نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"انتقلت من شمال الضفة الغربية إلى وسطها"

مختصون لـ"نبأ": الاحتلال ينظر بخطورة إلى ظاهرة توسع الكفاح المسلح

 

رام الله -نبأ- رنيم علوي:

على نهج مسلسل " التغريبة الفلسطينية" حيث الكفاح المسلح، فبَعد انتفاضة الأقصى في أيار العام الماضي باتت المقاومة المسحلة تشكل النموذج الفعلي للفلسطيني، والتي بدأت في الشمال من الضفة الغربية كَـ " جنين ومخيامتها ونابلس"، ووصولاً إلى الوسط حيث رام الله " بلدة سلواد" فكيف يُفسَّر هذا الانتقال؟

السياسي عادل شديد أشار إلى أن توسع المقاومة المسلحة هو نتاج طبيعي لحلّ تراكم عمره أكثر من 20 عاماَ وذلك؛ بعد أن استطاعت " إسرائيل" أثناء اجتياح الضفة الغربية عام 2002 من تفكيك البنية والهياكل التنظيمية لمعظم الفصائل الفلسطينية.

وقال شديد لِـوكالة " نبأ" : " إنه وفي ظل هذا الفراغ المُفكك للعمل التنظيمي المقاومة الفصائلي والانسداد السياسي، بالإضافة إلى استمرار الهجمات الإسرائيلية، أدى ذلك إلى بروز ظاهرة المقاومة المسلحة".

واسترسل: " ما يجري هو نتاج طبيعي لمجموعة من المتغيرات المرتبطة بتفكيك العمل المؤسساتي الفلسطيني التنظيمي،وبقاء الهيمة " الإسرائيلية"، بالإضافة إلى فشل مشروع السلطة وتآكل هيبتها".

ونوّه إلى أن المقاومة المسلحة في بعض المُدن الفلسطينية بالضفة الغربية تؤكد أن السلطة الفلسطينية لم تعد قادرة على ضبط حالة الكبت الفلسطيني والتي انعكست حتى باتت تكسر حواجز الخوف لدى الشعب.

الاحتلال والتوسع المسلح

فمع استمرار هذا التوسع، وبحسب وصف السياسي عادل شديد بأن الفلسطيني كَسر حاجز الخوف، يبقى السؤال، أنه كيف ينظر الاحتلال إلى توسع المقاومة المسلحة في الضفة الغربية؟

يجيب على ذلك، المختص في الشأن "الإسرائيلي" عصمت منصور، قائلاً: " الاحتلال ينظر بخطورة إلى ظاهرة انتشار المقاومين المسلحين، فقد شهدت الضفة الغربية مساء أمس 9 عمليات مقاومية، هذا مؤشر على أن هذه الحالة آخذة في التنظيم؛ لأن كل تلك العمليات نتنج من سهمٍ واحد وهو " سلاح ورصاص"، وبالتالي هذا الطريق يقود إلى القناعة والانتشار جغرافياً وهذا ما يُشكل قلقاً لدى الاحتلال".

ولفت منصور، أن هذا التوسع سيضعف السلطة ويوسع من دائرة المشتبكين مع الاحتلال، وصولاً إلى إحباط مشروع تقليص السلام الاقتصادي والتسهيلات، وأشار أن الاحتلال يرصد هذا الحراك الجديد في محاولة منه لمواجهته دون الاصطدام بالجمهور.

واسترسل:  " الاحتلال يحاول أن يحصر المواجهة مع بؤر الاشتباكات والعمليات وليس مع كل الشعب الفلسطيني؛ لأن كلما زاد الضغط كلما زادت العمليات الشعبية المسلحة".

وصولاً إلى معرفة ما هي المآلات المستقبلية لهذا التوسع، وأسبابه؟

الباحث الأكاديمي والسياسي محمد هلسه، يجيب قائلا: " وجود الاحتلال يستدعي وجود المقاومة، واستمرار وجود الشعب الفلسطيني حياً على أرضه هذا معناه أن المقاومة مستمرة بمختلف الأشكال تبعاً للظروف والمعطيات المختلفة".

وأشار هلسه أن الاحتلال "الإسرائيلي" يتعامل مع الفلسطيني من الزاوية الأمنية ولا يرد أن يخرج ليتعاطى معه؛ لأنه يرى أنه خطر أمني يهدد أمنه وبالتالي لا يريد أن يتعاطى خارج سياق أن الفلسطيني تهديد.

واسترسل لِـوكالة " نبأ": " استمرار الاحتلال في النظر إلى الفلسطيني على أنه تهديد " بالمقع والاعتقال والاغتيال والنفي" أي حشر الفلسطيني في الزاوية هذا يعطي ردة فعل فلسطينية طبيعية في الأدوات المتحاة له، والمقاومة المسحلة هي إحدى خيارته".

وفي أسبابٍ أخرى لتعاظم المقاومة المسلحة، هي غياب الأفق السياسية في السنوات الأخيرة، وفشل مسار أوسلو الوصول لحل يرى فيه الفلسطيني كينونته ودولته، بالإضافة إلى الثمن الذي دفعه الفلسطيني في مسار أوسلو الذي بات أكثر مما يُدفع في مسار المقاومة.

وأردف هلسة : " أن هذا الطريق وضع الفلسطيني في موقف يجعله يرى نفسه بأنه وضع المسؤولية على عاتقه، في ظل وجود غطرسة المستوطنين، وإذاء المجتمع الفلسطيني، بالإضافة إلى جرأة استبحاة الدم الفلسطيني، هذا كلّه أدى إلى أن التجعل الشعب لا يقف مكتوف الأيدي في ظل أن هذه مهمة الأمن الفلسطيني".

نوه، أنه حين فقدت أجهزة السلطة قدرتها على حماية الفلسطيني أُجبر المواطن على رفع السلاح، والتي باتت تظهر على جنين التي خرجت من باب الحزبية وانخرطت في العمل الوطني العام متجازوة القيود التي يفرضها الانتماء الجزبي.

استطرد القول: " فتح وذراعها العسكري كتائب شهدء الأقصى منخرطة في العمل الحزبي علناً بخلاف رغبة السلطة التي لا تريد هذا العمل، واستمرار الاغتيالات أتى على خلفية إدراك " إسرائيل" أن السلطة غير قادرة على اقتحام مخيم جنين ونابلس لإنهاء ظاهرة العمل المسلح".

ومع استمرار الحديث، لفت ضيف وكالة " نبأ" هلسه إلى استفادة فصائل العمل الوطني والإسلامي من تجربة العمل المقاومي في مدينة غزة وغرفة العمليات المشتركة، وكيف جرت الأحداث في معركة سيف القدس، وبالتالي هذا شجّع المقاومة.

وكالة الصحافة الوطنية