نابلس-نبأ-شوق منصور:
قال أمين سر حركة فتح في نابلس محمد حمدان، إن الشهيد ياسر عرفات كان يمثل حالة إجماع للشعب الفلسطيني في حياته ومماته، فقد كان في صلباً مدافعًا عن حقوق الفقراء والثوابت الفلسطينية وبقيت القدس وجهته الأولى والأخيرة.
وأضاف حمدان في مقابلة له مع "نبأ" في الذكرى الـ18 لرحيل الرئيس عرفات، "نحن اليوم بحاجة لحكمة أبو عمار في مواجهة المستوطنين والتطرف الإسرائيلي المتزايد ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته".
حديث حمدان يأتي في سياق رده على التسريبات التي كشفت عنها بعض وسائل الإعلام لوثائق تخص لجنة التحقيق الخاصة بحادثة اغتياله.
وقال حمدان إن تلك الوثائق، ليس لها علاقة بالمنطق والصواب والحقيقة، فنتائج التحقيق موجودة لدى لجنة التحقيق ولم يتم تسريب أي معلومة منها، وهو ما نفاه رئيس اللجنة اللواء توفيق الطيراوي في بيان صدر عن مكتبه، يثبت صحة الوثائق وأنه قد تم قرصنتها.
وأوضح حمدان أن ما يحدث هي عملية إساءة للعديد من الشخصيات الوطنية، وإلى المشهد الوطني الفلسطيني والذي اغتال الرئيس عرفات هم الإسرائيليون.
وأضاف "أعتقد ان هذه التسريبات ليس لها علاقة بأي جهة فلسطينية، بل جهة مشبوها تقف خلف هذه التسريبات ، مؤكداً على أن حركة فتح الآن في أفضل حالتها، وبالأمس عقد اجتماع مع الرئيس أبو مازن فنحن ذاهبون باتجاه ترتيب أوراق حركة فتح، وصولاً للمؤتمر الثامن، وبالتالي لا يوجد أي حالة إرباك او أي خلافات .
وأوضح حمدان أن كل يوم هناك تسريبات وكل يوم هناك أمور مغلوطة، ومحاولة لإرباك المشهد الفلسطيني وبالتالي كل ما يجري لا يستحق الرد، فالفضاء الإلكتروني واسع وبالتالي أي شخص يستطيع أن يسرب ما يريد دون أن يتم ملاحقته ومعاقبته.
وأشار إلى أن لجنة التحقيق باغتيال أبو عمار وصلت لبعض المعطيات ولكن لم تصل إلى النتائج النهاية، ولو أنهم وصلوا لحصلت المحاكمة المطلوبة، لكن جميع الإشارات تشير إلى أن الإسرائيلين هم من يقفون خلف عملية الاغتيال.
وطالب حمدان جميع الأجهزة الأمنية بضرورة تحصين المعلومات الموجود لديها، والتعمق أكثر في عملية التحقيق.
واضاف أنه في أي لحظة قد يتم الكشف عن أحد العملاء المدفوعين من الإسرائليين، ولكنني لست من الجهة المطلعة على هذه المعطيات فهناك جهة رسمية هي من تمتلك المعلومات وهي المخولة بالحديث، مشيرا إلى أن هذا الملف غير منتشر بين جميع كوادر حركة فتح، فهذه ملف أمني وله أصحاب اختصاص هم من يستطيعون الحديث عن هذا الملف.
وكانت مجموعة تطلق على نفسها "أيقونة الثورة" قد نشرت عبر حسابها على تليجرام، مجموعة من الوثائق المتعلقة بالتحقيق في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتتضمن إفادات من كبار المسؤولين والمقربين منه.
وتشمل الوثائق المسربة إفادات عدد كبير من المقربين من الرئيس الراحل بشأن ظروف اغتياله، بينهم مسؤولون في المكتب المباشر والحرس والضيافة والخدمات.
ويتضح من الوثائق التي نشرتها المجموعة، أن القاسم المشترك بين جميع الإفادات هو الإشارة إلى وجود خلافات بين الرئيس الراحل عرفات والرئيس الحالي محمود عباس.
ووفق الوثائق التي نشرتها المجموعة، فقد تم استدعاء 302 شخص لسماع إفادتهم في قضية اغتيال الرئيس عرفات، ونشرت المجموعة كذلك تسجيلات صوتية من داخل لجنة التحقيق.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس لجنة التحقيق الوطنية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي، قد أصدر بيانًا بشأن تسريب وثائق تحقيق مع شخصيات رفيعة بشأن وفاة "أبو عمار".
وأكد اللواء الطيراوي، في بيان وصل صحفي نشره عبر حسابه على موقع"فيس بوك"، أن الوثائق المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي "تمت قرصنتها".
وأوضح أن تلك "الوثائق سرية لضمان سلامة سير التحقيق لحين الوصول إلى الحقيقة الكاملة، التي حينها ستقدم اللجنة تقريرًا تفصيليًا بخصوص التحقيق حسب الأصول الرسمية".
وقال الطيراوي إن: "الهجمة المشبوهة، التي يقف وراءها أعوان الاحتلال بالتأكيد، ويتعرض لها اللواء منذ ما يزيد على الشهرين بخصوص التسريبات المفبركة ليست صدفة ولا عبثًا".
ورأى أن ذلك "هجمة منظمة ومبرمجة تهدف إلى اغتيال سمعة الطيراوي السياسية ومصداقيته، وضرب عمل لجنة التحقيق ومنعها من الوصول إلى الحقيقة الكاملة من جهة، ومن جهة أخرى ضرب مصداقية الشرفاء والوطنيين أعضاء اللجنة الذين عملوا بصمت وهدوء ومثابرة لعدة سنوات محافظين على سرية التحقيق بشكل حديدي، ومنع القابضين على جمر الوطنية من التمكن من استكمال عملهم في السياق الوطني العام".