نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

قدّم أبنائه الثلاثة بين شهيد وأسير

من هو المطارد الأول للاحتلال في جنين فتحي خازم "أبو الرعد" ؟

جنين - نبأ - علا مرشود

من عميد في الأمن الوقائي إلى مطارد لقوات الاحتلال وأيقونة للنضال والمقاومة في الضفة، أبو رعد فتحي خازم الذي قدم اثنين من أبنائه شهداء في سبيل الله والوطن.

ولما كان الوصول إلى أبو رعد صعبًا حاولنا الوصول إلى مقربين منه لنتعرف على شخصيته ممن عاش معه وعرفه عن قرب، فتواصلنا في نبأ مع ابنته وعد خازم ونسيبه الشيخ محمود السعدي.

ينحدر فتحي خازم من عائلة لاجئة تعود أصولها لبلدة شفا عمرو في الجليل الغربي شمال فلسطين، وولد سنة 1966 في مخيم جنين وكان من قيادة العمل الوطني في الانتفاضة الأولى.

أصيب ثم اعتقل لدى الاحتلال لما يقارب الـ4 سنوات، شغل منصب عقيد في الأمن الوطني بعد مجيء السلطة ثم أصبح نائب قائدة منطقة جنين في نفس الجهاز، ولا زال الى رأس عمله في السلطة حتى اليوم ويحمل رتبة عميد في الأمن الوقائي.

بعد أن نفذ نجله البكر رعد عملية "ديزنغوف" الشهيرة في نيسان 2022 واستشهد استدعت مخابرات الاحتلال أبو رعد، ولكنه رفض الانصياع قبل أن يسلم الاحتلال جثمان رعد المحتجز، ليتحول منذ ذلك اليوم لأبرز مطلوب للاحتلال في الضفة.

خلال هذه الفترة برزت شخصية أبو رعد الوطنية وبدأ يظهر في الفعاليات والتأبينات وجنازات الشهداء ويلقي خلالها كلمات وخطابات تحمل رسائل تدعو للمقاومة والنضال والتمرد على الاحتلال، ليتحول إثر ذلك لأيقونة شعبية تأثر بها الشباب والأطفال وكل أبناء الشعب الفلسطيني.

يقول نسيبه الشيخ محمود السعدي: "كلماته كلمات نابعة من القلب وهو شخص له حضوره في كل مكان وهذا ما ترك بصمته في قلوب الناس خاصة في هذه الظروف التي تعيشها الضفة ومخيم جنين تحديدًا".

لا أحد يعلم مكان تواجده ولا يمكث في مكان واحد فيتنقل من مكان إلى آخر ليتوارى عن أنظار الاحتلال تقول ابنته وعد: "لا أحد يعلم مكان والدي منذ أن أصبح مطاردًا حتى نحن أبناؤه وبناته لا نعلم أين يتواجد ولا نعرف أخباره".

تفتخر وعد بوالدها الذي أصبح رمزًا يتغنى به الجميع وينتظر حضوره وكلماته في كل مناسبة وطنية فتقول لنبأ: "إذا كان الشعب كله يفتخر بأبو رعد فكيف سيكون شعوري وأنا ابنة هذا الرجل، فخري به لا يوصف".

وعن هذه الشعبية والتأثير الذي حظي به أبو رعد يوضح السعدي: "الشعب يحب أي انسان يحمل نفسا وطنيا، وما ميز أبو رعد تضحيته واستعداده للبذل في سبيل الله والوطن".

قدم أبو رعد اثنين من أبناءه شهداء في سبيل الله، فنفذ رعد عملية في قلب تل أبيب أوجعت الاحتلال قتل خلالها 3 مستوطنين وأصاب 10 آخرين، ومؤخرًا تبين أن عبد الرحمن ساعد شقيقه رعد في تنفيذها وهو من أوصله إلى الفتحة التي دخل منها، وثالثهم أسير لدى الاحتلال منذ عملية "ديزنغوف"، فهذا الدرب الذي سار عليه الأبناء كان قد رسمه له والدهم من خلال التنشئة تقول وعد: "والدي ربانا على الدين أولًا ومخافة الله والعمل في سبيله وربانا بالحب وعلمنا أن نحب بعضنا".

وكالة الصحافة الوطنية