الخليل – نبأ - لؤي السعيد

قال ممثل القوى السياسية والوطنية في محافظة الخليل والقيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر إن إصرار الأسرى اليوم على نيل حريتهم فاق كل التوقعات، وما قاموا به هو حق من حقوقهم في كسر قيد السجان الإسرائيلي، وقسوة الحياة داخل السجن وغياب الأمل هو من دفع هؤلاء الأسرى للبحث عن مخرج لهذ المعاناة.

وأضاف جابر في حديث خاص لوكالة "نبأ" أن الحرية لها قيمة لا يعرفها إلا الأسرى ومن خاض تجربة الأسر، مشيراً الى أن كسر إرادة السجان اليوم من خلال النفق الذي تشير المعلومات أنه استغرق سنوات من الحفر لا يدل إلا على أن الحرية تليق بهؤلاء الأسرى الذين كسروا كل الإجراءات والمعايير الإسرائيلية التي وضعتها سلطات الاحتلال لسلبهم الحرية.

وأكد جابر أن الشارع الفلسطيني الذي تعلق بقضايا الأسرى وتفهم متطلباته ووقف معهم لإسنادهم نحو نيل حريتهم، غمرته السعادة اليوم بعد عملية الهروب، وما حصل اليوم يدفعنا لبذل المزيد من الجهود لتحرير بقية الأسرى في كل السجون.

وعن عملية الهروب قال جابر إن ما جرى هو "خرق للمستحيل" في سجن محاط بأسوار ومباني آمنة ومخصصة لتكون سجنًا وفيها من الاحتياطات الأمنية ما لا يعد ولا يحصى، في ظل دولة مهوسة أمنيًا، وإبداع هؤلاء الأسرى اليوم وصبرهم وصمودهم وقوتهم وقدرتهم على إخفاء آثارهم، يدل على قدرة وتكتيكات ملائمة لكسر إرادة السجان الإسرائيلي، وليس من السهل أبدًا أن يضع الأسير خطة هروب طويلة الأمد لاختراق أسوار السجن ونيل الحرية.

وكان الشارع الفلسطيني قد استيقظ فجر اليوم على وقع خبر فرّار 6 أسرى فلسطينيين، من سجن جلبوع، قرب مدينة بيسان شمال فلسطين المحتلة، عبر نفق حفروه، بحسب "مصلحة السجون الإسرائيلية".

وتشير المعلومات الأولية إلى أن الأسرى الستة حفروا نفقًا وخرجوا منه إلى وجهة غير معروفة حتى الآن، إذ أن ملابسات الحادث قيد التحقيق.

مصادر رسمية أكدت أن الأسرى الستة الذين أعلن عن هروبهم هم من سكان محافظة جنين، وهم: زكريا محمد عبد الرحمن زبيدي (45 عامًا) من سكان مخيم جنين، وأيهم فؤاد نايف كممجي (35 عامًا) من كفردان، ومحمد قاسم أحمد العارضة (39 عامًا) من عرابة، ويعقوب محمود أحمد قادري ( 49 عامًا) من بير الباشا، ومحمود عبد الله علي العارضة ( 46 عامًا ) من عرابة، ومناضل يعقوب عبد للجبار نفيعات ( 26 عامًا) من يعبد.

الإعلام الإسرائيلي قال إنّه جرى استدعاء قوات كبيرة من الشرطة، إلى مكان الحادث، التي تقوم حاليًا بعمليات بحث باستخدام المروحيات في المنطقة.

وأشارت وسائل اعلام عبرية إلى أن كافة المعتقلين الفارين يقضون عقوبة بالسجن المؤبد (مدى الحياة) وأن طول النفق الذي حفروه يصل إلى عشرات الأمتار، وتم اكتشاف فتحة النفق على بُعد أمتار قليلة خارج أسوار السجن.

وفي غضون ذلك جرى إقامة غرفة عمليات مشتركة في المكان ونشر قوات الشرطة في البلدات المحيطة، وتشارك في نشاط التفتيش قوات الشرطة الخاصة والكلاب ووحدة المروحيات الشرطية".