رام الله – خاصّ نبأ:
منذ أسبوعين، تواصل مجموعة من طلبة جامعة بيرزيت، الاعتصام داخل الحرم الجامعي، رفضاً لاعتقال الأجهزة الأمنية، عدداً من زملائهم الطلبة من كوادر الكتلة الإسلامية، على خلفيّة نشاطهم الطلابي والنقابي، فيما لا تلوح في الأفق أيّ بوادر لإنهاء الأزمة.
وقال يحيى القاروط رئيس مجلس اتحاد الطلبة بجامعة بيرزيت واحد المعتصمين، في حديثٍ لوكالة "نبأ"، إن هذا الاعتصام جاء للتعبير عن رفض سياسية الاعتقال السياسي التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة، وتحديداً استهداف طلبة الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، على خلفية عملهم النقابي والطلابي داخل الجامعة.
وبين أنّه تم اعتقال 20 طالبا، واستدعاء وملاحقة حوالي 50 طالباً آخرين، مضيفا: "وصلتنا رسائل تهديد من الأجهزة الأمنية، بأنه سيتم اعتقالنا، فور خروجنا من أبواب الجامعة، وطوال الفترة الماضية، وحتّى الآن، تتواجد الأجهزة الأمني باستمرار في محيط جامعة بيرزيت، وعلى أبوابها".
وقال: "تضمنت رسائل التهديد التي وصلتنا هدفاً أساسياً وهو تعذيب الطلبة المعتصمين رفضاً للاعتقال السياسي وعددهم حوالي 15 طالباً، بعد اعتقالهم".
وتابع "القاروط": "انا كرئيس مجلس الطلبة، لديّ حصانة بحكم المسؤولية التي أتولاها، لكنّ الأجهزة الأمنية ضربت ذلك عرض الحائط، ووصلني تهديد بأنه سيتم اعتقالي فور خروجي من الجامعة، ولن أخرج من مقرات الأجهزة الأمنية، سليماً".
وذكر أن من بين المعتصمين 3 طلاب مطلوبون لدى الاحتلال الإسرائيلي، وتم اقتحام منازلهم من قبل جيش الاحتلال، وارسال تهديدات لهم لتسليم أنفسهم.
وأبدى رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت، خشيته من أنه في أي لحظة قد يُقدم جيش الاحتلال على اقتحام الجامعة لاعتقال الطلبة المطلوبين، على غرار ما حدث العام الماضي، واختطاف الطالب إسماعيل البرغوثي وإطلاق النار عليه وإصابته.
وقال: منذ أيام الجامعة في عطلة رسمية، بسبب أعياد الميلاد، ونحن ما زلنا معتصمين في داخل الحرم الجامعي، رغم الأجواء الماطرة والبرد القارس، ونطالب المؤسسات الحقوقية بوقفة جادة ومسؤولة للدفاع عن الطلبة الملاحقين بسبب نشاطهم النقابي داخل اسوار الجامعة.
وأردف: "تواصلنا مع الجامعة منذ حوالي شهرين، وكانت الأجهزة الأمنية حينها تشن حملة استدعاءات ولكن ليس بهذه الصورة التي هي عليها اليوم، والتي اشتدت في الأسبوعين الماضيين، وأوصلنا لرئيس الجامعة الصورة الكاملة، وتلقينا وعودات من الإدارة، لكن حتى الان لا يوجد أي تحرك رسمي ينهي معاناة الطلبة المعتقلين".
وعن تضامن الطلاب مع زملائهم المعتصمين والمعتقلين، قال "القاروط" إنّه جيد لكن ما نحتاجه فعلاً وقوف المجتمع المحلي والمؤسسات الحقوقية لحل الأزمة ووقف مهزلة الاعتقال السياسي وملاحقة الطلاب .
وأشار إلى أنهم تواصلوا مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، والتي زارت الطلبة في مقرات الأجهزة الأمنية، للإطمئنان عليهم، كما أن "حملة الحق في التعليم" بجامعة بيرزيت، تواصلت مع كافة المؤسسات ذات العلاقة، بهدف التوصل لحل لمشكلة الاعتقال السياسي .
وكانت مجموعة "محامون من أجل العدالة" الحقوقية، رصدت تزايداً ملحوظاً في الاستدعاءات والاعتقالات بحق ناشطين وطلبة جامعيين التي بدأت منذ مطلع الشهر الحالي، وارتفعت وتيرتها بشكل خاص، بالتزامن مع ذكرى انطلاقة حركة حماس.
واعتبرت المجموعة في بيانٍ سابقٍ لها أن توارد حالات الاعتقال والاستدعاءات بهذا الشكل المكثف يشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان، وللمادة 26 من القانون الأساسي الفلسطيني والتي تنص على: " للفلسطينيين حق المشاركة في الحياة السياسية أفراداً وجماعات ولهم على وجه الخصوص الحقوق الآتية: منها تشكيل الأحزاب السياسية والانضمام إليها وفقاً للقانون وعقد الاجتماعات الخاصة دون حضور أفراد الشرطة، وعقد الاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات في حدود القانون."