نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

أعدمها جندي بدمٍ بارد..

غفران وراسنة.. الصحفية التي تمنّت أن تكون مثل شيرين أبو عاقلة فلحقت بها شهيدةً

الخليل – خاصّ نبأ:

"كانت أمنيتها أن تكون مثل الإعلامية خديجة بن قنة والمراسلة الشهيدة شيرين أبوعاقلة"، كانت هذه هي الأمنية التي كشفتها والدة  الصحفية الشابة غفران وراسنة (31 عاما)،  التي أعدمها بدمٍ بارد جنود الاحتلال صباح اليوم عند مدخل مخيم العروب، شمال الخليل.

رصاصةُ جنديّ إسرائيلي، أنهت الحُلم الذي كانت تسعى الشهيدة "وراسنة" للوصول إليه، وهي التي لم يمضِ على استلامها عملاً جديداً في إحدى الإذاعات المحلية في مدينة الخليل، سوى 3 أيام، وكُتب لها أن ترتقي شهيدةً وهي متوجهة إلى مكان عملها صباحاً.

تقول والدة الشهيدة "غفران"، إنّ ابنتها خريجة تخصص الإعلام من جامعة الخليل، وكانت تجتهد وتسعى للحصول على عمل إعلامي، تستطيع من خلاله أنّ تفضح جرائم الاحتلال بحقّ أبنائها شعبها، لكنّها لم تكن تعلم أنّها ستقضي يوماً ما برصاص جندي إسرائيلي مجرم، وبدلاً من أن تنقل الخبر، تكون هي الخبر.

وتوضح أن الشهيدة، خرجت عند السابعة والنصف صباحاً من المنزل، متجهةً إلى عملها الجديد في مدينة الخليل، لكنّ رصاصات جنود الاحتلال المتمركزين عند مدخل مخيم العروب، كانت أسرع إليها –بدون مبرر يذكر- .

وبعد إطلاق النار على الشهيدة، منعت قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف الفلسطينية إليها، إلا بعد نحو 20 دقيقة، وجرى نقلها للمستشفى الأهلي بالخليل، إلا أن الطواقم الطبية لم تتمكن من انقاذ حياتها.

من جهته، قال  خال الشهيدة وراسنة، إنّ الجنود أطلقوا النار على "غفران"، دون أن يكون هناك أي مواجهات أو احتكاكات في المنطقة، ما يؤكد أنّ ما حدث معها إعدام ميداني بشكل واضح، خاصةً وأن المكان الذي استشهدت فيه شهد إعدام أكثر من شهيد .

وينفي خال الشهيدة أنّ تكون حاولت تنفيذ عملية طعن، وهي الرواية التي ساقها الاحتلال لتبرير جريمته، بدليل أن إطلاق النار عليها كان من جندي يتواجد داخل غرفة محصنة، وبعد ذلك، سُحب جثمانها إلى جانب الغرفة، ولم تكن تحمل أي أداة حادة.

ووثق أحد المواطنين بمقطع فيديو، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الجندي القاتل، بعد الجريمة فوراً، وقد بدا مرتبكاً خلال حديث المواطن إليه.

وأشاد زملاء الشهيدة وأساتذة لها في جامعة الخليل، بجدّها واجتهادها، وأخلاقها حيث قال عنها المحاضر في جامعة الخليل بقسم الإعلام سامر ارويشد: "كان لي قدر أن أكون محاضرا فيها في قسم الإعلام حيث درست رحمها الله، أذكر جيداً اسمها حتى صباح اليوم، كانت هادئة خجولة وعندها شغف الصحافة بشكل كبير، كل محاولاتها كانت تنجح ولو بعد حين في أن تظهر أمام الكاميرا، أذكر أنها ضجرت من ملاحظاتي حول تقريرها الذي انتشر اليوم على "فيسبوك" والذي أنتج في آخر فصل جامعي لها، حتى أنها أعادت تصويره مرات ومرات، وكذلك الختام الذي ظهرت فيه، لكنها كانت في حينها سعيدة جدا أنها أنجزت أول تقرير لها في حياتها التي انتهت صباح اليوم برصاص الفجأة من جندي خائف، رحمها الله وصبر أهلها".

واعتدى جنود الاحتلال على موكب تشييع الشهيدة غفران وارسنة لدى وصوله مدخل مخيم العروب، قادماً من مستشفى الأهلي في الخليل، وحاوا الجنود منع عبور الموكب من خلال المدخل الذي أُعدمت فيه الشهيدة، وأطلق الجنود ة قنابل الغاز والصوت تجاه المشيعين، الذين نجحوا رغم ذلك في تشييع الشهيدة، ومواراتها الثرى في مقبرة المخيم.

وكالة الصحافة الوطنية