نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"مطالبات إسرائيلية بإبادة شمال الضفة"

 كمين جنين المحكم .. ضربة مُباغِتة تحت الخاصرة تكشف تطوّر عمل المقاومة 

 جنين – نبأ:

لم يكن الاقتحام الذي خطط له جيش الاحتلال الاسرائيلي، صباح يوم الإثنين، لاستهداف مقاومين في جنين شمال الضفة المحتلة، عادياً، أو على الأقل لم يكن متوقعاً من حيث التطور الذي رافق التوغل الكبير، حيث تورطت ووقعت قوة من جنود الاحتلال في كمينٍ محكم للمقاومة.

وفجّرالمقاومون عدة عبوات ناسفة في آليات الاحتلال الاسرائيلي، بعدما أوقعوها في كمين محكم، ما أدّى لإصابة سبعة جنود "إسرائيليين" على الأقل بجروحٍ متفاوتة الخطورة، وإعطاب عدة آليات عسكرية .

وتحت وابل من الرصاص الكثيف الذي أطلقه المقاومون تجاه القوات التي وقعت في الكمين، وكذلك القوات التي دخلت كتعزيزاتٍ لتخليص تلك القوة، فشل جيش الاحتلال في سحب آلياته التي اعطبت جراء التفجيرات، بينما تمّ نقل إصابات الجنود إلى المستشفيات للعلاج. 

وقال مسؤول أمني إسرائيلي إنّ العبوة التي انفجرت في جنين تزن حوالي 40 كيلوغراماً وهي شبيهة بعبوات لبنان وغزة، مضيفاً أن الجيش يدرس الآن نوعية المركبات المدرعة التي يمكن أن تستخدم لاحقا في شمال الضفة.

وكان لافتاً، إدخال جيش الاحتلال طائرات الإباتشي لأول مرة منذ 20 عاماً؛ لإسناد قواته على الأرض، حيث قصفت إحدى الطائرات هدفاً في محيط المنطقة التي وقعت فيها قواته بكمين العبوات الناسفة .

وأكد شهود عيان لــ"نبأ" أنّ جيش الاحتلال أطلق النار بكثافة بشكلٍ عشوائي بعد وقوع جنوده في الكمين، ما يؤكد تعرّضه لضربة وخسائر كبيرة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد 5 مواطنين بينهم طفل، وإصابة  ٣٧ على الأقل في العدوان الاسرائيلي على جنين. 

تعليقاً على ذلك، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي فراس ياغي، ان جيش الاحتلال اعتادَ على اقتحام المدن الفلسطينية، بشكل روتينيّ، وان ينفذ مهامه بدون مقاومة، لكن ما حدث في جنين اليوم، يكشف أن المقاومين كانوا متيقظين جداً لما سيحدث، وأوقعوا القوة الاسرائيلية في كمين بتفجير عبوات ناسفة .

ورآى أن هناك تطوراً كبيراً للمقاومة الفلسطينية في جنين، لم تحسب حسابه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وبالتالي فإن الأمور لم تكن كالسابق، إذ أصبح المقاومون يتعلمون من أخطائهم السابقة، ويتدربون ويستعدون بشكلٍ جيّد للمواجهة.

وأضاف أن الجيش لجأ لاستخدام الطيران الحربي في قصف مناطق سكنية في جنين، لإنقاذ قواته، وجنوده المصابين، ما يعني أنّ هناك مخاطر من ارتقاء عدد كبير من الشهداء والاصابات جراء ذلك.

من جانبه، قال عماد أبو عواد المختص بالشأن الإسرائيلي ومدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية، إنّ الأمن الإسرائيلي بات في مأزقٍ كبير ، لأنّ ما يحدث لجيش الاحتلال مع كل عملية عسكرية واقتحام من مقاومة، فإنه يجد نفسه مستنزفاً، وهو يقرّ  بأنّ كل خططه للقضاء على المقاومة في جنين وشمال الضفة عموماً فاشلة، ويعترف بشكل أوسع بأن الحالة الفكرية وإيمان الفلسطينيين بالمقاومة في الضفة يتوسع بشكل كبير.

واضاف أن المقاومين في جنين استطاعوا تطوير وسائل متنوعة في مواجهة الاحتلال، وتغلبوا على كل الإجراءات التي استهدفتهم، وبات الاحتلال يخشى ان يقع في ذات الفخ الذي وقع فيه عام 2002 في مخيم جنين من مقاومة شرسة، قتل واصيب خلالها العشرات من جنود الاحتلال.

وبيّن أن الحالة الفلسطينية تتجه إلى ضم المزيد من الشبان المقتنعين بفكر مواجهة ومقاومة الاحتلال، وعليه فإن الاحتلال يستعد لمواجهة جيل أكثر خشونة في التعامل معه، مؤكداً أن تصاعد المقاومة في الضفة آخذ في الإزدياد رغم اجراءات الاحتلال. 

وتعالت أصوات إسرائيلية بعد "كمين جنين"، لشنّ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة، حيث قال عضو الكنيست من حزب "الصهيونية الدينية" أوهاد تال إنّ شمال الضفة أصبح عشًا للدبابير يجب إبادته. حسب قوله 

وقال وزير المالية المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" إنّ الوقت حانَ "لشن عملية واسعة في شمال الضفة، بمشاركة سلاح الجو والقوات البرية"، مضيفاً أنّه سيطالب بعقد اجتماع عاجل للكابينت حول الأمر.

من ناحيته، اعتبر  رئيس ما يسمى مجلس الأمن القومي الإسرائيلي "تساحي هنغبي" إن "جنين أصبحت وكر للخلايا المسلحة دون سيطرة"، وان نشاط الجيش هدفه "ألا نصل لوضع يحدث فيه نفجير عبوات في قلب القدس وتل أبيب".كما قال 

وأجمع المختصان "ياغي وأبوعواد" على أنّ استمرار العدوان على جنين وشمال الضفة، والتلويح بشنَ عملية عسكرية ضد معاقل المقاومة، سيدخل الكلّ الفلسطيني في دائرة المقاومة، ويؤدي ذلك إلى توسع رقعة المقاومة إلى مناطق الضفة، كما أن الساحات الأخرى لن تترك جنين ونابلس لوحدهما في مواجهة الاحتلال.

وكالة الصحافة الوطنية