نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

قبل تشكيل نتنياهو الحكومة..

عملية أرئيل .. ضربة أمنية في توقيت حسّاس تثير "عاصفة" داخلية للاحتلال

سلفيت – خاصّ نبأ: 

في منطقة تشهد حراسة وتواجداً أمنياً إسرائيلياً كبيراً، وكل مستوطن يتواجد فيها يحمل سلاحه معه، نجح شابٌ في مقتبل العمر، في تجاوز كل تلك الإجراءات الأمنية، وإحداث صدمة كبيرة بتنفيذه عملية طعن ودهس مزدوجة ونوعيّة، صباح الثلاثاء، في المنطقة الصناعية "أرئيل" قرب سلفيت، شمال الضفة. 

وتمكّن الشاب محمد مراد صوف (19 عاما)، من بلدة حارس غرب سلفيت، من قتل 3 مستوطنين، وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة إلى متوسطة، في عملية طعن ودهس مزدوجة، قبل أن يرتقي شهيداً برصاص أحد جنود الاحتلال . 

وبحسب المعلومات الأولية فإن منفذ العملية، يحمل تصريح عمل ساري المفعول، وعمل في شركة "إنتل" للبرمجيات داخل المنطقة الصناعية في "أرئيل"، مكان عمليته . 

وتبعد منطقة أرئيل الصناعية عن مستوطنة أرئيل حوالي 4 كم، وهي أقرب إلى منطقة "بركان" الصناعية، وفيها مصانع اسرائيلية مقامة على أراضي الفلسطينيين، فيما تجثم على أراضي المحافظة 24 مستوطنة، يريد الاحتلال من خلالها فصل شمال الضفة عن جنوب، وأصبح أكثر من ثلثي أراضي سلفيت تحت سيطرة المستوطنين. 

وقد وصفت أوساط إسرائيلية العملية بأنها "بالغة الخطورة"، وفي توقيت حرج بالنسبة لحكومة الاحتلال الجديدة التي يقوم بنيامين نتنياهو بوضع لمساته الأخيرة عليها، كما أنها وقعت قبل ساعاتٍ  من أداء أعضاء الكنيست الجدد اليمين القانونية.

ودفعت العملية رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة "يوسي دغان" إلى شنّ هجوم على الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة يائير لابيد، قائلاً إن العملية وقعت نتيجة لفقدان ما اسماه "السيطرة والردع من قبل الحكومة المنتهية ولايتها"، مطالباً الحكومة القادمة بأن تتصرف "كحكومة وطنية" وأن تعكس المعادلة.

 ورآى الباحث خالد معالي، في حديثه لوكالة "نبأ"، أنّ عملية الشهيد محمد مراد صوف في أرئيل، ستشكل ضغطاً على رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، في مسعاه إلى تكوين ائتلاف حكومي قوي جداً، وستعمل على زيادة التناقضات الداخلية بين الأحزاب الإسرائيلية . 

وأضاف أنّ هذه العملية التي نجح منفذها في اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية، والتي أوجعت الاحتلال، سيقابلها تصعيد ميداني من قبل جيش الاحتلال، في محاولة لردّ اعتبار، وسيشاركه في ذلك عصابات المستوطنين التي من المرجح أن تزيد من وتيرة عنفها وعدوانها ضد الفلسطينيين خاصةً في مناطق شمال الضفة.

بينما قال المختص في الشأن الإسرائيلي خلــدون برغوثـي إنّ هناك انتقادات اسرائيلية بعد العملية في أرئيل، للحكومة السابقة، والحكومة الحالية التي يجري بلورتها، وخاصةً للمتطرف إيتمار بن غفير، الذي لوّح بما أسماه "اجتثات الأرهاب من جذوره"، حال تسلمه منصب وزارة الأمن الداخلي في الحكومة المقبلة. 

وقال إنّ الوضع الأمن ليس مستقراً كما تحاول بعض الجهات الاسرائيلية الترويج له، بينما قال ضابط إسرائيلي كبير إنّ العملية في سلفيت كانت يجب أن تنتهي بشكل مختلف.

ووصف رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته يائير لابيد بانها صعبة ومؤلّم، حيث قام -فلسطيني- بتنفيذ عملية صعبة في أريئيل"، متوعداً  بمواصلة ما اسماه "الحرب على الإرهاب بلا هوادة"، وبكامل ما يكلمه جيش وقواته الأمنية.

وزعم لابيد: "نجحنا خلال الفترة الأخيرة في تفكيك بنى تحتية إرهابية ومجموعات إرهابية واسعة النطاق، لكن يتعين علينا خوض هذه الحرب في كل يوم مجددًا". 
وأضاف: "تعمل أجهزتنا الأمنية على مدار الساعة في سبيل الحفاظ على مواطني إسرائيل وضرب البنى التحتية الإرهابية في كل مكان وفي كل وقت". بحسب تعبيره.

وتذكّر جرأة الشهيد "صوف" في تنفيذ عمليته، بعملية الشهيد أشرف نعالوة في مستوطنة "بركان" الجاثمة على أراضي سلفيت، في أكتوبر عام 2018م، أدت لمقتل مستوطنين وإصابة ثالث بجراح خطيرة، داخل المنطقة الصناعية.

وكالة الصحافة الوطنية