نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

أكد لـ"نبأ" أنه قام بذلك حتى لا يسقط حق ابنه بالتقادم

والد الشهيد محمد رداد يرفع دعوى على جامعة النجاح بعد 15 سنة على مقتل نجله

نابلس - نبأ - علا مرشود
في مثل هذه الأيام في نهايات شهر تموز من العام 2007 كان محمد رداد الشاب العشريني يرقد في المستشفى يلفظ أنفاسه الأخيرة التي اختطفتها الأيدي الآثمة، وبعد 15 سنة على استشهاده برصاص الفلتان الأمني داخل أسوار الجامعة توجه الحاج عبد الرحيم رداد والد محمد إلى محكمة صلح نابلس ليرفع مجددًا دعوى على جامعة النجاح.

قال رداد أن ابنه محمد الطالب في كلية الشريعة كان بتاريخ 27 تموز يوليو 2007 داخل محاضرته كالمعتاد حينما سمع صوت اعتداء بعض الشبان مع أمن الجامعة على طالبات الكتلة الاسلامية، الأمر الذي دفعه للخروج والدفاع عنهنّ، لم يحتمل محمد سماع الاعتداء اللفظي على الطالبات فحاول نهي الشبان عن ذلك مما عرضه للضرب والسحل وأخيرًا اطلاق النار من مسافة صفر وفي وضح النهار وداخل الحرم الجامعي. 

وأكد رداد في حديث خاص لـ"نبأ" أن الجريمة سجلت ضد مجهول رغم ارتكابها في وضح النهار وعلى أعين الادارة والأمن والطلاب ووجود عدد من الهواتف المحمولة التي وثقت الحدث بكاميراتها، الا أن ما حدث هو مصادرة الاجهزة من الطلاب وحذف كل ما تم تصويره، وأضاف: "فُتح ملف لقضية جنائية في الشرطة آنذاك وذهبت هناك وطلبوا شهادتي، انا ابني قتل داخل الجامعة وفي وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الادارة والاساتذة والطلاب وفي النهاية لم يقدم أحد أي شهادة لأن الظروف كانت غير طبيعية في تلك الفترة". 

وأشار رداد أنه في ذلك اليوم لم يغلق ملف القضية وترك الدعوى مفتوحة وحمل المسؤلية لرئيس الجامعة آنذاك رامي الحمدلله.

وعن سبب رفع دعوى بعد 15 سنة من الحدث قال رداد أنه عرف أن الحق يسقط بالتقادم على اي قضية يمر عليها 15 سنة وحتى لا يضيع حق محمد بالتقادم جدد الدعوى وقال: "بعد أن مر 15 سنة أصبح من الضروري أن أفعل القضية وتستمر حتى ولو صوريًا وحتى لو لن أحصل حقي". 

وذكر عبدالرحيم رداد أن سببًا آخر دفعه لرفع الدعوى مجددًا هو المراهنة على المصالحة المجتمعية والوعود التي انتظرتها العائلة طوال الفترة الماضية برد الحقوق لأصحابها والتي فشلت وصارت بعيدة المنال. 

وأكد أيضًا على أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها جامعة النجاح في حزيران المنصرم أعاد إلى الأذهان السيناريو نفسه الذي حدث يوم أن قتل محمد وكان من الممكن أن يكون هناك ضحية جديدة وشهيد آخر فيما لو تطورت الأمور وعقب: "من أمن العقاب أساء الأدب، اذا لم يعاقب المعتدون فسيكررون جريمتهم، بالتالي هناك قضية حية لتذكرهم أن هناك قضاء وهناك محاسبة وسيتم ملاحقتهم". 

ولا يتأمل رداد أن تحصل له هذه الدعوى أي حق فالمحكمة تصدر يوميًا احكامًا لا تنفذ ويضيف: "قبل فترة قريبة جدًا قتل نزار بنات، ولا زالت قضيته لا تحرز اي تقدم ولكن نأمل أن تحسن ادارة الجامعة سجلها واسلوبها مع الطلاب وغيرهم".

يذكر أنه قبل أيام وعلى خلفية أحداث جامعة النجاح الأخيرة تعرض الدكتور ناصر الشاعر لمحاولة اغتيال وخطف من قبل بعض المنتسبين لأمن الجامعة من بلدة كفر قليل خلال تواجده فيها لحضور خطبة أحد الأسرى المحررين، والذي كان له الدور البارز في محاولة الاصلاح بين الطلبة وادارة الجامعة ورد الظلم الواقع عليهم نتيجة تغول الأمن.

وكالة الصحافة الوطنية