نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

“لا مؤشرات على انهيار حماس”

هذا ما توقعه محلل عسكري إسرائيلي بارز لطريقة انتهاء الحرب في غزة

406853786_806760011489353_7401891843108296881_n.jpg

توقع المحلل العسكري الإسرائيلي البارز عاموس هارئيل، الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة خلال أسابيع دون تحقيق أهدافها، معتبراً الحديث عن هزيمة حركة "حماس" في قطاع غزة "سابقاً لأوانه".

جاء ذلك في تحليل أعدّه هارئيل ونشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، قدّم فيه شرحاً للوضع الميداني داخل غزة والصعوبات والمعوقات التي تحول دون تحقيق أهداف إسرائيل المعلنة من الحرب وخاصةً القضاء كلياً على قوة "حماس" العسكرية.

"لا مؤشرات على انهيار حماس" 

إذ قال هارئيل: "رغم الخسائر، فإن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي سعيدة بإنجازات القتال الذي يستمر ببطء وحذر، لكن لا توجد مؤشرات على أن حماس قريبة من الانهيار"، وأضاف: "منذ استئناف المناورة البرية في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قُتل في كل يوم من أيام القتال عشرات المقاتلين، وتم ضرب مواقع عسكرية، وتدمير أنفاق، والاستيلاء على أسلحة"، وفق قوله.

واستدرك هارئيل: "لكن الحديث المثير في أستوديوهات التلفزيون عن هزيمة حماس، سابق لأوانه"، مستدلاً بالإشارة إلى أن "مجموعة الأحداث تعكس حتى الآن في الأساس الصعوبات المتزايدة التي يواجهها حُكم حماس في غزة، ولكن لا يوجد دليل مقنع حتى الآن على انهيارها الوشيك". 

كما لفت المحلل العسكري إلى أنه "في كل صباح يتم نشر صور لأحدث ضحايا الجيش الإسرائيلي، ومعظمهم من جنود الاحتياط، الذين قتلوا في القتال في قطاع غزة".

وكشف أنه "مع تقدم المناورة البرية، تتواصل الخسائر على قدم وساق، ولا تزال مقاومة حماس شرسة في بعض المناطق". وأضاف: "من الواضح أن المنظمة (حماس) غير قادرة على وقف هجوم كبير لقوات الجيش الإسرائيلي، لكن الخلايا الصغيرة من مقاتلي حماس تفرض ضريبة يومية على تقدم الجيش واستيلائه على مناطق جديدة، في كل من الشمال والجنوب".

ورأى المحلل الإسرائيلي هارئيل أن "المعارك الميدانية تعزز تقييم هيئة الأركان العامة للجيش بأن هدف تفكيك قدرات حماس العسكرية والتنظيمية في غزة يمكن تحقيقه على المدى الطويل"، وفق تقييمه.

مشيراً إلى أن الأمر يعتمد على الجدول الزمني، وعلى قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة هجوم شديد الكثافة على الأرض قبل التحول إلى الغارات، مع بقاء غالبية القوة العسكرية بالقرب من حدود غزة، على حد قوله.

وأضاف: "مع ذلك، حتى لو كان الجيش الإسرائيلي قادراً على تنفيذ خططه، فإنه سيظل معرضاً لخطر عدم تلبية توقعات الجمهور، حيث وعدت القيادة السياسية بالقضاء على حماس، وإعادة جميع الرهائن، وإعادة بناء جميع المجتمعات الحدودية المدمرة وإزالة التهديد الأمني عنها". واعتبر أن "أهداف الاحتلال في غزة "طموحة"، ومن الواضح أن بعضها لن يتحقق، ومن الواضح أيضاً أن إسرائيل ستقبل بها مرغمة تحت الضغط الأمريكي".

صعوبات يواجهها الاحتلال 

وأشار هارئيل إلى أن "الصعوبات الاقتصادية الهائلة والمتزايدة بسرعة التي تواجهها إسرائيل، والعبء الواقع على جنود الاحتياط، والتوقعات الأمريكية، يمكن أن تسهم جميعها في تقصير مدة العملية المكثفة داخل غزة".

إذ قال: "إذا حدث ذلك، فإن الحكومة والجيش سيواجهان مشكلة ذات حدّين، فيعتقد جزء كبير من الجمهور أن تحرير الرهائن يجب أن يكون على رأس أولويات إسرائيل ويعتبرون أي تأخير في إعادتهم بمثابة فشل كبير"، مضيفاً: "في الوقت نفسه، يطالب العديد من الإسرائيليين بهزيمة حماس الكاملة، وسينظرون إلى خفض القوات مقروناً بوعد بإكمال المهمة في المستقبل، بينما تتهرب القيادة من الأهداف التي وعدت بها بشكل كبير في بداية الحملة".

وبعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مطلع ديسمبر الجاري، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية وعملياته البرية باتجاه مدن الجنوب، لا سيما رفح وخان يونس، وضيّق الخناق على الفلسطينيين.

يأتي ذلك بينما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت حتى مساء الاثنين، 18205 قتلى و49645 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

وكالة الصحافة الوطنية