نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الاحتلال يرفض تواجد أفراد من أسرتها جانبها أثناء الإنجاب   

أنهار الديك.. ستضع مولودها مُقيّدة اليدين والقدمين في "البُرش"!

أنهار الديك.jpeg

رام الله – أنس عدنان – نبأ:

تعيش عائلة الأسيرة أنهار الديك من قرية كفر نعمة غرب رام الله، قلقاً، لا يقلّ عن حجم القلق والخوف الشديد الذي تعيشه ابنتها وهي تعيش اللحظات الأخيرة قبل وضع مولودها داخل سجون الاحتلال.

والأسيرة انهار الديك أمّ للطفلة "جوليا" ذات العام و8 أشهر، والحامل في شهرها التاسع، وقد تُنجب في أي لحظة، في ظلّ تعنت الاحتلال ورفضه طلبات الإفراج المبكر عنها لتلد في مستشفياتٍ فلسطينية.

واعتقلت أنهار في يوم المرأة العالمي (8 آذار/ مارس) المنصرم، وكانت حاملاً في الشهر الثالث، بالقرب من جبل الريسان غرب رام الله، الذي كان يشهد مواجهات مع  قوات الاحتلال والمستوطنين الذين يحاولون الاستيلاء عليه.

ومنذ اعتقالها سُمح لزوجها فقط بزيارتها لمرة واحدة.

المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه أكد لـ"نبأ" أنّ الأسيرة أنهار الديك، تقبع في سجن الدامون، وتعاني هذه الأيام من حالة توتر وقلق شديد جداً، إضافة للضغط النفسي والعصبي الواقع عليها بعد دخولها شهرها الأخير في الحمل، إذ تخشى الإنجاب داخل سجون الاحتلال بعيداً عن أهلها.

وأوضح أنّ وضع الأسيرة أنهار يزداد قسوةً في ظلّ معاناتها من اكتئاب الحمل ثنائي القطب، وهو حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة تتضمن الارتفاعات (الهوس أو الهوس الخفيف) والانخفاضات (الاكتئاب) العاطفية، وفق تعريف الأطباء .

وقال إنّ هناك جهود تبذل على المستوى القانوني ويجري التواصل مع العديد من الهيئات الدولية، بمن فيهم المقرر الخاص لقضايا حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، وكذلك مع العديد من المقررين الذين لهم علاقة بحقوق المرأة والطفل.

وتُضاف هذه الجهود إلى الحملة التي أطلقت على منصات التواصل الاجتماعي، انتصاراً للأسيرة انهار الديك، وفي محاولة الضغط باتجاه الإفراج عنها لتضع مولودها في مستشفيات فلسطينية.

وأكّد "عبدربه" أنّ الاحتلال لا زال يُمنع في رفض التجاوب مع كل هذه الطلبات، بما تشمل أيضاً عدم الموافقة على السماح لتواجد بعض أفراد أسرتها إلى جانبها خلال عملية الولادة .

وعن الولادة في السجن، وصف المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الأمر بالمعقد والحساس، خاصةً لامرأة فلسطينية يتم التعامل معها بعنصريّة، وبانحطاط قيمي وأخلاقي.

وأكد أن الأسيرة أنهار الديك ومولودها، بعد الولادة ستكون بحاجة الى عناية خاصة، ولا يعقل أن تبقى مع ابنها في داخل غرف الأسيرات أو زنزانة منفردة، وهو ما يشكل ضغطاً عاطفياً وإنسانياً عليها .

ويرفض الاحتلال للأطباء الفلسطينيين أو حتى من أي جهات دولية الدخول إلى السجن ومعاينة الأسيرة والاطمئنان عليها.

والأسيرة انهار الديك ليست الأولى التي تُنجب في سجون الاحتلال، إذ كانت الأسيرة فاطمة الزق آخر أسيرة تُنجب في السجون الإسرائيلية، عندما وضعت ابنها يوسف عام 2008.

من جهتها، روت الأسيرة المحررة منال غانم التي اعتقلت عام 2003 تجربتها في الميلاد داخل معتقلات الاحتلال.

وقالت "غانم" إنّها أنجبت ابنها "نور" داخل السجن، وأجبرتها سلطات الاحتلال على تركه فلم تسمح ببقائه مع والدته المعتقلة، كما فعلت مع الكثير من الأسيرات وأبنائهن.

وأضافت لـ"نبأ" أنها أُدخلت إلى غرفة غير مهيّأة للولادة كما في المستشفيات، ولم يكن فيها إلا سرير وساعة على الحائط، مضيفةً أنه تمّ تقييدها في السرير من يديها وقدميها، وبقيت ساعاتٍ طويلة في الغرفة لوحدها.

وخلال الأيام الماضية، وجهت الأسيرة أنهار الديك مناشدة إنسانية لأحرار العالم، تطالبهم بالتدخل العاجل من أجل الإفراج عنها لتتمكن من وضع جنينها خارج أسوار سجون الاحتلال.

وقالت "أنهار": "طالبوا كل حر وشريف بأن يتحرك لو بكلمة".

وأضافت: "ماذا أعمل إذا أنجبت بعيدة عنكم؟، وأنا مقيدة، وأنتم تعلمون ما هي الولادة القيصرية خارج السجن، كيف بالسجن وأنا وحدي؟".

وتابعت :"أنا تعبانة، أصبت بآلام حادة في الحوض، وأوجاع في القدمين، نتيجة النوم على (البرش)، كيف سأنام عليه بعد العملية؟ وكيف أخطو خطواتي الأولى بعد العملية والسجانة تمسك بيدي باشمئزاز؟".

وذكرت أن إدارة السجن تنوي عزلها وجنينها عقب الميلاد، وقالت: "يا ويل قلبي عليه (الجنين)، كيف سأعتني به؟".

يُشار إلى أنّ رئيس الوزراء طالب محمد اشتية، أمس الإثنين، بإشراف منظمة الصحة العالمية على ولادة الأسيرة أنهار الديك، داعياً  سلطات الاحتلال للإفراج عنها من أجل تنال الرعاية الصحية اللائقة.

وكالة الصحافة الوطنية