نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تظاهرة وطنية في ظروف استثنائية

كوشوك ودرع ضد الرصاص.. تفاصيل زفة صحافية يرويها "الخال" في نابلس

نبأ – محمد صيام

عرس جديد على الطريقة الفلسطينية ولكن هذه المرة بالكوشوك والدرع الواقي للرصاص الذي يرتديه الصحافيون خلال تغطية الأحداث في مناطق النزاعات والمواجهات إلى جانب البدلة البيضاء والفرقة الموسيقية.

في نابلس، يروي الصحافي إياد حمد، الملقب بـ"الخال" كما يحب أن يناديه جمهور الصحافيين، قصة زفاف الزميلة مجدولين حسونة على الزميل محمد خيري.

وكتب الخال (إياد حمد)، على صفحته في فيسبوك، تفاصيل الزفاف على الطريقة الفلسطينية الجديدة، إذ قال "قبل حفل زفاف الأخت والزميلة مجدولين حسونه على الزميل محمد خيري.. كنا أمام سجن عوفر ننتظر الإفراج عن الزميل علاء الريماوي".

وأضاف: "كانت مجدولين بين الزملاء والزميلات الحضور كما تعودنا عليها، فقالت خال اصحى (احذر) ألا تأتي على حفل زافي، فقلت لها أعتقد أنا سأكون في عمان وقت زفافك.. فقالت لي خال بابا متوفى وأريد منك أن تكون إلى جانبي.. شعرت أن حملا ثقيلا قد سقط على كتفيّ. فكان القرار أن أكون بجانبها مهما كلف الثمن".

وأوضح الخال: "قبل أيام بدأت الترتيبات للعرس، فكانت مطالب مجدولين ليست كمطالب أي عروس ولا تريد عرسها كباقي الأعراس التي نعرفها، كانت تسأل عن صور الشهداء من الصحافين والأسرى وعن صور أسماء مناضلة لها تاريخ عريق في الكفاح".

وأشار إلى أن "العروس قالت أنا أريد أن يكون عرسي مظاهرة وطنية فقلت لها ( شو رأيك نولع كوشوك في الزفة؟) وطلب الزميل ثائر الفاخوري أن يحضر الزملاء معهم الفست (درع الصحافة الواقي)".

وأكمل إياد حمد: "جاء يوم 13 يونيو، يوم العرس عرس مجدولين ومحمد، ووصلنا إلى نابلس والتقينا مع جميع الزملاء والزميلات وانتظرنا معرفة البرنامج، الزميل عبد الرحمن ظاهر كان واضحا أنه مشرف على جميع الترتيبات لحفل الزواج فكان يصرح لنا عن البرنامج".

وتابع: "دخلنا مكان الفرح المعد والذي كان في الهواء الطلق وبدأنا نتجول في المكان فكان مقابل صورة كبيرة للعروسين لافتة أكبر تتزين بصور الشهداء من الصحافيين والمناضلين، وكذلك صور الأسرى الصحافيين وعمداء الحركة الأسيرة، وكانت هذه اللافتة (البوستر) محط أنظار الحضور".

واسترسل "الخال"، "كنت أبحث عن معالم الفرح في المكان فلم أجد شيئا، الحضور بكل فخر جاء البعض من عائلات الشهداء وعائلات عمداء الأسرى في سجون الاحتلال، وكانت هذه الثلة الرائعة هي تكريم حقيقي للعروسين".

وزاد حمد: "انتظرنا وحضر كل المدعوين، وبقي ينقصنا حضور القمرين محمد ومجدولين، وبعد لحظات ظهر العروسان إلينا، فكان رد الفعل من الجميع التوجه إليهم والتقاط الصور وفي لحظة جلس الجميع على الدرج الذي كان يعتليه العروسان، فكانت لوحة في قمة الروعة لوحة الوفاء والفرح المسلوب".

وأوضح الخال، أن "العريسين نزلا الدرج في هذه اللحظة، فوضعت يدي في يد ابنتي مجدولين وسار الجميع بجانبها، هنا أقول بكل صراحة عاجز عن وصف المشاعر التي حملتني إلى عالم غريب ممزوج بالفرح والحزن الذي أدمع عينيي واستمررنا في المشي حتى وصلنا مكانا معدا لزفة العروسين".

وأضاف: "هنا تحولنا جميعا إلى أطفال خرجوا من الصف المدرسي إلى الحديقة، بدون أي تنسيق بدأنا نرقص ونغني ونبحث عن الفرح هنا هناك كي ننثره على العروسين، وكان بجانبي الزميل سامي الساعي فقلت ما رأيك أن نلبس العريس درع الصحافة فقال جميل جدا وفعلا خلعت الدرع الذي كنت ألبسه وألبسناه إلى العريس الرائع محمد وفورا حضر درع ثان وكان من نصيب مجدولين".

وبيّن "الخال"، أن الزفة سارت وسط الأغاني وقرع الطبول، وكما مشى العروسان كان الفرح ينبعث من عيونهما فيسكن قلوب الحاضرين على أغاني موطني، عندك بحرية يا ريس، وأغاني المقاومة والوحدة الوطنية، عرس محمد ومجدولين جسد معنى الوحدة الوطنية فعلا لا قولا.

 ولفت إلى أن "الزميل الرائع علاء الريماوي وقف خلف الميكرفون وروى حكاية عشق فلسطينية انتصرت على الظروف وانتصرت، ولخص حكاية محمد ومجدولين في أجمل وصف حقيقي، قررنا أن نغادر وأنا أترك خلفي ابنة في ليلة زفافها ودعتها وودعت الزميل محمد العريس المحظوظ بمجدولين، كان الزملاء والزميلات الصحفيين عائلة واحدة فرح واحد والكل يستابق من أجل أن يصنع الفرح  في داخل الفرح".

وأكد الصحافي إياد حمد، وهو مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، أن "ما جرى يجيب أن يدرس في النقابات والجامعات ما معنى الجسم الصحفي. وكيف يكون؟".

قد تكون صورة لـ ‏‏‏٢‏ شخصان‏ و‏أشخاص يقفون‏‏

وكالة الصحافة الوطنية