نابلس – خاصّ نبأ:
"لا ترحموهم .. بحبك إمي"، عبارة خطّها بالدم المقاومان نبيل الصوالحي ونهاد عويص، على جدار المنزل الذي تحصنّا فيه ببلدة روجيب قضاء نابلس، وخاضا لعدة ساعات اشتباكاً مسلحاً عنيفاً مع قوات كبيرة من وحدة "اليمام" الإسرائيلية الخاصة التي حاصرتهما في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء.
كفعل الشهيد إبراهيم النابلسي ووصيته التي أوصى بها رفاقه بعدم ترك السلاح، وحُبّه لأمه، فعَلَ الصوالحي وعويص، إذ كتبا عبارة "لا ترحموهم .. بحبك أمي" بدمهما، الذي نزف بعد إصابتهما بشظايا الرصاص والصواريخ التي استهدفتهما، خلال الاشتباك الذي استبسلا فيه .
واستخدمت قوات الاحتلال في استهداف المنزل المُحاصَر صواريخ "الأنيرجا"، وبعد ساعاتٍ من المقاومة العنيفة، نفدت ذخيرة المقاومان الصوالحي وعويص، ليُعتقلا بعد ذلك.
وخلال العملية العسكرية، وحصار المنزل، أجبرت قوات الاحتلال والد المقاوم نبيل الصوالحي، على المُنادة عليه، عبر سمّاعة من أجل الضغط عليه لتسليم نفسه ورفيقه نهاد، لكنّهما رفضا ذلك، وقاتلا حتى نفدت الذخيرة التي كانت بحوزتهما.
ولم يُكتب للصوالحي وعويص الشهادة التي طلباها، وعبّرا عن ذلك بعد خروجهما من المنزل رافعين شارة النصر، حيث قالا: "سامحونا .. والله ما بدنا نسلّم حالنا بس انجبرنا".
يقول والد المقاوم نبيل الصوالحي، إن ضابط مخابرات اسرائيلي هاتفه وهو في موقع الإشتباك، وسأله إن كان يريد ابنه حياً، فعليه إقناعه ورفيقه نهاد بوقف الاشتباك والخروج من المنزل، وإلا فسيتم تدمير المنزل عليهما.
وأضاف، أنّه دخل إليهما في المنزل المُحاصر، وفاوضهما، كي يقوما بتسليم نفسيهما، لكنّها رفضا، وأكدا له أنهما يريدان الشهادة.
وبيّن والد المقاوم نبيل، أنّ نجله ورفيقه نهاد طلبا منه الابتعاد والخروج من المنزل، لكنّه رفض، وأكد لهما أنه سيستشهد معها إن لم يخرجا من المنزل، وبعد جدال طويل ومحاولات إقناع، قررا الخروج معه من المنزل المحاصر، وقد نفدت ذخيرتهما خلال الاشتباك.
وبعد خروجهما من المنزل رافعين شارة النصر في وجه جنود قوات "اليمام"، الذين كانوا يتمركزون خلف جدران ونوافذ المنازل المحيطة، هتفا بأنهما لم يكونا يريدان الاستسلام، لكنهما أجبرا على ذلك، خاصةً مع استخدام قوات الاحتلال والد نبيل الصوالحي، كأدا للضغط عليهما، ونفاد ذخيرتهما.
وبعد اعتقالهما، تعرضا للضرب والاعتداء من قبل جنود الاحتلال، كما يؤكد والد المقاوم نبيل الصوالحي، ثم بعد ذلك دخلت قوات "اليمام" إلى المنزل لتفتيشه، وعثرت على الأسلحة التي استخدمها المقاومان في الاشتباك.
وأصيب خلال المواجهات العنيفة التي رافقت حصار المنزل والاشتباك مع المقاوميْن، 24 مواطناً بالرصاص، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وبعد انسحاب قوات الاحتلال، تداعى الاهالي والجيران إلى المنزل المُستهدف، ليكتشفوا حجم الدمار الهائل الذي خلفته حوالي 15 – 20 قذيفة "أنيرجا" استهدفت المنزل الذي تحصّن فيه المقاومان .
وتعليقاً على اشتباك المقاومين الصوالحي وعويص، قال الصحفي الإسرائيلي المختص في الشأن الفلسطيني "أوهاد حمو" إنّ مقاومة عمليات الاعتقال الإسرائيلية بالبارود باتت مسألة مقلقة لجيش الاحتلال ومخابراته.
وأضاف أنّ عمليات الاعتقال التي كانت تنتهي بدقائق، تحولت لاعتقالات إشكالية ومعقدة، تشمل استخدام إجراء طنجرة الضغط، إطلاق نار وحتى استخدام الصواريخ، وكل هذا يرافقه حفلات إعلامية. حسب قوله
ويدعي الاحتلال مسؤولية نبيل الصوالحي ونهاد عويص، عن عملية إطلاق نار على مستوطنة "شافي شمرون" الأسبوع الماضي.
وجاء حصار المقاومين نبيل الصوالحي ونهاد عويص بعد ساعاتٍ قليلة، من وقوع عملية إطلاق نار استهدف مركبة للمستوطنين كانت تحاول الوصول إلى قبر يوسف شرق نابلس، ما ادّى لإصابة 2 من أصل خمسة كانوا على متنها.
وتخشى أوساط إسرائيلية من عمليات أخرى ينفذها المقاومون انطلاقاً من نابلس، التي يرى الاحتلال أنها باتت تشكل ومدينة ومخيم جنين "صداعا" كبيراً للأجهزة الأمنية الإسرائيلية .
وتشير الإحصائيات إلى عدد قياسي من عمليات إطلاق النار في الضفة منذ بداية العام، حيث تم تنفيذ 60 عملية إطلاق نار حتى أغسطس فقط، فيما ادعى الاحتلال إحباط 220 عملية أخرى.