نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"شقيق" حي الشيخ جراح

حي بطن الهوى.. حكاية 86 عائلة تُصر على البقاء وتقاوم التهجير  

القدس – نبأ - أنس عدنان:

"سلوان لا تختلف عن الشيخ جراح، وسنوقف مشروع التهجير"، بهذه الكلمات أكد أهالي بلدة سلوان وحي الشيخ جراح على تمسكهم بمنازلهم، ووجودهم فيها، ورفضهم لمخططات تهجيرهم منها لصالح المستوطنين.

وفي وقتٍ سابقٍ اليوم الأربعاء، أرجأت محكمة الاحتلال، البت في قضية أهالي حي بطن الهوى في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، وتحويل القضية للمستشار القضائي لحكومة الاحتلال.

وقال المواطن كايد الرجبي وهو مهدد بالإخلاء من بنايته في بطن الهوى إنه منذ 5 سنوات، وهم في المحاكم الإسرائيلية، يقاومون ويرفضون محاولات تهجيرهم من بيوتهم.

وأوضح "الرجبي" لـ "نبأ" أنّهم تلقوا بلاغات من الاحتلال بالإخلاء عام 2015، مشيراً الى معاناتهم الكبيرة من اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يساندهم في هجماتهم على الأهالي في الحيّ.

ويسكن حي بطن الهوى 86 عائلة مقدسية مكونة من 700 فرد، يعيشون على خمس دونمات و200 متر، ما يعني أنه إذا تم الاستيلاء على منازلهم، فإنهم سوف يتشردوا في الشوارع.

ويؤكد المقدسي "الرجبي" أنهم يقطنون حي بطن الهوى منذ عام 1967م، معبراً عن رفضه لمخطط التطهير العرقي ضدهم.

وقال إن أهالي سلوان وحي الشيخ جراح كذلك، لن يسمحوا بنكبةٍ جديدة، قائلاً إنهم صامدين في أراضيهم وبيوتهم رغم كل الإجراءات التعسفية التي يمارسها المستوطنون والاحتلال بحقهم. 

من جهتها، قالت الناشطة سعاد أبو رموز وهي مهددة بالإخلاء من منزلها في حيّ بطن الهوى إنهم يرفضون قرارات محاكم الاحتلال.

وأضافت أبو رموز لـ "نبأ" إن القرار الذي يقبل به الأهالي المهددون بالإخلاء هو أن الأرض أرضهم والبيوت لهم.

ولفتت إلى أنّ شرطة الاحتلال اعتدت على الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أهالي حي بطن الهوى ومتضامنين معهم أمام المحكمة المركزية التابعة للاحتلال في القدس، تزامناً وعقدها جلسةً للنظر في الالتماس المقدم من محاميي السكان على قرار إخلائهم.

محامي عائلات بطن الهوى محمد دحلة قال لـ "نبأ" إن المحكمة لم تقرر في جلسة اليوم، ولم تستمع الى ادعاءات فريق الدفاع عن الأهالي، حيث أجلت الجلسة لتقرر في أمرين، الأول وهو إدخال المستشار القضائي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى الملف لكي يبدي موقفه ويظهر رأيه في قضايا مختلفة جزء منها قضايا قانونية وأخرى جماهيرية؛ لحساسية إخلاء حي كامل في بطن الهوى مثله مثل حي الشيخ جراح.

والأمر الثاني يتمثل في انتظار صدور قرارات من المحكمة العليا الإسرائيلية في استئنافات بقضايا مشابهة قدمت إليها من ذات الحي وعلى رأسها قضية عائلة المواطن مازن دويك. بحسب المحامي "دحلة"

وتوقع أن تمتد فترة النظر في الاستئنافات بعد تأجيل المحكمة الى أشهر أو أكثر من ذلكن وخلال هذه الفترة يتم تجميد قرارات الإخلاء، وعليه تبقى العائلات في منازلها وهذا بحدّ ذاته انتصار، وإن كان جزئياً ومرحلياً.

من ناحيته، قال المحامي أسامة السعدي بعد تأجيل المحكمة المركزية البت بالاستئنافات المقدمة من أهالي بطن الهوى، إنّ هذه الخطوة جيدة، لكن المطلوب هو مواصلة الضغط الشعبي والسياسي، لوقف مخططات التهجير.

وأشار "السعدي" إلى أن قضية تهجير الأهالي سياسية، ولذا لا بد من موقف للمستشار القضائي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

أما رئيس جمعية حي البستان قتيبة عودة فقال إنهم أوصلوا رسالة الى نفس المستوطن الذي يريد ترحيل أهالي حي الشيخ جراح، بأنه لن ينجح في ترحيل سكان حي بطن الهوى.

وأضاف: لا نطلب من المحكمة الإسرائيلية أمور رفاهية لحياتنا، فقط نطلب العيش بأمان في الحي بعيداً عن تغوّل المستوطنين عليهم.

وشدد على استمرارهم في الحراك الشعبي والقانوني لإنقاذ حي بطن الهوى وحي الشيخ جراح، داعياً إلى إسنادهم في هذه المعركة.

يشار إلى أن مخططات الإخلاء في الشيخ جراح وسلوان وغيرها من مناطق القدس المحتلة، تهدف بالدرجة الأولى إلى تهويد المدينة المقدسة وتحويل الفلسطينيين إلى أقلية.

وكالة الصحافة الوطنية