نبأ - بيت لحم - أنس عدنان
لم يجد المواطن المقدسي شاكر جعابيص كلماتٍ تصف حجم الألم الذي يعتصر قلبه، بعد هدم الاحتلال منزله الثاني في منطقة "عش غراب" بمدينة بيت ساحور جنوب الضفة الغربية المحتلة.
في عام 2014، هدم الاحتلال منزل المقدسي "جعابيص" في بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة، بزعم البناء دون ترخيص.
يقول "جعابيص" لــ"نبأ" إنه بعدما هدم الاحتلال منزله في جبل المكبر، اشترى قطعة أرض في منطقة "عش غراب" ببيت ساحور ليتخلّص من ملاحقة الاحتلال له، لكن ما حدث العكس تماماً.
في صبيحة يوم الاثنين، الموافق 12 من نيسان/أبريل، فوجئ "جعابيص" بقوات كبيرة من جيش الاحتلال، ترافقها جرافات، ودوريات ما تسمى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية، تحاصر منزله في بيت ساحور، وتباشر بعملية هدمه، إلى أن سوّته بالأرض قبل انسحابها.
جلس "جعابيص" - وهو شقيق لشهيد -، على ركام منزله الذي رسم مستقبل أبنائه وأحلامهم فيه، والحيرة والمرارة تبدو على ملامحه، ليقول لـ"نبأ" إن ما يتعرض له عملية انتقام إسرائيلي وتهجير.
وتابع المقدسي قائلاً إن منزله الثاني الذي هدمه الاحتلال كلفه أكثر من نصف مليون شيكل، وكان يعيش فيه مع عائلته المكونة من 7 أفراد، باتوا الآن مشرّدين.
خلال عملية الهدم، حاول "جعابيص" إقناع الضباط الإسرائيليين بأوراق من المحكمة العليا الإسرائيلية، بعدما حصل منها على قرار يمنع هدم المنزل خلال 90 يوماً، وليتمكن خلال هذه المدة من عمل الإجراءات اللازمة، لكنهم رفضوا التجاوب معه، وأخبروه بأن عملية الهدم بدأت ولا يمكن أن تتوقف إلا بتدمير المنزل كاملاً.
من جهته قال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، لــ"نبأ" إن ما جرى التفاف جديد على قرارات المحاكم الإسرائيلية، واستباق لإمكانية صدور قرار لصالح المقدسي "جعابيص" يمنع هدم منزله.
وقال "بريجية" إن هذه ليست سابقة أن يتم الالتفاف على قرارات المحاكم الاسرائيلية، مشيراً إلى أن المقدسي "جعابيص" قد يكون مستهدفا وملاحقا من قبل سلطات الاحتلال.
ولفت إلى أن ذريعة الاحتلال بقرب منزل "جعابيص" من الشارع الالتفافي، تكذبها الوقائع بوجود منازل أخرى ملاصقة للشارع وأقرب إليه من منزل المواطن المقدسي، ما يؤكد أنه مستهدف من الاحتلال.
وأظهرت معطيات إحصائية، أن قوات الاحتلال هدمت خلال الشهر الماضي 98 منزلاً ومنشأةً فلسطينية، وأخطرت 63 منزلاً ومنشأة بالهدم، خلال الشهر ذاته، في الضفة الغربية.