رام الله - نبــأ: مُنذ تاريخ 25 يونيو الماضي، وقرّية " أم صفا" شمال غرب رام الله، تُعاني من اعتداءاتٍ مُستمرة مِن قبل المستوطنين عليها، حتّى بات أهلها يشكّلون حصناً متيناً للدفاع عن أرضهم؛ وذلك لمنع الاعتداءات، والوقوف في وجه البؤرالاستيطانية، رغم صعوبة المواجهة، والتي وصلت إلى حرق سيارات المواطنين وإطلاق الرصاص عليهم.
في كل يوم جمعة، يخرج أهالي القرية في مسيراتٍ جماعية للدفاع عن الأرض، وكان آخرها يوم أمس والتي انتهت باستشهاد الطفل محمد فؤاد عطا البايض (17 عاما)متأثرا بإصابته بالرصاص الحي في رأسه، وأصيب آخر بجروح خطيرة.
وفي مقابلة أجرتها وكالة " نبأ" مع رئيس بلدية أم صفا، مروان صباح قال : "إن الفعاليات التي بدأنا فيها في القرية بشكلٍ أسبوعي قائمة بهدف الدفاع عن الأرض، و خصص يوم الجمعة لمسيرة سلمية كرد فعل طبيعي من أهالي القرية اتجاه ما يجري من اعتداءات ومحاولة للسيطرة على الأرض".
وذكر صباح أن مسيرة أمس الجمعة شارك فيها الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي ، بالإضافة إلى وجود متضامنين دوليين، لافتاً أنه بعد ساعة من المسيرة اقتحمت قوات الاحتلال القرية وبدأوا بإطلاق قنابل الصوت والغاز، بالإضافة إلى الرصاص الحي؛ بهدف القتل.
وتابع صباح، الاحتلال يقوم بذلك بهدف ترويع المواطنين واخافتهم؛ وذلك لفتح المجال لهم بمواصلة مسيرتهم الاستيطانية، مشيراً أن القرية تتعرض لهجمة مستمرة وشرسة من قِبل قطعان المستوطنين؛ وذلك للاستيلاء على 4 ألاف دونم من أراضي التي تقع في الجهة الجنوبية للقرية ؛ بهدف ربط مستوطنة " حلميش" بِـ " عطاري".
ويتصور ضيف " نبأ" أن مستقبل القرية لن يكون سهلاً في ظل وجود الاحتلال، متوقعاً أن الحكومة اليمينية الحالية أخذت القرار، بأن يتم إطلاق النار على أي مواطن فلسطيني يحاول الدفاع عن أرضه وأشجار الزيتون وممتلكاته؛ حيث أكد أن المواطنين في القرية صامدون ويشكلون رسالة صمود وتحدي.
وعن إقبال أهالي القرية، قال:" الشعب مستمر، الاحتلال لم يبقي لنا أي خيارسوى الدفاع والصمود، لكي لا تذهب الأرض التي بدأ الإحتلال إجراءاته بمحاصرتها للسيطرة على 4 آلاف دونم منها ، مؤكداً أنهم لن يستسلموا لإجراءات قوات الاحتلال بحقّ القرية.
وأشار أن القرية مغلقة طيلة أيام الأسبوع، وذلك بسبب دخول المستوطنين إليها بشكل مستمر إليها.
وتمثلت الاقتحامات بإحراق منازل ومركبات، والاعتداء على مواطنين، وطواقم طبية وصحفية، ووصل الحال إلى إعلان الدفاع المدني عن إخلاء عائلات وإطفاء ثلاثة منازل وإنقاذ طفل أصيب بالاختناق بفعل اعتداءات المستوطنين، كما وأحرق المستوطنون أراضٍ زراعية وهاجموا المنازل بالحجارة، وأغلقوا طرقات وسكبوا الزيوت عليها.