نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

مختصون لـِ"نبأ": "مدينة القدس في ظروف استثنائية هي الأخطر في تَاريخ العاصمة المُحتلة"

القدس - نبــأ: كشفت القناة 12 الإسرائيلية، في تقرير مصور، النقاب عن وجود تنسيق وتعاون بين العديد من الوزارات الحكومية لرصد ميزانيات وبذل الجهود من أجل تنفيذ رؤية ترميم "الهيكل" المزعوم في ساحات المسجد الأقصى الشريف.

وأظهر التقرير الذي تم عرضه، مقتطفات من مساهمة حكومة "نتنياهو" بشكل مباشر في تنفيذ المخطط، وأنها تقف حول تحويل الأموال ورصد الميزانيات، وأن وزارتين في "الحكومة الإسرائيلية"، شاركا في استقبال عدد من "البقرات الحمراء" التي جُلبت من الخارج لذبح إحداها، بزعم تطهير المسجد الأقصى بدمائها "حسب معتقداتهم" قبل بناء "الهيكل" عليه، في حال ثبوت أنها تخضع للشروط "الفقهية التوراتية". 

ووفقاً للمجريات الحالية، قال رئيس الهيئة المقدسية لمقاومة التهويد ناصر الهدمي لِوكالة "نبأ": "إن مدينة القدس في ظروف استثنائية هذه الفترة والتي تُعتبر الأخطر في تَاريخ العاصمة المُحتلة؛ وذلك لأنها تُعبر عن الانتقال من مَرحلة النوعية في تغيير الواقع إلى التطبيق الفعلي، مُشيراً أن موضوع بناء الهيكل ليس بالحديث وإنّما مُرسخ منذ ١٣٠ عاماً، عندما أقرّت الصهيونية العالمية بإقناع اليهود إلى الهجرة لفلسطين لنزول " المسيح" وأنه لن ينزل إلا بوجود "الهيكل" الذي سيبنى مكان المسجد الأقصى المبارك؛ وهذا ما دفع سلطات الاحتلال لفرض سيطرتها الكاملة على القدس ومسجدها". 

وتابع الهدمي قوله، أن ما كشفته "القناة ١٢" التابعة للاحتلال، تُشير إلى وجود اجماع لفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المُبارك، موضحاً أن هذا الأمر يضع القدس أمام محطة خَطرة جداً، تسمح "لليهود" بالصعود إلى ساحات المسجد الأقصى المُبارك من منطلق حماية حرُية العبادة. 

وعن الحالة الفلسطينية، عبرالهدمي أنها تَمر بحالة من صعبة، من حيث الانقسام الفلسطيني، و التنسيق الأمني مع الاحتلال و تعامل المستوى الرسمي الفلسطيني، بالإضافة إلى المقاومة الفلسطينية التي يدعمها الشارع الفلسطيني تمر في ظروف استثنائية، توحي بأنها لا تسعى للدخول في مواجهة عسكرية مع الاحتلال في الفترة الحالية؛ وذلك لرغبتها في تراكم قوتها من أجل المعركة الحاسمة؛ وبالتالي هذه النقاط اعطت حالة من الاطمئنان للاحتلال أن يبدأوا بالاستفراد في القدس والمسجد الأقصى المُبارك وصولاً إلى الحد الأحمر الذي وضعته المقاومة سابقاً. 

وأشار ضيف " نبأ" أن الدلائل السابقة تجعل التخوف من القادم سيّد الموقف، مؤكداً عدم وجود ما يردع الاحتلال عما ينوي فعله؛ وبالتالي هذا يجعل الواقع المتوقع مستقبلاً صعباً، فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المُبارك. 

ويرى الهدمي، أن الواقع الحالي يشير إلى حالة من الإحباط، والضعف،داعياً المقدسيين للمواجهة و اجبار الاحتلال على التراجع كما هو الحال قبل ٦ سنوات حيث نجحوا في فرض إزالة البوابات الإلكترونية. 

من جهته، تحدّث الباحث والمختص في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة "نبأ" عن العهد الجديد الذي يطغى على المسجد الأقصى المبارك من قِبل ما يُسمى بِ "جماعات الهيكل"، فقد بدأ الاحتلال بخطواتٍ عملية لتجسيد فِكرة إقامة "الهيكل المزعوم"، حيث بدأت عمليات تقليص صلاحيات دائرة الأوقاف، والمؤسسات الرسمية التابعة للاحتلال بدأت بوضع الخطط لتقسيم المسجد، بالإضافة إلى زيادة الضغط على أبواب المسجد. 

وتابع أبو دياب، قبل البدء بمشروع " الهيكل المزعوم" اشترط وجود الطهارة " اليهودية" وذلك من خلال ٤ بقراتٍ، تُحرق وينثر رمادها على "حاخامات" اليهود، ومحيط الهيكل كما يزعمون، يليه اقتحام كبير للمسجد الأقصى. 

وأشار أبو دياب، أن اليهود يعتقدون بأن ساحات المسجد وقبة الصخرة ليست معبداً وإنما هيكلاً ويجب إعادته لما كان عليه قديماً. 

ولفت أبو دياب، أن التراخي في نصرة القدس والمقدسات ساهم في زيادة التخاذل، وحرف البوصلة عن المسجد الأقصى، وبالتالي فإن الطريق ذاهب باتجاه تحقيق غايات ما ينويه الاحتلال؛ موضحاً أنه من الممكن أن يؤجل ذلك المرابطين و تكثيف من شد الرحال إلى محيط القدس. 

ومن الجدير ذكره،أن "القناة ١٢" العبرية،  أكدت بأن حكومة الاحتلال ضالعة في تمويل مشروع استيراد العجول وتربيتها حيث رصدت ميزانية بالملايين لهذه الغاية.

في حين أقام المستوطنون في مستوطنة “شيلو” شمالي رام الله مهرجاناً مؤخراً والذي يحاكي بناء الهيكل الثالث على أنقاض مسجد قبة الصخرة، حيث اشتمل المهرجان على فقرة حرق بقرة حمراء قبيل البدء ببناء الهيكل.

ولفت التقرير الذي عرضته القناة إلى أن أشهر معدودة تفصلنا عن حرق العجول، حيث قالت وزارة شؤون القدس في تعقيبها على التقرير بأنه عار عن الصحة وأن استيراد العجول تم بالطرق القانونية وبدون أدنى علاقة باقتراب إقامة الهيكل وظهور السيد المسيح.

وكالة الصحافة الوطنية