بَعد استشهاد الشيخ خَضر عدنان، باتت الساحة الفلسطينية تَشهد إلتفافاً واضحاً رداً على عملية الاغتيال المعتمدة؛ في ظلّ أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتأرجح بين الثَبات والسقوط.
فقد أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قذائف "الهاون" والرشقات الصاروخية صوب المستوطنات المحاذية للقطاع، ردًا على جريمة الاغتيال، ودوت صافرات الإنذار في مستوطنات سديروت، نير عام، نيريم، وكيسوفيم بمنطقة غلاف غزة، عقب إطلاق المقاومة لرشقة صاروخية مساء أمس.
وقال المراسل العسكري لصحيفة معاريف الإسرائيلية، تال ليف رام، إن أكثر من 70 صاروخاً أطلق من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف.
المحلل السياسي صلاح خواجا أشارلِوكالة "نبأ"، أن رد المقاومة وضعف التصدي "الإسرائيلي" يأتي في سياق تخبط تباين السياسات بين نتيناهو وبن غفير لافتاً أن بن غفير بعيداً عن الحسابات السياسية والضغوطات على المُستوى الدولي، ولا يرغب بفتح الطريق للحوار؛ بينما نتنياهو على عكسه يرغب دائماً بنقل عمليات التدمير والرعب الذي يشعر به " المستوطنين" جرّاء الصواريخ الصادرة من قطاع غزة؛ كَ رد فعل لما يقوم به.
ويرى خواجا، أن الاختلاف بين الشخصيتين لا يُغير هدفهم الأسمى في رفض المقاومة الفلسطينية الموحدة داخل الميدان؛ الذي يُشكل لهم اليوم هاجزاً كبيراً.
وبالتالي فإن الاحتلال اليوم يرصد رد فعل الحكومة على ضربات المقاومة؛ في وقت أن الكنيست المصغر استثنى بن غفير في اتخاذ الخطوات التصعيدية؛ مؤكداً على رسالة يمينة تداولها الإعلام " إذا كان بن غفير لا يحترم موقف نتنياهو فعليه أن ينسحب من الحكومة".
ومن جهته؛ علق المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصورعلى الحالة بين المقاومة في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي؛ بأن "إسرائيل" وحركة " حماس" غير مستعدتان حتى الآن لاستخدام أوراق القوة التي يملكانها وتكبدهما ثمن مواجهة جديدة.
وأشار أن حركة "حماس" غير جاهزة لمواجهة تدمير القطاع وتوقف حركة العمال، و نفاذ جزء من مخزونها، وصولاً إلى فقدان مقاتلين وقادة وبنية تحتية.
وتابع منصور مسترسلاً حديثه، أيضاً "إسرائيل" غير جاهزة للدخول في مواجهة تدك فيها الصواريخ مدنها الكبرى، و"تشل" اقتصادها، وتُخبأ ملايين "الإسرائيليين" في الملاجئ، وتكبدها خسائر بشرية.
ويرى منصور أنه كي تكسر هذه المعادلة فإن الأمر يَحتاج إلى ضرورة معرفة بأن الحرب مهيئة لصيد ثمين يغير المعادلات، ويتسبب في إحداث تغيير بعيد المدى.
ويعتقد أن "إسرائيل" لا تتوقف في البحث عن لحظة تكسر فيها المعادلة القائمة، إلا أن المقاومة الفلسطينية تَقف في وَجه توفير الفُرض للاحتلال، وتتخذ خطوات تقود المعادلة إلى ما هو اعقد من الواقع.
وفي ذات السياق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي؛ قائلاً:" إنَّ بن غفير ألقى خِطاباً في مؤسسة انشأها "مائير كهانا" حيث رصدت لافتة خلفه تمجد كهانا و"المجرم" باروخ جولدشتاين المنتقم "بمجزرة الحرم الابراهيمي".
مشيراً خلدون أن بن غفير يبحث عن الاستفزاز والتصعيد، كما يدافع عن القتلة من عصابات تنادي بِإعدام لأسرى.
ولفت أن بن غفير، كان يبحث أمس عن الدماء في قطاع غزة؛ إلا أن هدفه لم يتحقق له؛ وذلك لأن "نتنياهو" و "قادة الجيش" يدركون أن التصعيد الدموي سيأتي في النهاية بنتائج عكسية.
وأكد خلدون أن ضعف الرد الإسرائيلي يأتي في سياق تراجع سلاح الجو الذي لم يعد مجدياً، وصعوبة الدخول البري، وبالتالي فإن التصعيد والتهدئة ضمن قواعد الاشتباك باتا الخيار الأول لدى "إسرائيل"؛ لأنها اقدر على تحديد أهدافها وتجنب إيقاع إصابات في قطاع غزة.
ويرى خلدون، أن ما يسعى له "بن غفير" هو تسجيل نقاط ضد نتنياهو أولا، وابتزازه في انتزاع انجاز جديد له ثانياً؛
وفيما يخص طبيعة التصعيد فيمكن أن يلقي نتنياهو المسؤولية على المستوى الأمني خاصة الجيش والشاباك ليضع "بن غفير" في مواجهة قادتهما، ولكن تساءل في النهاية ما الثمن ضمن هذه المُعادلات؟
ومن الجدير ذكره، أن مراسل القناة الـ14 هيليل بيتون روزين قال أن " لأول مرة منذ عملية سيف القدس تتبنى حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ من غزة مع الجهاد الإسلامي".
وأضاف: "إسرائيل" تدرك أن هذا تطور هام ، ومن المحتمل أن يكون رد الفعل بناءاً على هذا التطور.
من جهته قال المراسل العسكري لمواقع واللا العبري أمير بوحبوط: "حماس تشترك في بيان فصائل الغرفة المشتركة، بمعنى آخر تدرك حماس مدى الضعف الإسرائيلي،هذه هي البداية فقط".