكرت وسائل إعلامٍ عبرية أنّ شرطة الاحتلال الاسرائيلي تحقق فيما إذا تورط حراس سجن جلبوع في عملية هروب الأسرى الستة من السجن .

من جهتها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن إدارة سجون الاحتلال أجرت تنقلات كبيرة في صفوف الأسرى في السجون، وحولت عددا كبيرا منهم الى الزنازين، كما تم تحويل القياديين زيد بسيسو، وأنس جرادات إلى تحقيق الجلمة.

وبينت الهيئة في بيان مساء اليوم، أن إدارة سجون الاحتلال امتنعت من توزيع وجبات الطعام على الأسرى في العديد من السجون والمعتقلات، وعملت على إفراغ سجن جلبوع بالكامل من الاسرى ونقلهم الى جهات غير معلومة.

وأشارت إلى أنه تم توزيع أسرى قسم (2) في سجن جلبوع، وهم المحكومون بالسجن المؤبد على سجون ريمون ونفحة والنقب، إضافة إلى تسكير كامل للسجون والمعتقلات من قبل الإدارة.

يأتي ذلك، بينما حذّر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، الاحتلال من اغتيال الاسرى الستة الذين نجحوا في الفرار من سجن جلبوع فجر اليوم، وهدد بتدفيع الاحتلال الثمن غالياً إذا ما أقدم على ذلك.

وأشادت الفصائل الفلسطينية على اختلافها بانتصار الأسرى ونجاحهم في الهروب من سجن "جلبوع"، معتبرة العملية بأنها شكلت انتصارًا لعقلية وإرادة المقاوم، وضربة قاتلة لمنظومة الأمن الإسرائيلية.