نبأ-شوق منصور-نابلس:
لم يعد مصطلح العنوسة مرتبط بالفتاة فقط، بل أصبحنا نلاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك نسبة كبيرة من المجتمع تعزف عن الزواج، لأسباب مختلفة، منها اقتصادية ومنها اجتماعية، مما ينعكس سلباً على المجتمع بأكمله.
وتحدثت "نبأ" مع عدد من الشبان الذي تجاوزت أعمارهم العقد الثالث، ولم يفكروا لغاية الآن بالزواج ومنهم أسيد غسان (32 عاماً)، يقول "لقد أنهيت مرحلة البكالوريوس وكان عمري 24 عاماً وبعدها بدأت بالبحث عن وظيفة ولكنني لم أجد حتى اللحظة، وأعمل أعمالاً حرة عندما تتيح الفرصة ولكنني لست في عمل ثابت، وهذا سبب عدم رغبتي بالزواج حالياً فتكاليف الزواج كبيرة منها المهور والحفلات ومظاهر الزواج الجديدة التي ظهرت".
وتابع غسان حديثه: لا أستطيع التفكير في موضوع الزواج والارتباط أن أفكر بالزواج وانا لا أعمل بوظيفة ثابتة أستطيع من خلالها تحمل التكاليف، وبناء عائلتي المستقبلية، فالمعيشة صعبةٌ ومكلفة".
أما الشاب رائد ياسر (35 عاماً) يتحدث لـ"نبأ" ويقول "كأي شاب يحلم أن يتزوج ويستقر وأن يكون لديه أطفال وعائلة، ولكن وضع عائلتي لا يسمح بذلك، أنا أُعيل عائلتي المكونة من 10 اشخاص، والدي لا يعمل، بسبب وضعه الصحي".
وأشار غسان إلى أن فلسطين تعاني من قلة الأجور، فأن أعمل في وظيفة حكومية والراتب لا يكفي كي أفتح بيتاً آخر، وخصوصا أن الفتيات هذه الأيام لا تقبل إلا أن تسكن في بيت منفصل عن عائلة زوجها".
وفي هذا الإطار يقول المختص بالشأن الاجتماعي الدكتور ماهر أبو زنط" إن عزوف الشباب عن الزواج لم تصبح لغاية الآن ظاهرة، لأنها ليست منتشرة في كل مكان وفي كل بيت وعائلة، لذا نستطيع أن نسميها مشكلة.
وحول أسباب هذه المشكلة يشير أبو زنط" إلى أن هناك أسباباً كثيرة تدفع الشباب للعزوف عن الزواج ولعل أهمها السبب الاقتصادي، فكل شاب حلمه أن يتزوج وينجب الأطفال، ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة تمنعه من تحقيق هذا الحلم، فهذا ليس عزوفاً إرادياً.
وأضاف أبو زنط أن السبب الاقتصادي يتمثل في عدة جوانب، قسمه الأول هو نتيجة عدم توفر فرص عمل لدى الشباب، والثاني "مجتمعي"، وهو ارتفاع تكاليف الزواج وبالتالي الشب لا يستطيع أن يغطي تكاليف زفافه.
وأوضح أبو زنط أن تكاليف الزواج ليس المقصود به المهر فقط، وإنما توابع الزواج، والتي أصبحت في هذه الأيام تكلف أكثر من المهر.
وأوضح أبو زنط أن هناك أسباباً أخرى لعزوف الشباب عن الزواج ومنها أن الفتيات ترفض الزواج من أي شخص، فيجب أن يكون لديه مواصفات معينة، كما ومن الأسباب الأخرى أن بعض الفتيات والأهالي يرفضون أن تزوج ابنتهم لأسير سابق، رغم أن الاعتقال لدى الاحتلال قيمة وطنية، وهناك أسباب غير منتشرة بشكل كبير لكن موجود بعضها، عند الأهالي كأن يكون لديهم أكثر من بنت ويرفض الأهل تزويج بنتهم الأصغر قبل الكبرى ويكون الشاب مثلا يريد الأصغر.
وبين المختص الاجتماعي، أن هذه المشكلة لها تأثيرات سلبية على المجتمع كدفعها الشباب للهجرة إلى الخارج، والزواج من أجنبيات، لسهولته، و تدني تكاليف الزواج منها، والأهم أنه يؤدي ذلك إلى فساد أخلاقي وانتشار المحرمات والانحرافات، بالإضافة إلى انتشار نسبة العنوسة بالمجتمع وبالتالي عدم استقراراه، والمقصود بالعنوسة عند الشباب كل من بلغ عمره 28 ولم يتزوج، أما عند الإناث كل من بلغت 26 ولم تتزوج، ولأن الأعمار ليست متساوية لذا نجد أن نسبة الفتيات اكثر من الشباب، ايضاً لان الشاب الذي بلغ عمره فوق الثلاثينات يريد ان يتزوج من فتاة باول العشرينات.
حلول لمعالجة مشكلة العنوسة
وفيما يتعلق بكيفية حل هذه المشكلة أو التخفيف منها يقول أبو زنط إن الحل يكون بتقليل المهور، والابتعاد عن التكاليف الزائدة التي ليس لها أي داعي، كما أن الأعراس الجماعية تخفف من التكاليف، كم ومن الضروري أن تقوم المؤسسات الدينية والاجتماعية بحملات توعية للحث على أهمية الزواج ومخاطر العزوف عنه.