رام الله – خاص نبأ:

قدّم رئيس قسم الطب الشرعي في إحدى المستشفيات الأردنية، أمس الأحد تقريره حول سبب وفاة الناشط السياسي الراحل نزار بنات، خلال جلسة عقدت بالمحكمة الخاصة العسكرية برام الله ، لمحاكمة لعناصر جهاز الأمن الوقائي الـ14 المتهمين بمقتل "بنات".

وعقدت الجلسة بحضور الهيئة الحاكمة كاملة، وبحضور المتهمين الأربعة عشر المفرج عنهم من وقتٍ سابق، ووكيلهم، وممثل عن النيابة العسكرية.

كما حضرت جلسة المحاكمة مجموعة "محامون من أجل العدالة"، بصفتها مراقب لجلسات محاكمة المتهمين، فيما توقع مدير المجموعة، صدور قرار مفاجئي بترئة المتهمين الـ14.

وقالت المجموعة إنّه في إطار سير إجراءات التقاضي؛ قدم وكيل الدفاع بينته الدفاعية ممثلة بخبير، وهو طبيب شرعي رئيس قسم الطب الشرعي في أحد مستشفيات الأردن الطبيب (ع.ع)؛ الذي قدم تقريره الذي أعده إلى المحكمة، ثم تم نقاشه حول هذا التقرير من قبل وكيل الدفاع، وممثل النيابة العسكرية، والمحكمة.

ولخص الخبير في تقريره أن سبب وفاة "بنات" يعود إلى هبوط في القلب وجهاز التنفس، بينما علق على تقرير الطب الشرعي بأنّ "ما توصلوا إليه من نتيجة وفاة هو ليس صحيحاً"، مضيفاً أنهم "لم يستطيعوا التمييز بين الزرقة الرمية والكدمات".

وقد أكد الطبيب (ع.ع) أن ارتكازه في بناء تقريره اعتمد على تقرير الطبي الشرعي، والملف الطبي لنزار قبل وفاته، بالإضافة إلى بعض الأوراق والملفات التي استلمها من قبل المحكمة.

واعترضت النيابة العسكرية على إبراز التقرير الطبي المعد من قبل الخبير، معبرةً على أنه تقرير إنشائي ومكتبي، ولم يعتمد على الكشف والمعاينة والتشريح وان التقارير المعتمدة يجب أن تكون صادرة من الجهات المختصة، ولكن المحكمة أبرزت هذا التقرير.

وقال مدير مجموعة "محامون من أجل العدالة" المحامي مهند كراجة، إنّه تم تأجيل المحاكمة إلى تاريخ 26، شباط 2023 لإتاحة الفرصة أمام وكيل الدفاع ليقرر فيما إذا كان يرغب بتقديم بينات إضافية أم لا.

وقال إنّه كان هناك ملاحظات خلال الجلسة تمثلت بدايةً في التفاف الخبير بالإجابة على بعض أسئلة المحكمة والنيابة والإجابة عنها بالعموميات، وتدخل وكيل الدفاع بإضافة بعض الكلمات أو العبارات لإجابات الخبير.

كما لوحظ وجود بعض المصطلحات في تقرير الخبير الذي عاد وأكد شفاهياً إما أنها خاطئة أو غير موجودة في القاموس الطبي مثل مصطلح الصدمة الرضحية.

وقال إنّ الجلسة 10 دقائق رفعت ثم عاد الخبير وقال "مصطلح الصدمة الرضحية يوجد فقط بالرأس وليس بباقي الجسم، وهو لا ينطبق على حالة نزار، وإنما ما ينطبق على حالة نزار بالرأس هي الكدمات"، لافتاً إلى مقاطعة وكيل الدفاع للمحكمة وللنيابة.

وتوقع أنّه من المتابعات الكاملة لإجراءات المحاكمة منذ اليوم الأول وحتى الآن من الممكن ان يكون هناك قرار مفاجئ بتبرئة المتهمين، اوّ أن يُقال إنّ سبب الوفاة ليس ما شاهدناه على الكاميرات، وليس ما تعرّض له "بنات" سواء بـ"العتلة" اوّ خلال مرحلة التوقيف والاحتجاز، مشيراً إلى أن هذا توقع شخصيّ له كمتابع ومراقب للمحاكمة.

وأضاف أنه في حل صدور قرار كهذا بتبرئة المتهمين، فسيكون هناك فرصة للعائلة في المحاكم الدولية لاستكمال ملف قتل نجلها، ومنها محكمة الجنايات الدولية، أو غيرها من المحاكم.

وفي ديسمبر الماضي، أعلنت عائلة الراحل نزار بنات ومحاميه " هاكان كاموز" رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد 7 مسؤولين فلسطينيين لاتهامهم بـ"قتل" الراحل بعد انتقاده للرئيس محمود عباس.

وأوضح المحامي أنه سيقدم للمدعي العام للمحكمة أمير خان أدلة سرية ومعلومات داخلية لا يمكن الكشف عنها حاليا، معتبرا أنه ينبغي منح المدعي العام وقتا لفحصها.

وأكد "كاموز" أنهم يطالبون فقط بالعدالة لرجل لم يفعل شيئا سوى قول الحقيقة عن السلطة، معتبرا أنه لا يمكن للمدعي العام أن يتجاهل مثل هذه الجريمة ويجب أن يحقق فيها، حسب تعبيره.