نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تحليل عملية القدس.. ضربة أمنية للاحتلال في توقيت حسّاس

القدس – خاص نبأ:

فاجأت العملية التي نفذها المقدسي أمير صيداوي، فجر الأحد، أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، كونها وقعت دون أيّ إنذارات مسبقة حول احتمالية تنفيذها، ناهيك عن أنّ المنفذ نجح في الانسحاب من موقع العملية لساعات، قبل أن يُسلّم نفسه، نتيجة اعتقال ذويه من قبل مخابرات الاحتلال .
واستهدفت عملية إطلاق النار مجموعة من المتطرفين بعد خروجهم من الطقوس التلمودية في باحات حائط البراق، وأدت لإصابة 9 بينهم حالتان خطيرتان .

وجاءت العملية لتثبت فشل كل الإجراءات الأمنية التي تنتهجها حكومات الاحتلال المتعاقبة، تحديداً في مدينة القدس المحتلة، ولتكن العملية الأخطر والأكبر منذ 7 سنوات، وفق الإعلام العبريّ.

ونقلت القناة الرابعة عشرة العبرية عن رئيس قسم العمليات في شرطة الاحتلال قوله إنه لم تكن هناك تحذيرات من العملية، مؤكداً أن قواته متأهبة لاحتمالية تنفيذ عمليات اخرى.  

وعليه، يمكن اعتبار أنّ الهاجس الأكبر الآن لدى أجهزة أمن الاحتلال هو محاولة شبان آخرين "تقليد" عملية "الصيداوي" لتنفيذ عمليات أخرى، خاصة وأن الاحتلال أقرّ سابقاً بفشله في التعامل مع معضلة العمليات الفردية.

كما أن العملية تتزامن وتوقيتا حرجا لرئيس حكومة الاحتلال الحالي يائير لابيد الذي استعرض ما أسماها "إنجازات" خلال العدوان الأخير على غزة، وقد تؤثر عليه قبيل الانتخابات المقبلة، في ظلّ بلورة تشكيل الأحزاب الإسرائيلية التي تنوي خوض الانتخابات في غضون شهرين .

وترجح أوساط إسرائيلية أن تكون العملية مدفوعة بالتطورات الأمنية الأخيرة في الضفة والتي تمثلت باغتيال المطارد إبراهيم النابلسي في مدينة نابلس إلى جانب شهيدين، وكذلك العدوان على غزة والذي خلّف 49 شهيداً وحوالي 400 مصاب.

ويرى محللون أنّ نجاح منفذ العملية في الانسحاب من موقعها، والإختفاء لـ6 ساعات متواصلة، يدلل على انّه بإمكان منفذي العمليات تجاوز الإجراءات الأمنية التي يضعها الاحتلال.

وذكر مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني عماد أبو عواد، إنّ المجتمع الإسرائيلي لا يرى أن وجود "لابيد" أو "نتنياهو"، هو الذي قد يحدّ من العمليات الفلسطينية، حيث يروا أن هناك سياسة أمنية فاشلة، ودولة لا تستطيع حفظ الامن، وتضحي بأمن المستوطن من منطلق أن حكومات الاحتلال لم تجترح إلى الآن اسلوباً جديداً في التعاطي مع الحق الفلسطيني، لأن إدارة الصراع ستبقي الفلسطينيين في النهاية أكثر تمسكاً بالمقاومة.

ويشير إلى أنّ هناك إقراراً إسرائيلياً بالعجز في مواجهة التحدي الأمني الفلسطيني تحديداً في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، مبيناً انّ نظرية "جزّ العشب" الإسرائيلية، تحاول بين الفينة والأخرى ضرب معنويات الفلسطيني، لمنعه من مقاومة الاحتلال، لكنّها نظرية فاشلة.

ويبين أنّ هناك نظرة اسرائيلية تحديداً من سكان منطقة غوش دان التي يبلغ عددهم حوالي 3 ملايين ونصف المليون، يحمّلون فيها المستوطنين المسؤولية عن ما يحدث على الارض، ويقولون إن سلوكهم وسلوك الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة هو ما يتسبب بردة فعل فلسطينية.

وباركت فصائل المقاومة الفلسطينية، عملية إطلاق النار البطولية في القدس المحتلة، وأكدت على أنها رد طبيعي على جرائم الاحتلال، وتصاعد الفعل المقاوم.

وكالة الصحافة الوطنية