رام الله – نبأ:
تفاجأ أهالي قرية بيتللو شمال غرب رام الله، بقيام مستوطنين من جديد، وللمرة العشرين، بنصب خيام على أراضيهم تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية في تلك المنطقة.
والموقع المستهدف يعتبر استراتيجيّا في القرية، وفقاً لرئيس مجلس قروي بيتللو نصر رضوان، الذي بيّن أن هؤلاء المستوطنين يأتون للموقع من عدة تجمعات استيطانية في محاولة لفرض السيطرة على الأرض المستهدفة.
وأوضحَ أنّ "جبل مصطفى العلي" الذي يسعى المستوطنون لاحتلاله تبلغ مساحته ألف دونم، ويتوسّط أكثر من خمسة آلاف ومئتين وثمانية وستين دونم من أراضي بيتللو، وهو بالنسبة للاحتلال يقع في وسط مستوطنتين هما حلميش من الشمال والمقامة على أراضي قريتي دير نظام والنبي صالح، والمستوطنة الثانية هي "نحلائيل" المقامة على أراضي بيتللو وجزء من أراضي كوبر والمزرعة الغربية .
وأكد "رضوان" أن السيطرة "الإسرائيلية" على المنطقة المستهدفة تعني انعدام الحركة والوصول الى الاراضي القريبة من الجهات "الشمالية والجنوبية والشرقية"، بحيث لن يبقى للأهالي سوى الجهة الغربية فقط، بمعنى السيطرة على 60% من أراضي بيتللو والبالغ مساحتها الإجمالية 12 ألف دونم .
وشدد على أنّ مسألة الدفاع عن الجبل المستهدف بالنسبة لأهالي بيتللو هي "مسألة حياة أو موت"، ولن يمرّ المخطط للاستيلاء على تلك الاراضي مرور الكرام.
وقال رئيس المجلس القروي إنهم تمكنوا من طرد المستوطنين الذي نصبوا الخيام على الجبل المزروع بأشجار الزيتون، مساء السبت، بجهود الأهالي والنشطاء وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، لكنّه أشار إلى أنهم سيحاولون مجدداً العودة.
وطالب أهالي قريته بيتللو عامةً لمساندة أصحاب الأراضي التي يستهدفها الاحتلال والمستوطنون، كما طالب الوزارات المختصة بدعم وتحفيز المزارعين لإعمار أراضيهم لحمايتها من أطماع المستوطنين .
من جانبه، قال سهيل خليلية مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد أريج، إن الأطماع لبناء بؤرة استيطانية في منطقة "جبل مصطفى العلي" بقرية بيتللو، بدأت في شهر تموز من العام الماضي 2022، حينما أعلنت حركة "نحلاه" الاستيطانية، اقامة 25 بؤرة استيطانية تزامناً مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن آنذاك، حيث كانت نقطة تحدٍ لمجالس المستوطنات التي تريد تثبيت الواقع الاستيطاني .
وأوضح أن اقامة هذه البؤرة يعني ربط مستوطنات بعضها ببعض، مثل مستوطنة حلميش وتلمون ونحلائيل، وبالتالي إيجاد مربع استيطاني متكون من أكثر من مستوطنة، وبالتالي الحصول على ميزانيات أكبر ومشاريع توسيع، وهذا يعني أن الموضوع لا يقف عند مجرد الاستيلاء على المنطقة المستهدفة .
وقال إن المستوطنين استولوا في السابق على نبع ماء يسمى "عين الشمار" في المنطقة، واليوم يهدفون للاستيلاء على "عين الزمعة" وهي نبع يستعمله المواطنون للزراعة .