نبأ – رام الله – رنيم علوي
غرّد المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال أوفير جندلمان عبر حسابه الخاص تويتر، بأن "هذا العام الأكثر في عدد المهاجرين الجدد إلى الأراضي المحتلة.
وزعم جندلمان، بأن أكثر من 70 ألف يهودي وصلوا من 95 دولة، خصوصًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، حيث وصل عدد المهاجرين من أوكرانيا إلى 19000 مهاجر هذا العام.
هجرة عكسية
المحامي المختص في الشؤون القانونية مدحت ديبة، قال: " إن الهجرة اليوم باتت عكسية، بين من يأتوا ومن يرحلوا؛ بسبب الخوف والشعور بعدم الانتماء الحقيقي للأرض".
ويرى ديبة في تصريح لـ"نبأ"، أن الإعلام الإسرائيلي في حالة من الغموض؛ فيما يتعلق بالهجرة العكسية خارج فلسطين وداخلها؛ وأشار إلى أن هذا الغموض يقود " المنظومة الإسرائيلية" إلى الانهيار؛ بفعل ارتكازها على جلب "اليهود" إلى فلسطين.
وأردف، أن وجود العديد من "المستوطنات الإسرائيلية"، خارج جدار الفصل العنصري ينافي للقوانين؛ وهذا ما يزيد من الخوف الفلسطيني في تزايد أعداد المستوطنين القادمين من الخارج وإسكانهم في ذاك النطاق.
وقانونياً، يرى ضيف "نبأ" أن وجود الاحتلال الإسرائيلي ينافي كافة القوانين المتعارفة، متسائلاً، كيف وأن ساهم بزيادته على هذه الأرض؟ ولفت ديبة، أن المنظمات الدولية تنافي نفسها في إصدار القوانين كالتي تحرّم احتلال أرض، أو سلبها مقابل قانون " 963" الإسرائيلي والذي ينص على تحديد سياسة هجرة واضحة إلى "إسرائيل"، بحيث تضمن استمرار بقاء إسرائيل كدولة "يهودية وديمقراطية".
ومن جهته، أشار تقرير " إسرائيلي" إلى أن هجرة "اليهود"، تمت بمساعدة "الوكالة اليهودية" وبالتعاون مع وزارة ما يسمى بـ"الهجرة والاستيعاب" في الحكومة الصهيونية.
وقال التقرير" إن الأمر يتعلق بذروة هجرة اليهود خلال 23 عاما وبارتفاع حادّ، مقابل العام الماضي 2021 الذي بلغ فيه عدد المهاجرين الجدد نحو 28600 مهاجر.
واعتبر التقرير أن تعاظم الهجرة اليهودية هذا العام يأتي على خلفية القتال في أوكرانيا، حيث تبيّن من تحليل منحى الارتفاع أن اغلب المهاجرين وصلوا من روسيا وأوكرانيا.
وتبيّن أيضاً من معطيات التقرير أن بقية المهاجرين الجدد وصلوا إلى فلسطين المحتلة من باقي دول العالم.
ووصف نشاط "الوكالة اليهودية" في نقل اليهود من أوكرانيا بأنه "عملية إنقاذ" في أعقاب الحرب التي اندلعت في شباط/ فبراير، مشيرة إلى أن هذه الهجرة "لا سابق لها بحجمها".
محاولة خداع
وعلق على ذلك، رئيس هيئة مقاومة التهويد والاستيطان، ناصر الهدمي، أن الاستطلاعات الإسرائيلية تظهر عكس ما يُقرأ، وإن " اليهود" الذين جاؤوا من روسيا وأكورانيا لم يبقى الكثير منهم؛ فقد رحلوا خوفاً من المقاومة والثبات الفلسطيني.
وقال الهدمي: " إن الرواية الإسرائيلية؛ حتى لو كانت صادقة فإن الحديث يجري عن واحد بالألف نسبة الزيادة؛ وبالتالي لا يرى الهدمي أن تُشكل هذه النسبة تغييراً ديمغرافياً على الأرض الفلسطينية".
" مرحلة جديدة"
وفي ذات السياق، السياسي فارس الصرفندي في حديثٍ سابق لِـ وكالة "نبأ" يعتقد أن الأراضي الفلسطينية تنتقل لمرحلةٍ جديدة فيما يتعلق بزيادة بالاستيطان، والتي تتمثل في أن "الاحتلال الإسرائيلي" يحاول كسر ما يعرف بِـ " التفوق الديموغرافي" لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية، وإن فكرة تسكين عدد كبير من المهاجرين "اليهود" سيخلق التخلخل الديمغرافي.
وقال الصرفندي" إن "الاحتلال الإسرائيلي" يسعى لإقامة "دولة مستوطنين" في الضفة الغربية،ـ تقوم على أن "للمستوطن اليهودي" حق في الضفة، وأن أي حل يطرأ على القضية سيكون جزءً من الحل.
واسترسل بالشرح عن كيفية وجودهم جزءً من الحل، قائلاً: "بعد إسكان المستوطن في الضفة الغربية أي حل يطرأ يجب الأخذ بعين الاعتبار أن لهم وجود، أي أن الحل يعني إيجاد " دولة للمستوطنين" في الداخل الفلسطيني أي الأراضي المحتلة عام 1948، أو العمل على تقسيم الضفة الغربية كَـعام 1947".
وصولاً إلى حلٍ ثالث وهو الذي تسعى له "إسرائيل" التبادل السكاني أي أنه مقابل عدم أخذ المستوطن الذي يبلغ عدده في الضفة الغربية نصف مليون إلى الحل، يأتي أن يخرج الفلسطيني من أراضي عام الـ 48 ويأخذ الإسرائيلي كل أراضي المثلث، وبهذا تستطيع "إسرائيل" خلق خطة جديدة وسيطرة أكبر.
في المقابل، المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور علّق على طموحات المستوطنين، بأن لا حدود لها، في ظل تمددهم في " الجيش" والإعلام، وهذا ما سمح لهم وضع خطة للقدوم بالمستوطنين وبالتالي هم بحاجة إلى العنصر البشري.
ويعتقد منصور أن استمرار هذا التدفق كان مرهوناً بالأزمة بين روسيا وأكرانيا والتي تجعل "إسرائيل" ذات الرقم 1، وثبت عنها في أن الدراسات تشير إلى رغبة المواطن الروسي والأكراني الهجرة إلى أوروبا؛ ولكن طموحات "إسرائيل" ساهمت بوضعهم في الواجهة للقدوم إلى ما تسمى "إسرائيل"، الذين ما لبثوا فيها حتى رحل البعض.
ومن الجدير ذكره، أنه وبحسب الإعلام الإسرائيلي قدم إلى فلسطين المحتلة ما يقارب 16500 مهاجر 24% هم أولاد بأعمار 0 – 17؛ ونسبة 22% منهم بأعمار 36 – 50عاما، و 14% بأعمار 51 - 64 عاما؛ وأيضاً حوالي 13% من المهاجرين بعمر 65 وما فوق.