القدس -نبأ – إسلام عمارنة
ضمن الخطوات العملية لتسليط الضوء على قضية المبعدين عن المسجد الأقصى المبارك، دعا نشطاء فلسطينيون لحملة بعنوان (مرابطون رغم الإبعاد) لصلاتي الفجر والجمعة، دعماً ونصرة لقضية المرابطين المبعدين المهمشة.
إحياء حملات الفجر العظيم
المرابطة المبعدة عن المسجد الأقصى هنادي حلواني، قالت في مقابلة خاصة مع "نبأ"، إن الحملة تهدف لاستمرارية الدعوات لإقامة وإحياء الفجر العظيم في المساجد في فلسطين وخاصة المسجد الأقصى، لأهمية الرباط والصلاة فيه وفي المساجد.
ودعت الحلواني المبعدين للتوجه لأبواب المسجد الأقصى والرباط على أبوابه، والوقوف أمام أقرب نقطة إلى المسجد، تأكيداً على حقهم في الصلاة والعبادة، وعدم الخضوع لقرارات المحتل.
وأضافت: "نريد إيصال رسالة للاحتلال، بأننا لن نخضع أو نستسلم، ولن نأخذ قرارات الإبعاد ونجلس في بيوتنا".
ووجهت رسالة أيضا لكل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى ولا يصل إليه "ويترك هذا الشرف العظيم"، بأن هناك من هو مبعد عن المسجد لكنه لا يترك الرباط على أبوابه في كل لحظة وكل حين، حتى في صلاة الفجر".
أما المرابطة منتهى أمارة من بلدة زلفة بالداخل المحتل وهي مبعدة أيضاً عن المسجد الأقصى، فقالت إن "حملة الفجر تقود إلى فجر النصر، وهي شحذ الهمم والإيمان للعودة اولآ الى عز المسلمين من خلال إقامة الفجر والصلوات في المسجد الأقصى وإحيائه بالمصلين".
ولفتت الى أن سياسة الإبعاد دلالة قاطعة على أنهم اصحاب المكان وأصحاب الحق، فرغم الإبعاد يأتوا ويصلوا أمام الأبواب، "لأن كل المكان هو لنا وأجر الرباط في داخله وخارجه واحد".
دعوات لوقفة جادة مناصرة للمبعدين
"يجب أن يصبح التضامن مع المرابطين ليس فقط من المبعدين أنفسهم، بل من عامة الناس"، هكذا بدأت المرابطة المبعدة رائدة اسعيد حديثها مع "نبأ".
وأضافت: "أن يبعد أي مسلم عن مسجده فهذا ظلم، ليس من حق أحد أن يبعد المسلم عن صلاته ومكان عبادته، يجب أن يكون هناك وقفة حقيقية وجادة مع المبعدين من غير أي سبب ولا تهمة، حيث نسمع دائما ذات الحديث والاتهامات".
ماذا يعني التكبير؟ لماذا يخافون من التكبير؟
تتساءل المرابطة رائدة اسعيد، مستنكرة هذه التهمة التي يفتخر بها المرابطون، وتتابع: "يتم إدخال المستوطنون للمسجد الأقصى ويقولون لك لا تقترب منهن! السؤال لماذا يدخل المستوطنون على المسجد؟ هم يأتون إلينا ، ولسنا نحن من يذهب إليهم! يتم تسليمنا استدعاءات على أبواب المسجد، وقبل أسبوعين، استلمت استدعائين في اليوم ذاته!"
وأوضحت سعيد أن الحملة ضرورية جداً، وتتمنى أن يستجيب الناس، لأن أعداد المبعدين تزداد كل يوم، وهناك أعداد كبيرة تم إبعادها غير معروفة.
"أنا أبعدت مرات كثيرة عن المسجد، وبشكل دوري ومستمر! في محاولة لجعل الابتعاد عن المسجد أمر اعتيادي، "هذا شيء كارثي وغير ممكن، اليوم أبعدوني أنا، غداً سيبعدونك أنت وغيرك، وهكذا دواليك، يبدأون بنا، ويكملون على الآخرين".
وختمت حديثها بالقول: "أشعر في قلبي بغصة كبيرة، كلما مررت من المسجد الأقصى وأنا مبعدة، فأنا ابنة القدس وبلدتها القديمة، ترعرعت ودرست في مدارسها".
الحاجة الستينية نفيسة خويص أكدت أنها كمرابطة مبعدة بحاجة الى من يدعمها ويدعم المبعدين ويقف معهم وقفة جادة.
"أبعدت في عام 2020 لمدة سنة كاملة! لا أحد يقف معنا ويسندنا، فالمسجد الأقصى ليس لنا فقط، وإنما لكل مسلم موحد، فيجب على الجميع التضامن والوقوف معنا".
وأكدت على أنها تريد فقط الدخول للأقصى دون قيود، "وقفت بجانب الناس الداخلة للمسجد وقلت لهم أدخلوني وذرفت دموعي، أقف طول الوقت في طريق المجاهدين وأحياناً أكون وحيدة، ويبقى جنود الاحتلال يراقبوننا ذهابا وايابا".
ونوهت إلى أنهم بحاجة لحملات دائمة لمساندة المبعدين والوقوف معهم من خلال شتى الطرق، الاعتصام في القدس ويوم الجمعة في أماكن مختلفة، لأن السكوت -حسب رأيها- يزيد الوضع سوءا وتزداد غطرسة وتنكيل الاحتلال بالمبعدين.
وقالت والغصة تملأ قلبها: "يريدون التحكم بنا بشكل أكبر، طلبوا مني الحضور لمركز لمسكوبية الاعتقالي لاستلام ورقة تحدد الأماكن التي أمشي فيها، وأسماء الشوارع! يراقبون تحركاتنا وسكناتنا من دون رادع".
وبينت أن إبعادها عن الأقصى ينتهي في شهر كانون الثاني من السنة القادمة! "وممكن أن يتجدد فهو كأمر الاعتقال الإداري! ويهدوننا بالحبس لمدة ثلاث سنوات في حال دخلنا المسجد أثناء الإبعاد ودفع مبلغ مالي باهظ".
وأنهت حديثها بقولها: "كل هذا هدفه ابعادنا عن المسجد وطردنا من البلاد، ولكني قلت لهم، والله لو قطعتموني إرباً، لن أبعد عن أبواب المسجد الأقصى".
أما المرابطة المبعدة عايدة الصيداوي فقالت إن المرابطين أثبتوا لكل العالم أنهم خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وأن الله اصطفاهم للرباط فيه والتضحية من أجله، إلا أن الاحتلال الظالم يبعدهم عن مسجدهم.
وأضافت: "نناشد كل أحرار العالم وكل إنسان موحد، ونناشد كل إنسان يدافع عن قضية الأقصى أول القبلتين وقضية المسلمين، بأن لا يتركونا لوحدنا، ولهذا الاحتلال الظالم، ويساندونا بأضعف الإيمان، ينشروا قضيتنا حتى عن بعد".
وأضافت والدمعة في عينيها: "والله إن العين لتحزن، أنا أسكن عند أحد أبواب المسجد الأقصى، والله إني لأذرف دمعي، الكل رأى كيف تم رشي في مسيرة الأعلام بغاز الفلفل، ضربوني واعتدوا عليّ".
وبينت كيف أنها ترى اعتداءات الاحتلال على المرابطين داخل المسجد الأقصى وهي تبكي في بيتها عاجزة عن الدخول للمسجد، "توجهت لباب العامود لألبي نداء المسجد الأقصى المبارك وألبي نداء باب العامود".
وأخيرا، وبكل جوارحها قالت إن الروح تهون فداء الأقصى والشكوى الى الله فقط، فالرباط آية من القرآن في آخر سورة آل عمران: " ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ [آل عمران: ٢٠٠]
"أرض المحشر والمنشر، فالأقصى سيبقى هو الأقصى، كم من احتلال جاء وزال، والله عز وجل سيسخر ناس أقوياء أنقياء أتقياء بقلوب طاهرة متوضئة، لتحرير هذا البيت من الاحتلال".