نبأ-رام الله-رنيم علوي:

بين سلواد الماضي وسلواد الحاضر تتوسط المقاومة الشعبية بمختلف أشكالها، فما زالت هذه البلدة والواقعة شرق رام الله تتصدر الساحة الإعلامية في مقاومتها ضد جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، رغم العراقيل التي من الممكن أن تؤثر عليها وعلى محيطها من البلدات، فكيف بدأ تاريخ سلواد النضالي؟ وهل ستصبح سلواد كجنين ونابلس؟

أستاذ التاريخ في بلدة سلواد عوني فارس قال لِـوكالة " نبأ" : " إن مواطني بلدة سلواد انخرطوا في العمل المقاومي المسلح منذ بدايات الاحتلال البريطاني على فلسطين، وشاركوا في محطات نضالية مختلفة، فمثلاً لهم مشاركة في ثورة البراق عام 1929، مروراً بالثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936_1939، بالإضافة إل أحداث النكبة".

واسترسل: " شارك مقاوموا سلواد في المحطات اللاحقة عندما حاول الفلسطينيون استئناف القاومة في الخمسينات وصولاً إلى إنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة بالستينات وبقي انخراطهم حتى هذا اليوم".

وأضاف، ما ساهم في وجود بلدة سلواد داخل هذا الخط، هو الإرث النضالي بحكم أن البلدة واقعة في نقطة حيوية تربط شمال فلسطين بجنوبها، ويطلق عليه " شارع 60"، بالإضافة إلى أنها واقعة على عِدة تِلال كَـ " تل العصور"  وهذا ما ساهم في الإنخراط بالمقاومة الشعبية.

وأردف: " أن بلدة سلواد سطّرت نموذجاً للمقاومة منذ سنين، وبالتالي فهو يشار لها عند الحديث عن بعض المدن والمخيمات المعروفة تاريخياً في المقاومة، ونجدها في كل مواقع النضال، فقد قدّمت نماذج وطنية يحتذى بها في مجال المقاومة المسلحة والمدنية والشعبية وحتى الأسرى ، بالإضافة إلى بناء المؤسسات والعمل النقابي والطلابي، وانخراط أبناء سلواد في الحركة الأسيرة أيضاً".

وعزا فارس، استمرار هذا الطريق النضالي حتى اليوم، إلى وجود روح المبادرة لدى أبناء البلدة، ففي عام 2015 كانت بلدة سلواد مُشتعلة بالمظاهرات والمواجهات وما شابه شارك فيها أبناء البلدة كاملة، وبعد عام الـ 67 كانت صعدت سلواد لِتٌصبِح إحدى المناطق التي تٌشتعل المقاومة ضد الاحتلال فيها".

وأشار عوني، أن القرى المحيطة في سلواد كديرجرير وكفر مالك باتت تقلّدها في المقاومة حتى أنها اصبحت تُشارك البلدة في مقاومتها باعتبار أن البلدة حاضنة للفعل النضالي الذي يرفض الاحتلال.