نبأ-رام الله-رنيم علوي:
انطلقت أمس الأحد أعمال المؤتمر الاستثنائي للهيئة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، "مؤتمر شهداء الصحافة الفلسطينية"، في قاعات الهلال الأحمر الفلسطيني بالتزامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وحضرةالمؤتمر أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة "فتح"، والمجلس الثوري، وقيادات وطنية، ووزراء، ومثلون عن فصائل العمل الوطني، وشخصيات رسمية واعتبارية، وكتاب ومثقفون، وممثلون عن مؤسسات القطاعين العام والخاص، بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، قبل أن يعلن نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، عن اكتمال النصاب القانوني لمؤتمر "شهداء الصحافة الفلسطينية"، فيما قاطعته اتحادات وصحفيون يطالبون بإصلاح النظام الداخلي القائمة عليه النقابة.
وعلّق السياسي والصحفي علاء الريماوي على انعقاد المؤتمر بأنه جاء في سياق الاستحواذ على النقابة؛ واستخدامها في وسائل غير قانونية سواء في تحديد العضوية أو حتى لجان الحرّية، مشيراً أنه حاء أيضاً ليقرّ النظام الداخلي غير المتوافق عليه داخل الأنظمة الصحفية.
وقال الريماوي لِـوكالة "نبأ" إن قطاع غزة قدم استنثاءه في كثير من الأوقات؛ للابتعاد عن اتحاد الجبهات بين الضفة وقطاع غزة، وبالتالي فإن المؤتمر يمهّد لضربة وصفت بِـ " القاضية" من أجل سيطرة تيار السلطة على النقابة بشكلٍ ملحوظ.
ويرى الريماوي أن الوضع القائم هو "تنويم النقابة"، والتي ستقود إلى تنويم الصحفي الفلسطيني في الحضور والقوة وحتى المواجهة؛ لإعادة بناء الواقع الإعلامي في الأراضي الفلسطينية.
وعن غياب حضور بعض التنظيمات الفلسطينية للمؤتمر، استرسل الريماوي: " الذهاب بالشعور إلى البعد العام داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة فيما يتعلق بالنقابة؛ يأتي من خلال رغبة إحدى الفرق في الأرض تحويل عين الصحفي إلى زاوية السلطة بعيداً عن الفضاء العام؛ وهذا ما يفسر اقتصار المؤتمر على جهات معينة".
ويرى أن المؤتمر كان يجب أن يخرج بما سيكون عليه بالفترة القادمة، لِـبناء نقابة صحفية للكل؛ مشيراً إلى أنه خالف ذلك، فقد تمت هندسته للانقلاب على ما تبقى من استقلالية للنقابة.
ويعتقد ضيف "نبأ" أن الخروج من مخرجات هذا المؤتمر يأتي بإعادة تأهيل اسم النقابة ليصل إلى الاستقلالية، وإقرار نظام داخلي، بالإضافة إلى إعادة تشكيل اللجنة بعضويات تمثّل الكل.
وأكد أن "السلطة تسعى لإيجاد نقابة على قدر كفّها؛ من خلال إيجاد أشخاص يتوافقون مع السياسة القائمة لصالح الحكم، بالإضافة إلى رغبتها في إعادة بناء المقامات بما يتفق مع القيادة". حسب تعبيره
وطالب الريماوي الصحفيين إلى الدخول بقوة لعضوية النقابة؛ من أجل إعادة صياغتها من جديد، لافتاً أنه لا ينصح بوجود حالة من الشرذمة، وقال إن من أفسد نظام النقابة " حركة فتح"؛ في سيطرتها على أروقة النقابة، التي تسعى لأن تتفق مع النقابة لِتنفيذ مصالحها.
ومن جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، "إن هذا المؤتمر يعتبر شكلا من أشكال الديمقراطية لهذه النقابة المناضلة، التي قدمت الكثير للدفاع عن حقوق شعبنا، وحقوق الصحفيين، والتأكيد على الحفاظ على الحريات العامة، وحرية الرأي".
وأضاف، أن نقابة الصحفيين أحد المكونات الرئيسية للمنظمات الشعبية المنضوية تحت منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، التي تحرص دائما عل ترسيخ الوحدة الفلسطينية.
وأكد أن الصحفيين يعملون على نقل جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا، ونقض رواية الاحتلال على كل الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، رغم الاستهداف المتعمد لهم، كما حدث مع الشهيدتين شيرين أبو عاقلة، وغفران وراسنة.
وأشار إلى أن الصحفيين يخوضون معركة الحرية والاستقلال، عبر نقل الرواية الفلسطينية، ودحض الرواية الصهيونية، خاصة في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة المتطرفة، وما يتعرض له شعبنا في قطاع غزة من حصار، وفي الضفة الغربية بما فيها القدس، التي تواجه حربا مفتوحة مع الاحتلال، ما يستوجب الاستمرار في نقل الحقيقة والدفاع عن القضية الفلسطينية.
ويرتكز جدول أعمال المؤتمر على إجراء تعديلات ضرورية على النظام الداخلي للنقابة، بما يمهد لعقد المؤتمر العام وإجراء الانتخابات خلال الأسابيع المقبلة، وبالموعد الذي يقرره المؤتمر الاستثنائي.
وينحصر جدول أعمال المؤتمر في البنود المحددة مسبقا، التي تتضمن إضافة إلى تعديلات النظام وتحديد موعد المؤتمر الانتخابي، البحث في التوجه نحو إعداد مسودة قانون ناظم لعمل النقابة يتيح تشكيل فروع لها داخل فلسطين وخارجها، لضمان تمثيل كافة الصحفيين الفلسطينيين في بلدان الشتات، والتحول لاحقا لآلية مؤتمر مندوبي الفروع المنتخبين في كل فرع على حدة".
