نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"الأمن نصب حواجز لعرقلة الوصول إلى رام الله"

"شاحنة واد النار" .. غضب واسع من الحلول الأمنية في التعامل مع مطالب المعلمين 

رام الله – خاصّ نبـأ:

قوبلت إجراءات الأجهزة الأمنية، اليوم الإثنين، لمنع المعلمين المضربين من الوصول إلى مدينة رام الله، للمشاركة في الاعتصام المركزي الذي دعا له حراك المعلمين أمام مجلس الوزراء، باستهجان واستنكار قطاعات واسعة من الفلسطينيين.

ومنذ ساعات الصباح، عمدت الأجهزة الامنية إلى نصب حواجز عسكرية على مداخل مدن الخليل وبيت لحم ورام الله، حيث تسببت تلك الحواجز في أزمة مرورية خانقة استمرت عدة ساعات، فيما اتهم معلمون بعرقلة وصولهم إلى مكان الاعتصام المركزي.

لكنّ ما كان لافتاً في ساعات الصباح، اعتراض شاحنة في شارع واد النار شمال شرق بيت لحم، طريق المتوجهين من الخليل وبيت لحم (جنوب الضفة) إلى مدينة رام الله (وسط)، وعطّلت حركة المرور لعدة ساعات، حيث اعتبر المعلمون أنّ الحادثة مفتعلة من قبل الأجهزة الأمنية لمنعهم من الوصول إلى رام الله والمشاركة في الاعتصام، رغم نفي سائق الشاحنة الاتهامات الموجهة إليه، مبرراً ما حدث معه بأنه خلل أصاب شاحنته.

وأثارت واقعة "شاحنة واد النار"، استياء المعلمين، وشريحة واسعة من النشطاء، الذين عبّروا عن رفضهم للحلول الأمنية، في التعامل مع  المعلمين المنادين بحقوقٍ مشروعة لهم، والتي رأوا أنّها تسيء للأمن، وتزيد في المقابل من التفاف المعلمين حول مطالبهم.

تعليقاً على ذلك كتب الناشط الكوميدي علاء أبو دياب: " المعلمين قرروا يروحوا يعتصموا بشكل ديمقراطي برام الله عشان يطالبوا بحقوقهم.. قوم بالصدفة البحتة.. البحتة ها مش تفكر مش صدفة.. أبحت صدفة ممكن تشوفها! بتخرب شاحنة بالعرض.. بالعرض ووجهها باتجاه الجبل! يعني اذا اشتغلت بتخبط بالحيط، بالشارع الوحيد اللي بوصل جنوب الضفة برام الله، وطبعاً ما قدروا يوصلوا!وهذا دل على شيء فبدل انه البلد بحاجة لميكانيكية أكتر من معلمين..".

 

وكتبت الصحفية نائلة خليل: " شاحنة تتعطل بالعرض في طريق وادي النار لمنع مركبات المعلمين من المرور لا تخرج قبل ان تقول سبحان الله أجهزة الامن والمخابرات العالمية تريد الاستعانة بالمبدع صاحب الفكرة لترويجها عالميا  في الحروب والأزمات".


من جهته، قال الأكاديمي عمر فطافطة: " الوضع للأسف أصبح متردي في الشارع الفلسطيني وتزداد الفجوة كل يوم أكثر وإن لم يكن هناك حلول جذرية ستتدحرج الأمور نحو المجهول. الأزمات لا تحل بمجرد إعتراض الشاحنات وإغلاق الطرق بل بالعقل والتفاهم وامتصاص الغضب ومحاولة البحث عن الحل وليس من خلال تمثيل الخراب في المركبات".

وقال الناشط فادي عـاروري: " الحواجز اللي كانت حولين رام الله هي حواجز مقيته فيها تفرض السلطة محاولات فرض عضلاتها على المعلمين . اتفقنا او اختلفنا مع مطالبهم كيف بتسمحوا لحالكم تعطلوا مصالح الناس وانتوا بتدوروا ع المعلمين بهاي الطريقه؟". 

وأضاف: "المعلم أهم شخصية في المنظومة وللأسف هو اكثر حد مظلوم .ما يحصل هو نتيجة التحصيل الأكاديمي والعلمي اللي أقل من مستوى المعلمين ممن يديرون هذه الحواجز . خيبه تخيبكم لو شاطرين ع اللي فالتين بطخوا في الشوارع هيك".

في حين تساءل أكرم سعادة ساخراً: " صحيح افكار خلاقة و ابداعية! بس شو لو سيارة اسعاف بدها تمرق؟ يلا هي كاينة حياة المريض أهم من المعلمين!؟".


ورغم الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الامنية للحيلولة دون وصول المعلمين إلى رام الله، إلا أنّ آلافاً منهم نجحوا في تجاوز الحواجز، واعتصموا وسط مدينة رام الله، مرددين هتافاتٍ تطالب الحكومة بالإلتزام ما وقعت عليه معهم، وصرف رواتبهم كاملة، واجراء انتخابات لاختيار نقابة جديدة على أسس ديمقراطية . 

وأدانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان محاولة الأجهزة الأمنية عرقلة وتأخير وصول المعلمين المحتجين لمكان الاعتصام أمام مجلس الوزراء بمدينة رام الله، واعتبرت تلك الإجراءات محاولة لعرقلة وتقييد الحق في التجمع السلمي والحق في حرية الرأي والتعبير التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني.

وقالت الهيئة في بيان لها، إنها وثقت قيام الأجهزة الأمنية بنشر حواجز بشكل كبير على مداخل محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله وتفتيش المركبات، وتم في بعض الحالات إنزال معلمين منها والطلب منهم عدم التوجه لمدينة رام الله.

وطالبت الهيئة المستقلة، أجهزة الأمن باحترام حق المواطنين في التجمع السلمي والتعبير عن رأيهم وفق القانون، كما تجدد دعوتها إلى مجلس الوزراء واتحاد المعلمين بتنفيذ ما ورد في مبادرة انهاء أزمة اضراب أيار الماضي.

وللأسبوع الثالث على التوالي يواصل المعلمون في مدارس الضفة المحتلة، الإضراب عن العمل، مطالبين الحكومة بتنفيذ الاتفاق الذي وقعته معهم، وصرف رواتبهم كاملةً، وانتخاب نقابة جديدة، بدلاً من الاتحاد العام الذي لا يعترفون به، كونه فرض عليهم ولم يأتِ من خلال الانتخابات، ويرون أنه يتبنى وجهة نظر الحكومة ويدافع عنها، ولا يعبّر عن هموم المعلمين . وفق قولهم

وكالة الصحافة الوطنية