نقلت وسائل إعلام عبرية، عن مقرّبين من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله، إنه لم يتعهد للأميركيين بإطلاق سراح مقاتلي حركة حماس العالقين في رفح جنوبي قطاع غزة.
يأتي ذلك غداة استقبال نتنياهو مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، الاثنين، للتباحث في عدة قضايا منها المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وكذلك ما جاء على لسان النائب في الكنيست الإسرائيلي، رئيس حزب يسرائيل بيتينو (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان، الذي ادّعى الثلاثاء، أنّ نتنياهو تعهّد أمام الأميركيين بالإفراج عن المقاتلين من رفح، دون قرار من المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، ودون التشاور مع الجهات الأمنية.
وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، أن خلفية ادّعاء ليبرمان تعود إلى المحادثة التي جرت بين نتنياهو وكوشنر، التي تمحورت في معظمها حول قضية غزة، والرغبة الأميركية في بدء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وإزالة عقبة المقاتلين العالقين في الأنفاق جنوبي القطاع.
واتفق الاثنان على أنّ حلّ هذه القضية سيتم بشكل مشترك، وأن إسرائيل لن تتخذ إجراءات صارمة دون إبلاغ الأميركيين. ومن بين الحلول التي طُرحت، السماح للمقاتلين بالخروج دون أسلحتهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة "حماس".
ووصف ليبرمان الخطوة بأنها "جنون مطلق"، وأضاف: "أمام الإرهابيين (على حد وصفه) العطشى للدم خياران فقط، الاستسلام والسجن أو الموت. أي خيار آخر هو استسلام مطلق (يقصد من طرف إسرائيل)". وعليه، ردّ ديوان نتنياهو، بأنّ المزاعم غير صحيحة، وأنّ الادعاء بتعهد رئيس الحكومة للأميركيين بالإفراج عن المقاتلين من رفح "هو ادعاء كاذب"، مؤكداً أنه حتى الآن، لا يوجد أي قرار بشأن مصيرهم.
وذكر موقع واينت العبري، الاثنين، أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للسماح بـ"مرور آمن" لما يقارب 200 من مقاتلي "حماس" في رفح، في منطقة تقع في الجانب الذي تسيطر عليه دولة الاحتلال، من "الخط الأصفر".
ويقضي أحد الحلول المقترحة، وفق التفاصيل التي أوردها الموقع، بأن يستسلم العناصر ويضعوا أسلحتهم، وفي المقابل فإنهم يحصلون على عفو أو يُنفون، بينما تُدمّر الأنفاق التي يوجدون فيها.
ونقل "واينت" قول مسؤول إسرائيلي رفيع مطّلع على القضية، إنه "في ظلّ الضغوط، من الصعب تصديق أنّنا سنقضي عليهم. هناك ضغط كبير من الولايات المتحدة، والتقدير هو أنّ الأمر سيُحلّ باتفاق معين". وتتوقع واشنطن أن يكون لدى نتنياهو "مجال سياسي وجماهيري" أوسع للموافقة على الخطوة الأميركية، بعد استعادتها رفات الجندي هدار غولدين، الذي قُتل خلال عدوان عام 2014.
كانت القناة 12 العبرية قالت في السابق أنّ واشنطن تقترح أن يعقب تسليم جثمان هدار غولدين إلى إسرائيل السماح لنحو 200 مقاتل من "حماس" بالمرور إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الحركة، أو دولة لم يجرِ تحديدها، وذلك بعد تسليم أسلحتهم، وهو ما ترفضه تل أبيب وتصرّ على استسلامهم واعتقالهم.
