نبأ – القدس
تواصل حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة، الاحتيال على العمال الفلسطينيين باجتزاء نسبة من رواتبهم منذ خمسين عامًا تحت بند مزعوم وغير قانوني اسمه "بدل اعتناء".
واعتبرت المحكمة المركزية لدى الاحتلال في القدس أن خصم هذه المبالغ كان مخالفا للقانون، لكن السلطات الإسرائيلية أعفت نفسها من تعويض العمال من خلال "إشعار الإنهاء" الذي قدمته إلى المحكمة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت في العام 1970، وفقًا لـ"موقع عرب 48"، خصم "بدل اعتناء" بنسبة 0.75% من رواتب العمال الفلسطينيين في الزراعة وحولت الأموال إلى نقابة العمال العامة (الهستدروت). ورغم أن هذا الإجراء استمر 50 عاما، لكن العمال الفلسطينيين لم يكونوا طرفا في اتفاق جماعي بهذا الخصوص، كما أنهم لم يكونوا أعضاء في الهستدروت، ولذلك فإن الخصم كان مخالفا للقانون بموجب قانون حماية الراتب.
وخُصمت هذه المبالغ من عشرات آلاف العمال الفلسطينيين، وبحجم عشرات ملايين الشواقل سنويا، وجرى تحويلها إلى الهستدروت بشكل مخالف للقانون، كما أنه فُرضت غرامات، بعشرات آلاف الشواقل، على المشغلين الذين لم يخصموا هذه المبالغ من رواتب عمالهم، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.
وقدمت جمعيتا معا وخط العامل دعوى ضد هذا الإجراء إلى محكمة العمل القطرية الإسرائيلية، في العام 2020، أكدتا فيها أن العمال الفلسطينيين لم يحصلوا على مقابل للمبالغ الطائلة التي دفعوها، إذ أن السلطات الإسرائيلية لا تعترف بنقابات العمال الفلسطينية، وفيما لم تسمح الهستدروت بأي شكل للعمل الفلسطينيين بأن يكونوا أعضاء فيها.
وأشار مصدر في جمعية معا، إلى أن "الأمر برز في السنوات الأخيرة، إثر حوادث العمل الخطيرة التي تعرض لها عمال بناء فلسطينيون، من دون أن يحصلوا حماية أو حتى على علاج طبي ملائم".
وفي أعقاب تقديم الدعوى، أعلنت سلطة السكان والهجرة، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أنها ستوقف جباية المبالغ من العمال الفلسطينيين. وفي العام 2019، قدم المحامي يغآل دانينو، دعوى باسم شركة زراعية، وردت عليها النيابة العامة بالادعاء أن سلطة السكان كانت مجرد حلقة مع الهستدروت. ووصفت المحكمة ذلك بأنه "ادعاء كان من الأفضل عدم ادعاءه".
وقدم المحامي دانينو، العام الماضي، دعوى تمثيلية باسم جميع العمال الفلسطينيين الذين خصمت سلطة السكان والهستدروت أموالا من رواتبهم بشكل مخالف للقانون. وكشف دانينو أمام المحكمة المركزية في القدس أنه خلال الأعوام 2018 – 2020 خصمت سلطة السكان من رواتب العمال الفلسطينيين لصالح الهستدروت 69 مليون شيكل. وخُصم من رواتبهم في الأعوام 2012 – 2018 19 مليون شيكل. وردت سلطة السكان على هذه الدهوى بـ"إشعار الإنهاء" الذي يعني أنها ستتوقف عن هذا الإجراء. ويسمح "إشعار الإنهاء" في إطار دعوى تمثيلية للدولة بالاعتراف بخطأ والتوقف عن ممارسته وبذلك تحصصل على إعفاء من التعويض. وبذلك أعفيت الهستدروت من التعويض أيضا.
وانتقد القاضي ألكسندار رون بقراره في بداية الشهر الحالي الدولة وكتب أنه "توجد دعاوى تمثيلية مبررة أكثر أو أقل. والذريعة في أساس هذه الدعوى مبررة بشكل لا مثيل له. ففي مركزها رواتب عمال المناطق، وهي ليست رواتب مرتفعة أصلا. وهؤلاء عمال مستضعفون جدا أيضا، وفقا لأي مقياس. وقدرتهم على المساومة متدنية، وقدرتهم على مواجهة جباية حكومية تنص عليها قرارات الحكومة، التي تقضم من رواتبهم، تراوح الصفر، إن لم تكن اقل من ذلك".
وأضاف القاضي أنه "خصم نسبة 0.75% تبدو كأنها نسبة محدودة. لكن المبالغ تجمعت، والدول فعلت كل هذا خلافا لتشريع رئيسي تم إرساءه في قانون حماية الراتب".
وتبين أن خصم هذه الأموال متواصل حتى اليوم. فقد قال سلطة السكان في تعقيبها إن "جباية خصم بدل عناية نفابية – مهنية من رواتب عمال فلسطينيين لا ينفذ بواسطة سلطات السكان والهجرة منذ أكثر من سنة، وأي مشغل مطالب بتحويل الأموال مباشرة إلى النقابة التي ينتمي إليها العامل".
وعقبت الهستدروت بالقول إن "الهستدروت جبت بموجب القانون وتواصل الجباية بموجب قانون بدل العضوية من العمال الفلسطينيين وفق اتفاق جماعي وحماية مهنية والخدمات المهنية للهستدروت. وستستمر الهستدروت في العمل والدفاع عن العمال من السلطة الفلسطينية والاهتمام بحقوقهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن تعقيب الهستدروت يتطرق إلى جباية بدل عضوية مع اتفاق جماعي، فيما الخصم من رواتب العمال الفلسطينيين الذي أقرت المحكمة بأنه غير قانوني هو "بدل عناية" أي أن الهستدروت لم تطرق إلى مضمون التقرير حول نهب أموال من العمال الفلسطينيين.