شوق منصور - نبــأ:
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الجمعة، أن جيش الاحتلال يستعد لشن عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، في أعقاب عمليات إطلاق النار المتصاعدة والتي أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين منذ مطلع العام الجاري.
ومن الجدير ذكره أن التهديدات بشن عملية عسكرية شمالي الضفة الغربية قد تكرر كثيراً خلال الفترة الماضية على لسان قادة الاحتلال، إلى جانب إفراغ مساحة كبيرة من الإعلام العبري للحديث حول العملية.
وفي هذا الإطار يقول المختص بالشأن الإسرائيلي الدكتور أليف صباغ:" إن العملية العسكرية التي أعلن عنها الاحتلال سابقاً في شباط عام 2021، وسميت بكاسر الأمواج مستمرة لم تتوقف لغاية الآن"
و تساءل صباغ في حديث له مع "نبأ" عن أي عملية عسكرية يتحدث الاحتلال؟! وهو يستمر يومياً بالعدوان على غزة والضفة بعمليات كبيرة ومتتالية.
وأشار صباغ إلى أنه كالعادة، من المتوقع أن يحدث في نابلس وجنين عمليات عسكرية محددة، فالجيش الإسرائيلي لا يتردد في ذلك رغم وجود المقاومة، ولكن القوة الإسرائيلية إذا ما نظرنا إليها تُقِدم بالمئات واحيانا بالألف لاقتحام حي أو منزل وتتجهز بكل الوسائل وكأنها في حالة حرب مع دولة كبرى، هذا الأمر حصل بالماضي ويمكن ان يحصل بالمستقبل.
وأوضح صباغ أن الاحتلال يهدف إلى كسر إرادة المقاومة، وأي تحضير لحرب أوسع وخارج فلسطين فهو يحتاج إلى تحييد المقاومة الفلسطينية في الداخل، حتى يستطيع أن يهاجم خارج حدود فلسطين، مضيفاً أن إسرائيل لن تستطيع الدخول في حرب إقليمية، أو مع حزب الله إذا لم تضمن ان هناك جبهة فلسطينية هادئة.
وأكد صباغ أنه طالما هناك انقسام فلسطيني و تنسيق أمني فإن هذه الحملات سوف تستمر، و يعتقد الصباغ أنه عندما يغيب التنسيق الأمني فلن تجرؤ إسرائيل على القيام بمثل هذه العمليات.
وبحسب صباغ فإن المطلوب في ظل هذه العمليات العسكرية هو الحذر وأن يكون للمقاومة خطط دفاعية ويكون لها حصانة في حاضنتها الشعبية، وتراجع في التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال.
من جانبه يقول المحلل العسكري يوسف الشرقاوي: "ما يقوم به الاحتلال الآن هو بالفعل يشن حملة استنزاف في شمال الضفة الغربية، وأعتقد أنه لن يلجأ إلى اجتياح الضفة أسوة بالسور الواقي عام 2002، ولكن قد يلجأ إلى عمليات جراحية واغتيالات وعمليات تصفية وهدم بيوت.
وأضاف الشرقاوي في مقابلة مع "نبأ"، أن الاحتلال يسعى لكسر ما سماه في السابق بوحدة الجبهات، لذا "اعتقد إذا أقدم على اجتياح قوي فسوف يحيي وحدة الجبهات وبالتالي سوف يكون هو الخاسر".
وطالب الشرقاوي جميع فصائل منظمة التحرير بضرورة التعبير عن رفضها لمثل هذه العمليات العسكرية، وفي حال كان هناك سكوت أو صمت فيعني ان هناك شبه قبول لحالة التحدي في الضفة، لذا يجب أن يكون هناك موقف واضح لدى الجميع.
وأكد على أنه الآن هو أفضل مناسبة للتحلل من أوسلو وتنفيذ قرارات المجلس الوطني والمركزي، وعدم السكوت عن تصفية الناس.
يذكر أن إعلام الاحتلال ووفقاً لقناة "كان"العبرية، أشار في تقرير سابق، أن العملية العسكرية التي من المتوقع أن يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك في منطقة شمال الضفة الغربية لن تكون مثل عملية "السور الواقي" - لكنها ستكون عملية لم نرى مثلها في الأعوام الأخيرة شمال الضفة الغربية، وستكون أكثر قوة، وستستمر لساعات طويلة، على حد وصف وتعبير القناة.
وكانت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بتاريخ 22/فبراير، قذ حذرت الاحتلال من من عدوانه على الضفة، و في تصريح مقتضب لكتائب القسام عبر الناطق الرسمي أبو عبيدة، قالت :"المقاومة في غزة تراقب جرائم العدو المتصاعدة في الضفة المحتلة وصبرها آخذ بالنفاذ"