نبأ-رام الله-رنيم علوي:
جبل الطويل، حاله كحال الكثير من الجبال الفلسطينية التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة عليها، ويقع عليه مستعمرة "بسجوت" إلى الجانب الشرقي من مدينة رام الله؛ لتقف أمام عيش الفلسطيني لحياته كباقي المواطنين.
مُنذ سنوات وجبل الطويل يعاني من تضيقاتٍ إسرائيلية على سكان مدينة البيرة في الشرق من رام الله، حيث يحرم سكان تلك المنطقة من العيش بأمان دون خوفهم من أي اعتداءٍ مُباغت فهي المنطقة الوحيدة التي تبقى فيها المواجهات مستمرة لأشهر.
في حديثٍ مع أحد سكان منطقة جبل الطويل عبد الله الزاغي، يقول " إن شباب المنطقة في استمرار دائم مع مواجهة الاحتلال، فقد كان البعض منهم عند انتهاء الدوام المدرسي يديروا وجهتهم نحو استهداف المستعمرة الواقعة على الجبل وبقي هذا الحال إلى حين استهشاد الشاب ثائر اليازوري وشيرين أبو عاقلة".
جبل الطويل ضمن منطقة "C"
وتعود تقسيمة الأراضي في تلك المنطقة إلى مصطلح " الغرابة" فالجبل يصنف على أنه منطقة "C"، وتعود ملكيته لملاك كويتيين، إذ يعتبر أعلى منطقة في رام الله والبيرة، وثم أقيمت عليه مستوطنة بسغوت.
يقول عبد الله، إن مستعمرة "بسجوت" تصل مساحتها من رام الله إلى القدس تقريباً، لا تهدئ فهي دائمة الاشتعال، من يتحدث عنها يراها أنها مغلقة لكثرة المواجهات على أرضها، مشيراً إلى أنها مخرج لقوات الاحتلال عندما يتم اقتحام البيرة.
وأضاف، يوجد للمستعمرة " بوابة" يقع موقعها بين منازل الفلسطينيين والاقتحام يبدأ من عندها، وبالتالي هذا ما يجعلنا نقول أن الصباح يشهد مواجهات مع استمراريتها للعشاء، وبعد منتصف الليل تخرج قوات خاصة وتتجدد المواجهات.
ومع استمرار الحديث، قال الزاغي لِـوكالة "نبأ" إنه وفي أيام الجمعة بعد منتصف الليل يبدأ الجنود باستفزاز سكان المنطقة وما يجري أنهم يتصدون لاستفازهم بالمولوتوف والحجارة، وهذا ما يشكل رد فعل على بعض منازل المواطنين.
وأرستسل، إحدى العائلات في المنطقة لا يوجد على منزلها " قزاز شباك"، أبوابهم منزوعة، مع تدمير قرميد المنزل، كل هذا بفعل جنود الاحتلال لتسهيل المكان لهم عند حدوث أي مواجهات، وفتح الطريق للصعود إلى سطح المنزل، مستذكراً أنه قبل عدة أيام " العائلة عندما عادت إلى منزلها وجدت جنود الاحتلال جالسين في غرفة الصالون".
وعائلة أخرى تدعى الجيوسي، قلب الاحتلال منزلهم إلى سجن، وضعوا عليها " حمايات من الحديد" بالكامل، ووصفهم بأن حياتهم ليست حياة، فعلى سبيل المثال عند خروجهم يجتاجون موافقة من الاحتلال، والآن اصبح لديهم أطفال في المنزل ولا تهدأ عليهم ضرب قنابل الغاز.
وفي جهة أخرى، منزل عائلة مُعاذ تقطن هذه العائلة في موقع أن دخان أي قنبلة غاز أينما وقعت يتجه إليهم، ويقول ربّ العائلة " قبل عدة أيام خرج لأخذ أولاده من المدرسة بالسيارة بسبب اندلاع مواجهات وعندما وصلوا للدخول إلى المنزل بدأ جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي عليهم".
وتابع، في هذا الرصاص استشهد ثائر اليازوري إذ كان معهم في السيارة، وفي وصف السيارة قال: " كل السيارة مليانة دم".
وبالعودة إلى الماضي، يقول عبدالله في 2015 " كنت لما اروح من المدرسة ألف الكون كله" بسبب استمرارية الاقتحامات والمواجهات، والتي وصفها بـ " بالمرعبة والشديدة" والتي تجاوزت حدتها مواجهات منقطة " بيت إيل".
في محاولة منع التمدد الاستيطاني
وبدوره، أشار المختص في الشأن الإسرائيلي صلاح خواجا إلى أن ما يعاني منه جبل الطويل يأتي في إطار الانتشار الواسع للبؤر الاستيطانية في كل مناطق الضفة الغربية، واليوم تحولت هذه المستوطنات إلى فرض حدود وأمر واقعي من أجل عدم تمدد المدن والقرى والبلدات الفلسطينية.
واستطرد خواجا القول لِـوكالة " نبأ" حينما تم بناء المستعمرة على رأس جبل الطويل وتم التمدد كان الهدف بشكل عملي هو منع أي تمدد فلسطيني أو توسع أي مخططات فلسطينية.
ونوه، إلى أن هذا التمدد لا يشكل خطراً على جبل الطويل فقط، بل على مستوى الضفة الغربية وإن نفس السياسة تستخدم في معظم المناطق التي يريد الاحتلال أن يحولها إلى معازل تقوم على تعبيد الاستعمار.