نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"أسد العرين وسند البلد".. وديع الحوح مقاتل شرس حتى آخر طلقة 

نابلس – خاصّ نبأ:

كأمواج البحر، وعن بكرة أبيها، خرجت مدينة نابلس، في وداع أقمارها الخمسة الذين، اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيليّ، في العدوان الغادر الذي شنتّه فجر الثلاثاء، على البلدة القديمة في مدينة نابلس، حيثُ "عرين الأسود".

خمسة شهداء، ارتقوا خلال اشتباكاتٍ عنيفة، استمرت لأكثرَ من 3 ساعات، بين مقاتلي مجموعات عرين الأسود، والقوات الإسرائيلية الخاصة، التي تسللت إلى المدينة عبر مركباتٍ مدنية، قبل أن يتمّ اكتشافها، والإشتباك معها .

استهدف العدوان بالدرجة الأولى –وفق ما أعلن الاحتلال- المقاتل البارز  "عرين الأسود" وديع الحوح، الذي تعتبره أجهزة أمن الاحتلال، القائد الحالي للمجموعة، وأحد أبرز مؤسسيها، إلى جانب الشهيدين محمد العزيزي وعبود صبح، الذيْن اغتيلا في تموز/ يوليو الماضي، بعد اشتباكهما مع قوة خاصة في حارة الياسمينة بنابلس.

ما ان أشرقت شمس الصباح، حتّى بانَ حجم الدمار الكبير، الذي خلفه استخدام الاحتلال لقذائف صاروخية في استهداف المبنى الذي تواجد فيه "الحوح" مع رفاق دربه الذين نجوا من الإستهداف، ومعها تكشفت ضراوة الاشتباك الذي خاضه ومقاتلو "العرين"، مع قوات الاحتلال الخاصة، داخل "حوش العطوط" بالبلدة القديمة.

ظهراً، اختلط صوت أزيز الرصاص، الذي أطلقه رفاق الشهداء تحيةً لأرواحهم، خلال التشييع المهيب، بأجواء الحزن والغضب والحداد، وسط هتافات لـ"أسد العرين"، والشهداء الأربعة. 

فمن هو وديع الحوح، ولماذا تفاخر رئيس حكومة الاحتلال ووزير جيشه، باغتياله؟!

وديع الحوح، ابن الـ31 ربيعاً، يعتبره الاحتلال المسؤول الحالي لمجموعة "عرين الأسود"، ويتهمه بالوقوف خلف عديد عمليات اطلاق النار التي استهدف قوات الاحتلال، إلى جانب إدارة مختبر لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة في البلدة القديمة بنابلس، وإرسال شاب لتنفيذ عملية اطلاق نار  في مدينة "تل أبيب" قبل أسبوعين .

ويبدو أنّ "الحوح" استلم زمام قيادة "عرين الأسود"، بعد استشهاد إبراهيم النابلسي في آب/أغسطس الماضي، حيث استلمها الأخير بعد استشهاد "العزيز ي وصبح".

يقول شهود عيان لــ"نبأ" إنّ عملية اغتيال "الحوح" تمت في المراحل الأخيرة من عملية الاحتلال، حيث استمر في الاشتباك، وتغطية انسحاب عدد من رفاقه الذين كانوا يتواجدون معه في نفس المنزل المُستهدَف، إلى أن ارتقى شهيداً .

لكنّ عملية اغتيال "الحوح" يبدو أنها تمت بطريقةٍ مختلفة، وفق ما يقول شهود كانوا أوّل الواصلين إلى المنزل، حيث أشاروا إلى أنهم استنشقوا رائحة غاز  غير عادي في الأجواء، يبدو أنّ الجيش اطلقها نحو المنزل لمباغتة المتواجدين فيه، ومحاولة شلّ مقاومتهم.

وما يُرجح هذه الفرضية، أنّ أطباء عاينوا الشهيد "الحوح"، أكدوا أنّه لم يكن مُصاباً برصاصٍ قاتل، حتّى أن الشظايا التي أصابته نتيجة الاشتباكات والقصف الذي استهدف المنزل، لم تكن قاتلة هي الأخرى .

وبينما لم تؤكد مصادر  رسمية، هذه الرواية، إلا أنّ جيش الاحتلال استخدم هذا الأسلوب عام 2002، في اغتيال 6 من قادة المقاومة الفلسطينية، من أبرزهم نايف أبوشرخ القائد في كتائب شهداء الأقصى، حيث تم اطلاق غاز سام داخل أحد الأنفاق التي كانوا يتواجدون فيها ما أدى لاستشهادهم اختناقاً.

وفيما تفاخر رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد، ووزير جيشه بيني غانتس، بالعملية في نابلس، واغتيال الشهيد وديع الحوح، مهددين بمزيدٍ من الاغتيالات، نعت مجموعة "عرين الأسود" القائد "الحوح"، والشهداء الأربعة الذين ارتقوا في عدوان الاحتلال، وتوعدت بالثأر .

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، غرّد الآلاف بنشر صور  "الحوح" ورفاقه الشهداء، مُشيدين ببطولتهم في مقاومة الاحتلال، بينما أظهر أحد المقاطع المؤثرة الشهيد وهو يحتضن ويداعب مجموعة من أطفال البلدة القديمة في نابلس.

تصف صابرين الحوح شقيقة الشهيد وديع، شقيقها بـسندها وشقيقتها، وسند نابلس، مضيفةً أنه حنون لدرجة لا يمكن وصفها، وهو لشقيقاته بمنزلة الأب والأخ والصديق وكلّ شي، خاصةً في ظلٍ وفاة والدتهم .

وتضيف "صابرين": "وديع كل العرين .. وسيبقىى شوكة في حلق الاحتلال حتى بعد استشهاده". 

وبيّنت أن شقيقها منذ صغره، كان دوماً يتحدث عن حبّه للشهيد باسم أبو سرية الملقب بـِ"القذافي"، احد مؤسسي مجموعات فارس الليل في نابلس، والذي استشهد عام 2007، حتّى أنه أوصى أن يُدفن إلى جانبه، وقج نُفذّت وصيته اليوم.

وجاء اغتيال "الحوح" بعد يومين من اغتيال القيادي البارز في مجموعة "عرين الأسود" تامر الكيلاني، عبر تفجير عبة ناسفة زرعت على دراجة نارية، ركنها جاسوس داخل البلدة القديمة في مدينة نابلس.

وكالة الصحافة الوطنية