نابلس – نبأ:
تسير مجريات التصعيد الميدانيّ في الضفة الغربية المحتلة، بوتيرةٍ متسارعة، فمن جهة زادت بشكلٍ ملحوظ عمليات المقاومة ضد أهداف إسرائيلية، ومن جهةٍ ثانية، قرر جيش الاحتلال زيادة الضغط على منطقة نابلس، وبدأ صباح الأربعاء، بإغلاق معظم مداخل ومخارج المنطقة.
ووقعت خلال الساعات القليلة الماضية عــمــلية إطلاق نار و8 هجمات بالحجارة والزجاجات الحارقة استهدفت الاحتلال والمستوطنين في الضفة، فيما استشهد الشاب أسامة عدوي (18 عاما)، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال على مدخل مخيم العروب شمال الخليل.
وقتل أمس جندي بجيش الاحتلال في عملية إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال قرب مستوطنة “شافي شومرون”، شرق نابلس، في عملية تبّنتها مجموعات “عرين الأسود”، مُعلنةً إطلاقها اليوم سلسلة “أيام الغضب”، ردّاً على انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى.
واليوم، قالت قناة "كان" العبرية، إنه بعد تقييم جديد للوضع الأمني، سيسمح للمستوطنين باقتحام منطقة قبر يوسف الليلة في نابلس، فيما سيتم إجراء تقييم جديد للوضع الأمني في وقت لاحق.
وعلى إثر ذلك، توعدت مجموعات "عرين الأسود"، التي تنشط في مدينة نابلس، مساء الأربعاء، المستوطنين وقوات الاحتلال بإيقاع الخسائر في صفوفهم، في حال جرى اقتحام منطقة "قبر يوسف".
وأشارت المجموعة في بيان لها، إلى أنها تتابع تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات مساء الثلاثاء في نابلس ومحيطها عند الحواجز والطرق الالتفافية.
في هذا السياق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان، إنّ عمليات المقاومة أصبحت نوعية وخاصة عملية حاجز شعفاط التي قتلت فيها مجندة مساء السبت، وعملية "شافي شمرون" التي قتل فيها جندي مساء الثلاثاء، حيث أربكت تلك العمليات حسابات مكونات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وعاد التفكير من جديد بضرورة عملية عسكرية كبيرة شمال الضفة الغربية، وبشكل خاص ضد "عرين الأسود".
وأضاف أنّ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تعيش حالة إرباك في البحث عن حل، وعاجزة عن تقديم حل جوهري على طاولة المستوى السياسي لوقف موجة العمليات الحالية، ورافضة لاستخلاص العبر بأن الحلول العسكرية لا تجدي أمام إرادة المقاومة الحقيقة.
وبيّن أنّه مع بدء موجة العمليات الحالية أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في شهر آذار الماضي، ما أطلق عليه عملية "كاسر الأمواج" لوقف سلسلة عمليات المقاومة، اعتقل فيها المئات وقتل العشرات، لكنّ النتيجة كانت اتساع دائرة المقاومة.
وقال إنّ التفكير العسكري الإسرائيلي بدأ باتجاه ضرورة الذهاب لعملية عسكرية شاملة في منطقة جنين لاعتقال المقاومين ومصادرة السلاح لكي لا تتسع ظاهرة المقاومة لمناطق أخرى.
غير أنّ ظاهرة المقاومة اتسعت وامتدت لتصل لمدينة نابلس وقراها، واتسعت أكثر لتكون ضد المستوطنين وليس ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي كما هو في مدينة جنين، فنقاط الاحتكاك أوسع في نابلس ومحيطها.
وأضاف، أنّ جيش الاحتلال بدأ التفكير بعملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، أشبه بعملية "السور الواقي" في العام 2022 ولكن بشكل مصغر، غير أنّ التفكير الإسرائيلي تبيّن عدم جدواه لاختلاف الظروف، وتركيبة المقاومة في العام 2022، فتقرر الاستمرار في الاقتحامات والاعتقالات والاغتيالات عبر (عملية كاسر الأمواج)، وإدخال الطائرات المُسيرة على قواعد الإشتباك في الضفة الغربية.
من جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي علاء الأعرج، إنّ الاحتلال يدعي ان الخلية التي نفذت عملية "شافي شمرون"، أمس، وقتلت جندياً، هي نفس الخلية التي نفذت عمليتي إطلاق نار قبل ذلك في حوارة جنوب نابلس، ومحاولتها زرع عبوة ناسفة في محطة وقود بمستوطنة "كدوميم"، القريبة من نابلس، واستدل الأمن الإسرائيلي على ذلك من خلال المركبة التي استخدمت في عملية أمس.
وأضاف أن مجموعات "عرين الإسود" وعملياتها الأخيرة الآخذة في الإزدياد، تسيطر على حديث غالبية وسائل الإعلام العبرية، حيث تشير الصحافة العبرية إلى أنهم مقاتلون جريئون، من كل الفصائل الفلسطينية، لكنهم لا يتبعون في عملهم لفصيل معيّن.
وبيّن أن مقاتلي "عرين الأسود"، بات لديهم جرأة في الخروج من مواقعهم في البلدة القديمة بمدينة نابلس، وتنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية في مناطق بعيدة.
وقال "الأعرج" إنّ المحللين الإسرائيليين باتوا يرون أنّ "عرين الأسود" يمثل إلهاماً للفلسطينيين، وبالتالي لا بد من إنهاء هذه الحالة، عبر عملية عسكرية. بحسب هؤلاء المحليين