الداخل المحتل-نبأ-شوق منصور:
لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن حالة قتل في الوسط الفلسطيني بالداخل المحتل، حتى بات فلسطينيو الداخل لا يشعرون بالأمن والأمان، همهم الوحيد الخروج والدخول إلى بيوتهم سالمين، ولعل السبب الرئيسي هو اللامبالاة في تعامل الاحتلال مع الجرائم التي تحدث بالداخل المحتل.
رئيس مركز القدس للدراسات والبحوث الإسرائيلية عماد أبو عواد يقول: "إن السبب الأول لانتشار الجريمة في الداخل المحتل لا شك أنه مرتبط بشكل مباشر مع الاحتلال، فهو يسهل الجريمة من خلال دعمهم لوجود السلاح في الداخل بشكل واضح، حيث يوجد في الداخل المحتل ما يقارب 300 ألف قطعة سلاح، تغض شرطة الاحتلال الطرف عنهم، من أجل استمرار الجريمة.
وأضاف أبو عواد أن شرطة الاحتلال أيضاً لا تستوفي التحقيقات اللازمة في القضايا التي تخص جرائم القتل بحق الفلسطينيين، وتتعامل مع الجرائم بحقهم بنوعٍ من اللامبالاة، وفي المقابل تجد أن القضية التي تخص غير الفلسطيني من مواطني الاحتلال، يتم إيجاد الجاني ولائحة الاتهام في غضون وقتٍ قصير.
وأوضح أبو عواد" أن نسبة الفلسطينيين بالداخل المحتل تشكل 20%، تصل نسبة جرائم القتل بحقهم إلى 70% من مجمل الجرائم، أما عند الاحتلال الذي يشكل مواطنوه 80%، نسبة الجريمة لا يتعدى الـ 30% فقط.
وأشار إلى أن التقديرات تشير لدورٍ للاحتلال بتفعيل عمليات القتل ونسبة الجريمة في صفوف فلسطينيي الداخل، وزج الزعران بينهم لتشجيع الجريمة يضاف إلى ذلك محاولة الاحتلال تغيير البنية القيمية والأخلاقية وتغيير ثقافة المجتمع.
وأكد أبو عواد على أن المواطن الفلسطيني يشعر بحالة من الخوف والقلق والرعب بالداخل المحتل، وعدم الشعور بالأمان وعدم الثقة بالمؤسسة القائمة، وبالتالي هناك شعور دائم بضرورة الهروب من هذا الواقع، وهناك جزء منهم يفكر بالهجرة إلى الخارج، أو كما بتنا نرى أن جزءاً منهم يشتري بيتاً في الضفة ويعيش فيه ويبقى مسجلاً في الداخل.
وبحسب أبو عواد فإن عام 2020 كانت هي النسبة الأعلى حيث وصل عدد القتلى بسبب الجريمة إلى 114 قتيلاً، ومنذ بداية العام ولغاية يوماً هذا نسبة القتلى تزداد أكثر وأكثر.
ويبين أبو عواد أن الحل من خلال الضغط على شرطة الاحتلال للوقوف على مسؤوليتها، ولكنني أرى أن الحل داخلي أكثر من كونه خارجياً، من خلال زيادة التوعية والوعي لخطورة السلاح والجرائم، وقيام المجتمع الفلسطيني بعمل لجان خاصة لمحاربة هذا الموضوع، وأن يكون هناك عمل داخلي فلسطيني لمحاربة هذه الجرائم.
وفي الإطار نفسه يقول المحاضر الجامعي إبراهيم خالد من الداخل المحتل: إن ما يحدث بالداخل المحتل هو حالة من الفوضى وهذا يعود لعدة أسباب أهمها الاحتلال الذي يشجع على الجريمة، وظهور عصابات الإجرام في الوسط الفلسطيني، فهناك على الأقل 8 مافيات منتشرة بالداخل، فهي تعمل بطريقة القتل المستأجر فأي شخص يريد قتل شخص يدفع لهذه العصابات مبلغ من المال لقتله.
وأضاف خالد أن من الأسباب الأخرى الوضع الاقتصادي والجشع الذي أصبح بين الناس وخصوصاً بعد انتقال مجتمع فلسطينيي الداخل من الوضع الزراعي إلى التجاري والصناعي، فهذه المرحلة الانتقالية يدفع الناس ثمنها بالأرواح والمشاكل وحرق البيوت والسيارات، بسبب ظهور طبقة غنية جداً، من خلال بناء مصانع ومحلات تجارية، بالمقابل هناك طبقة فقيرة، وهذا الأمر خلق نوعاً من الفوضى، وهذا الأمر يحتاج إلى مدة طويلة ليستقر الوضع.
وبلغ عدد القتلى الفلسطينيين في الداخل المحتل منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم 46 قتيلا، ولم يحقق الاحتلال بشكل جدي في أي من هذه الجرائم، بل إنه يغض الطرف عن انتشار السلاح، ويطلق العنان للجريمة المنظمة، في محاولة منه لتفكيك المجتمع العربي الفلسطيني.