رام الله – متابعات نبأ:
في الوقت الذي لا تنكر فيه قيادات فتحاوية وجود خلافات حادّة بين أعضاء اللجنة المركزية للحركة حول ملفاتٍ هامة وحساسة، وفي مقدمتها خلافة الرئيس محمود عباس، وعقد المؤتمر الثامن للحركة، نُشر تسجيل صوتي منسوب لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الوزير حسين الشيخ، شنّ فيه هجوماً غير مسبوق، على الرئيس وقياداتٍ من أبرزهم توفيق الطيراوي، وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة.
ونشرت وكالة "شهاب" الإخبارية التابعة لحركة حماس، تسريباً صوتياً منسوباً قالت إنه لحسين الشيخ، ويكشف بعضًا من فصول المعركة المحتدمة لخلافة الرئيس محمود عباس، متهماً إياه بأنه شريك بالفوضى وله مصلحة في بقائها. حسب ما جاء في التسجيل
ووصف الشيخ ما يدور حاليًا داخل حركة فتح بـ"معركة خلافة أبو مازن" التي تتدخل فيها عديد الجهات، لكنه شدد على وجود خطة مرتبة لذلك، وقال إن الأمن يتدخل في الموضوع وكذلك جزء من اللجنة المركزية للحركة.
وأشار إلى أن حماس تستغل الأوضاع الحالية لحركة فتح والسلطة.
وتهجم "الشيخ" على الرئيس في التسجيل المسرّب بألفاظٍ نابية، وبدا غاضباً جداً منه ومن مدير جهاز المخابرات ماجد فرج.
وذكر الشيخ في التسجيل أن عباس ذاهب باتجاه تعيين محمود العالول لخلافته في حركة فتح.
وتحدث القيادي في فتح عن "أربعة أو خمسة" أشخاص بحاجة إلى الإزاحة من المشهد.
في هذا السياق، قال مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية مفيد أبو شمالة، إنّ تسريبات حسين الشيخ تدلل على أن "خلاف التوريث" في السلطة وصل إلى مراحل متقدمة جدًّا، وصلت الى المنتفعين والمستورثين، وقد أشار "الشيخ" في التسجل إلى أطراف وطنية لكنه تجاهل أطرافاً غير وطنية ومعادية تدعم أفراداً للتوريث.
بينما قال الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، إنّ قيادات السلطة الفلسطينية في حالة عدم انسجام دائم لكن ما يربط وجودها وبقاءها هو تقاطع المصالح المشركة فيما بينها وبين الاحتلال. حسب رأيه
وأضاف أنّ هذه التسريبات لا تعني أن حسين الشيخ قد ابتعد عن الدائرة المقربة من الرئيس عباس، مشيراً إلى أن مكونات السلطة في حالة عدم انسجام دائم، غير أن ما يربط وجودها وبقائها حول القيادة هي المصالح المشتركة. كما قال
وتابع أنّ حسين الشيخ يرى في نفسه الوريث الوحيد لخلافة الرئيس عندما ينتهي دوره ويخرج من المشهد السياسي الفلسطيني، وأن يأتي أحد ويدخل في مربع التنافس فهو ليس في محل رضى لدى الشيخ، وبالتالي هو جاهز لاستبعاده، كاللواء توفيق الطيراوي، لأنه كان شخصية يمكن أن تشكّل تهديداً للشيخ في إدارة السلطة.
من ناحيته، اتفق المعارض السياسي فايز السويطي، مع رأي "محيسن وأبوشمالة" في أنّ الفترة الحالية تشهد خلافاً كبيراً على خلافة الرئيس، قائلاً إنّ أكبر مرشحيْن لهذا المنصب هما حسين الشيخ وماجد فرج، والدليل على ذلك، أنهما تبوءا مناصب هامة في فتح بفترة قياسية، كان الأولى بها قادة في فتح أكبر منهما.
واعتبر أنّ الشيخ اراد ارسال عدة رسائل، منها للأمريكان أنه الأجدر بتولي الرئاسة بعد الرئيس عباس، ورسالة أخرى لحركة فتح واللجنة المركزية بأنه شخصية قوية ومدعوم محلياً ودولياً، ويمكنه انتقاد الرئيس عباس، كما انه يريد ايصال رسالة الى رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج بأنه المنافس الوحيد له وعليه التنحي جانباً. حسب قوله
أما المحلل السياسي ياسر زعاترة، فقال تعليقاً على التسريب إنّ المتحدّث هو حسين الشيخ؛ المرشح الأوفر حظّا لخلافة عباس، وأن التسريب جزء من معركة الخلافة دون شك، والتقطيع في التسجيل مقصود أيضا.وفق رأيه
وتنشر في الفترة الأخيرة، تسريبات من محاضر التحقيق مع شخصيات رفيعة في السلطة في ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقد أكد رئيس لجنة التحقيق بالملف توفيق الطيراوي في الأول من نوفمبر الماضي أن الوثائق "تمت قرصنتها وتسريبها".
وكان الرئيس محمود عباس أصدر، في شهر أغسطس الماضي، قرارا بإعادة تشكيل مجلس أمناء جامعة الاستقلال للعلوم الأمنية الواقعة في مدينة أريحا، الذي يرأسه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي.
ولاحقا، تم سحب الحراسات من اللواء توفيق الطيراوي، فيما أكدت مصادر أن هذه القرارات جاءت على خلفية خلافات حادة بين الطيراوي وحسين الشيخ، بعد تسريبات صوتية نفى صحتها الطيراوي طاولت الشيخ وعضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب.