بيت لحم – نبأ:
يوم الإثنين الماضي، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيليّ في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنها التزمت للولايات المتحدة بعدم اتخاذ قرارات استيطانية في الأشهر القادمة، ولكنها لم تلتزم بعدم هدم منازل فلسطينية، غير انّها سرعان ما بددت ذلك الإلتزام بإعلانها عن بناء 1000 وحدة استيطانية في تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم.
وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية، أن ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط والبناء الإسرائيلي، صادق على بناء 1000 وحدة في الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم، تتوزع على عدة مستوطنات.
وبينت انّه سيقام في مستوطنة "إليعازر نتيف أفوت" - 433 وحدة استيطانية، و"بني كيدم" - 120 وحدة، و"ألون شفوت" 18 وحدة، و"أيفي هناحل" - 76 وحدة، و"معالي عاموس" - 409 وحدات، و"متساد" - 6 وحدات.
وبيّن مدير وحدة مراقبة الجدار والاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية أريج، سهيل خليلية، إنّ مستوطنة "معالي عاموس" ستتحول إلى مجمع استيطاني أكبر مما هلي عليه الآن، خاصةً وأنّ هناك منطقة صناعية قريبة منها، ناهيك عن تحويل بؤرة "إليعازر نتيف أفوت" إلى مستوطنة بإضافة أكثر من 433 وحدة استيطانية فيها .
وقال "خليلية" إنّ الهدف من وراء هذا البناء الاستيطاني، يكمن في زيادة وتعزيز الإستيطان في ما تسمى "منطقة القدس الكبرى" –بحسب التعبير الإسرائيلي-، مضيفاً أنّه من المتوقع المصادقة الأسبوع القادم على حوالي 3 آلاف – 7 آلاف وحدة استيطانية بالكامل.
ولفت إلى أنه في الثامن عشر من الشهر الماضي، نشرت سلطات الاحتلال إعلاناً من ما يسمى "بالمسؤول عن أملاك الحكومة وأملاك الغائبين" في الضفة الغربية، تحت مسمى إعلان معدل للإعلان المسؤول عن الأملاك الحكومية وأملاك الغائبين، عن قصده بإعطاء إذن بالتخطيط لمصادرة نحو 321 دونماً من الاراضي التابعة لكل من بلدات الخضر وأرطاس ونحالين في محافظة بيت لحم.
وبحسب الأمر العسكري الإسرائيلي، فإن إذن التخطيط سيدخل حيز التنفيذ خلال 30 يوماً من تاريخ نشر الإعلان الإسرائيلي، ويستهدف الأراضي الفلسطينية المحاذية لمستوطنة "اليعازر" من الناحية الشمالية والغربية، داخل تجمع مستوطنات "غوش عتصيون"، والذي يضم 11 مستوطنة تحتل ما مساحته قرابة الـ13,000 دونما من الأراضي الفلسطينية، ويقطنها ما يقارب 95 الف مستوطن.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين، المصادقة الإسرائيلية على بناء 1000 وحدة استيطانية جنوب بيت لحم، كجزء من آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة التي أقرها "الكابينت" الإسرائيلي سابقا، واعتبرتها "امتدادا لجرائم الاحتلال".
من جهته، قال قال مدير هيئة مقاومة الاستيطان في محافظة بيت لحم، حسن بريجية، إن حكومة الاحتلال الحالية تضرب بعرض الحائط كل الإعتراضات والإدانات لاستمرار التوسع الاستيطاني على حساب أراضي الفلسطينيين، ولديها مخططات تسعى لتنفيذها على الأرض في أسرع وقت ممكن.
وقال إنّ ما يسمى "مخطط القدس الكبرى" الذي يسعى الاحتلال لاقامته عبر السنوات الطويلة الماضية ويطبقه على الأرض ليشكل أمرًا واقعًا يهدف إلى خنق المحافظة من جهاتها الأربعة ومصادرة مساحات واسعة من الأراضي.
وحذّر من أن المرحلة المقبلة في ظل حكومة نتنياهو الحالية بتشكيلتها الوزارية المتطرفة، ستصعّد من هجمتها الإستيطانية على الأراضي، ويتخللها عمليات هدم منازل ومنع استكمال أخرى قيد الإنشاء، تحديداً في الأرياف، على اعتبار أن أراضيها تقع –وفق تصنيف الاحتلال- ضمن ما يطلق عليه "القدس الكبرى".