رام الله – نبـأ:
منذ أن اندلعت الشرارة الأولى للاحتجاجات على محاولات حكومة بنيامين نتنياهو تمرير "الإصلاحات القضائية"، تعيش دولة الاحتلال في اضطراب سياسيّ كبير، يهدد مسقبل الائتلاف الحاكم، لدرجة أنّ الخبراء ذهبوا للقول إنّ ما يحدث يهدد وجود "الكيان" نفسه، وهو ما اعترف به قادة سياسيون وأمنيون "إسرائيليون"، وحذّروا من أنّ "نتنياهو" يأخذ "الدولة" إلى الهاوية وحرب أهلية.
وعلى وقع استمرار الاحتجاجات ضد "الإصلاحات القضائية" التي تقودها حكومة نتنياهو، أعلن الأخير مساء الإثنين، عن "تجميد" مؤقت للإصلاحات التي تسعى حكومته لتمريرها في الكنيست، وذلك خلال الدورة الصيفية للأخير، على أن يتم العمل على تمريرها في الدورة الشتوية بعد أشهر.
ورغم ذلك، قال قادة حركات الاحتجاج إن إعلان رئيس الحكومة، ن تعليق تشريعات إضعاف القضاء، لم تقنعهم بصدق نوايا الائتلاف بالتخلي عن هدفه الأساسي من أجل بدء حوار مع المعارضة، وأعلنوا أن أنشطتهم ستستمر اليوم، وأن مظاهرات ستّنظم يوم السبت المقبل في أنحاء متفرقة، ومركزها المظاهرة في تل أبيب.
تعقيباً على التطورات الأخيرة، قال المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، إنّ دولة الاحتلال أصبحت عبئاً على نفسها، ومشكلتها أصبحت أكبر من أن تتحملها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقف خلف دولة الاحتلال وتساندها.
واعتبر "بشارات" أن حل المشكلة السياسية في دولة الاحتلال حالياً، هي "المستحيل الثامن" بعد المستحيلات السبعة، وأن الأمور تعقدت، فيما ستزداد الأزمة اصطداماً واشتعالاً، رغم تجميد مؤقت لـ"الإصلاحات القضائية" التي تسعى حكومة نتنياهو لتمريرها في الكنيست.
وأضاف أنّنا بتنا نشهد تطوراً في انهيار كيان الاحتلال من الداخل، وهو تطور زادَ من حجم الخلاف والصراع الداخلي، وبالتالي حجم تأثيره على تركيبه الكيان الداخلية كبيراً مشيراً إلى أنّ هذه الأزمة ليست الأولى من نوعها التي تعصف بالكيان.
من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة، إنّ العنوان الكبير للأزمة في دولة الاحتلال "الإصلاح القضائي"، لكن تحت هذا العنوان أزمات اخرى منها غلاء المعيشة، والأحداث الأمنية في الضفة، والمخاطر الأمنية من جبهة قطاع غزة، وشمال فلسطين المحتلة .
واعتبر أن ما يحدث في دولة الاحتلال أزمة حقيقيّة، وإحدى الأزمات الأكبر التي جرت في تاريخ الكيان، وهي ليست الأولى، مشيراً إلى أنّ سير الاحتجاجات والتطورات في الأيام القادمة ستحدد مصير بنيامين نتنياهو سياسياً، لافتاً إلى أنّ الإئتلاف الحاكم في دولة الاحتلال، ضعيف جداً، وأيّ هزة سياسيّة يمكن أن تُسقطه.
ورآى أنّ إقالة نتنياهو، لوزير الجيش يؤآف غالانت من منصبه، كان تعبيراً عن حالة التخبّط التي يعيشها الأوّل منذ بداية الأزمة الحالية.
في السياق، قال السفير الأمريكي لدى الاحتلال، توماس نايدس، اليوم، إنه من المتوقع أن تقوم الإدارة الأمريكية بدعوة نتنياهو، إلى البيت الأبيض، للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد ما يسمى عيد الفصح العبري، في الخامس من نيسان/أبريل المقبل، ويستمر لأسبوع، بعد خطوة إرجاء التصويت على التشريعات القضائية مؤقتاً.