رام الله-نبأ-رنيم علوي:
يسعى الاحتلال الإسرائيلي في كل أزمة عالمية، أو إقليمية إلى استغلالها لصالح تفّوقه الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما وأن تقارير الأرقام تتحدث عن رعب ينتظر (إسرائيل) أمام التفوق الفلسطيني في هذا الجانب، وزادت رغبة الاحتلال بالمضي بهذا الملف في أعقاب استمرار الحرب الأوكرانية الروسية، فبدأت التسهيلات لليهود الفارين من الحرب المندلعة في بلدهم ضمن السعي الدائم لحكومة الاحتلال في الحفاظ على "التفوق الديموغرافي" للمستوطنين اليهود على حساب السكان الفلسطينيين.
خطة الاحتلال اليوم تكشف عن محاولات إسكان 12 ألف لاجئ أوكراني و19 ألف روسي في أراضي الضفة الغربية، فكيف ذلك في ظل اختلاف الموازين المسيطر على الضفة الغربية اليوم؟
السياسي فارس الصرفندي يعتقد أن الأراضي الفلسطينية انتقلت لمرحلةٍ جديدة فيما يتعلق بالاستيطان، والتي تتمثل في أن "الاحتلال الإسرائيلي" يحاول كسر ما يعرف بِـ " التفوق الديموغرافي" لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية، وإن فكرة تسكين هذا العدد سيخلق التخلخل الديمغرافي.
وقال الصرفندي لِـوكالة " نبأ" إن "الاحتلال الإسرائيلي" يسعى لإقامة "دولة مستوطنين" في الضفة الغربية،ـ تقوم على أن "للمستوطن اليهودي" حق في في الضفة، وأن أي حل يطرأ على القضية سيكون جزءً من الحل.
واسترسل بالشرح عن كيفية وجودهم جزءً من الحل، قائلاً: “بعد إسكان المستوطن في الضفة الغربية أي حل يطرأ يجب الأخذ بعين الاعتبار أن لهم وجود، أي أن الحل يعني إيجاد " دولة للمستوطنين" في الداخل الفلسطيني أي الأراضي المحتلة عام 1948، أو العمل على تقسيم الضفة الغربية كَـعام 1947".
وصولاً إلى حلٍ ثالث وهو الذي تسعى له (إسرائيل) التبادل السكاني أي أنه مقابل عدم أخذ المستوطن الذي يبلغ عدده في الضفة الغربية نصف مليون إلى الحل، يأتي أن يخرج الفلسطيني من أراضي عام الـ 48 ويأخذ الإسرائيلي كل أراضي المثلث، وبهذا تستطيع (إسرائيل) خلق خطة جديدة وسيطرة أكبر.
في المقابل، المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور علّق على طموحات المستوطنين، بأن لا حدود لها، في ظل تمددهم في " الجيش" والإعلام وهذا ما سمح لهم وضع خطة للقدوم بِـ مليون " مستوطن" وبالتالي هم بحاجة إلى العنصر البشري.
ويعتقد منصور أن استمرار هذا التدفق مرهون بالأزمة بين روسيا وأكرانيا والتي تجعل (إسرائيل) ذات الرقم 1، وثبت عنها في أن الدراسات تشير إلى رغبة المواطن الروسي والأكراني الهجرة إلى أوروبا؛ ولكن طموحات "إسرائيل" ساهمت بوضعهم في الواجهة للقدوم إلى ما تسمى (إسرائيل).