نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

رفيق العياش والسلمان..

بالصور أشرف الواوي... من الأسر إلى الحرية ثم العودة إلى سجون الاحتلال

نبأ – رام الله – رنيم علوي

مطارد، ثم أسير، ثم محرر، وعودة إلى الأسر مرة أخرى، رافق العياش في طريقه النضالي، نفذ عملياتٍ بطولية، حكم عليه مدى الحياة، وخرج في صفقة وفاء الأحرار، وثم أعيد اعتقاله ليتجدد حكم المؤبد مدى الحياة عليه.

الأسير المحرر الأسير أشرف غازي الواوي "49 عاماً" من قرية بلعا قضاء طولكرم، أول مطارد قسَّامي في منطقته، شارك في تنفيذ عملية دير بلوط عام 1993 التي أدت إلى مقتل جنديين، وقبيل الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار حاول انتزاع حريته من سجن عسقلان.

أشرف على لسان شقيقه ساهر

يستذكر الشقيق الأصغر لأشرف، ساهر الواوي قائلاً إن أشرف كان مقبلاً على العمل في داخل ما تسمى " إسرائيل" تحت مسمى "عمال الداخل المحتل" وفي ذات الأيام حدثت مناوشة بينه وبين المسؤول عنه في العمل " مستوطن" ومن شِدة المناوشة انتهت بضرب أشرف لذلك المستوطن.

ومن هذا الطريق بدأت قصة الأسير أشرف، إذ أنه بعد ضربه لِذاك المستوطن اصبح مطارداً، يتنقل من مكانٍ إلى آخر حتى قاده قدره لأن يتعرف على الشهيدين يحيى عياش وشاهر السلمان في مدينة نابلس ويبدأ طريقه معهما لمدة عامٍ ونصف.

يكمل ساهر الواوي حديثه بأن شقيقه شارك السلمان في عملية دير بلوط، وما إن انتهت هذه العملية في أيام حتى اعتقل أشرف على إحدى طرق المدينة عن طريق أصدقائه، وأخذ حكما مدى الحياة.

وأشار، ساهر إلى أن هذا الحكم غير منطقي وأدّى لردود فعلٍ صادمة عند النطق به، واستذكر مثالاً مع الصليب الأحمر، قائلاً: " عندما أذهب إلى الصليب الأحمر فإن الموظفين يدخلون في حالة الاستغراب متسائلين أي حكم هذا، مدى الحياة!".

ومع استمرار الحديث وصل ساهر إلى عام 2011، عندما صدر القرار بالإفراج عن شقيقه في صفقة وفاء الأحرار، والتي هدفت إلى تبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية " حماس" والاحتلال الإسرائيلي على خلفية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

" خرج الفرح أخيراً"

ووصف ساهر خروج أخيه بصوتٍ يلمؤه الحزن قائلاً " خرج الفرح وأخيراً" وما أن تم الإفراج عنه حتى تزوج وأنجب " أميرة اسماها عيناء" وأمضى في أحضانهم سنتين، عاش بين العائلة الأفراح والأعياد وأصغر التفاصيل.

من هو أشرف في عيون ساهر؟

" أشرف الأخ الأكبر بين أخوته، عنده 3 أميرات، اثنتان منهن رزق بهن عن طريق النطف المهربة بعد إعادة اعتقاله، يقول ساهر، "هذا أخوي الكبير بعتبره زي أبوي، والواحد ما بكون ناقصه إشي لما يشوف أخوه بضحكله، كانت أحلى أيام معه".

 غياب أشرف ترك أثراً كبيراً في قلب العائلة فأخواته انتقلن إلى حياتهن المستقلة في غيابه، أقاربه باتوا اليوم تحت التراب وهو ما زال غائب، إلا أنه وبحسب شقيقه فإن غيابه كان أقل من حضوره ففي كل المناسبات والأتراح أشرف ترك بصمته من خلال عائلته وتوصياته لهم وعبر منصات التواصل الاجتماعي، فقد كان يطلب من شقيقه ساهر أن يتكلم عنه باسمه ويبارك باسمه، ويعزي باسمه.

انتقالاً من العائلة إلى القرية التي يقطن فيها، ألسنة المواطنين شهدت بطيبة قلب المحرر الأسير، طيّب الذكر، هو دائماً على ألسنة أهل بلدته في جملة " فك الله أسره" عاش مع أهل قريته أجمل الأيام، حتى في يوم اعتقاله قُلبت القرية رأساً على عقب " جُنَت" فقد كان اعتقاله غير متوقع.

الاتفاق اتفاق

واستنكر ساهر لِـوكالة " نبأ" إعادة اعتقاله، قائلاً " إن الاتفاق اتفاق، وأن يعاد اعتقال أخي بعد سنتين ماذا يسمى هذا؟ واسترسل يتساءل، لماذا هذه الصفقة التي قادت إلى خروج أسير ثم يتزوج ويرزق في ابنه وبعدها يعاد اعتقاله؟

قهرٌ يتلوه قهر ساهر هزمه قهره أمام الكلمات، توقف عن الحديث، ثم تابع يقول: " مش قادر احكي لأني أنا مقهور على اللي صار لليوم، أنا مش عارف شو ممكن اعمل وينتا ممكن أشوفه، لا تصاريح بطلعلنا ولا حتى سماح بالزيارة".

وأضاف الواوي، أن أشرف حصل وهو السجن على شهادة بكالوريس بالصحافة والإعلام، وصولاً إلى الماجستير أيضاً، وحافظاً للقرآن الكريم، واستمر بالقول أن اشرف يحلم بأن يصبح صحفياً معروفاُ. 

وأشار ساهر، إلى أنه منذ 8 سنوات، لم يرى اتصالاً إلا من وكالة " نبأ"، قائلاً: " لا تلفزيون ولا وكالات حاولت الحديث عن أشرف" وإن اتصال "نبأ" شكل جرعة أملٍ له من أجل الحديث عن الأسرى ككل".

ويذكر أن، نادي الأسير الفلسطينيّ، أشار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتقال 49 من محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، وهم من بين نحو 70 أسيرا أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، ولاحقا أعاد لنحو 50 منهم أحكامهم السابقة، وغالبيتها بالسّجن المؤبد بالإضافة إلى سنوات.

وأضاف نادي الأسير في الذكرى الثامنة على إعادة اعتقالهم، إنّ ما تعرض له أسرى صفقة "وفاء الأحرار"، كان من أخطر الإجراءات التي نفّذها الاحتلال بحق أسرى جرى تحريرهم عبر عمليات تبادل، وكان من الواضح أن الاحتلال اتخذ منهم رهائن لأهداف سياسية. مستندا على قانون تعسفيّ أقره خصيصا لهم، ونفّذه عبر ما تُعرف بلجنة الاعتراضات العسكرية التي أُنشأت للنظر في قضاياهم.

وكالة الصحافة الوطنية