نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

عندما تصبح أمنية الشخص العيش في مدينته!

الاحتلال يمهل مراد عباسي 14 يوماً للخروج من مدينة القدس

القدس – نبأ -إسلام عمارنة 

ولد وترعرع في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ودرس في مدارسها، وفجأة يقرر الاحتلال طرده منها بدون سابق إنذار، المقدسي مراد غازي العباسي (42) عاماً ولديه ستة أطفال، بات خائفا على حاضرهم، أكثر من مستقبلهم.

يروي مراد قصته لـ"نبأ"، وكيف قرر الاحتلال طرده من المدينة بشكل نهائي، " في 2015 حصلت على لم شمل بشكل عادي، بدأت قصتي منذ شهر أكتوبر من العام 2021، حيث تابعت القضية في البداية مؤسسة "سانت إيف" الحقوقية، ولكن ما تسمى بالداخلية رفضت القضية، وأبعدتني عن المدينة لمدة 14 يوما".

في التاسع عشر من الشهر الجاري عُقدت محكمة أخرى، واستأنف مراد القرار الجائر ووكّل محامٍ لمتابعة القضية، "دخلنا على  الجلسة والمحامي أدلى بكل ما لديه، ولكن القاضي قال بأن الملف سري ويمنع الاطلاع عليه، وغاب القاضي ليحكم علي بشكل فجائي بعد عشر دقائق، من غير ما أتفوه بكلمة واحدة، ومنع المحامي من الاطلاع على المعلومات". 

وأوضح مراد عن سبب منعه من المكوث في القدس على الرغم من أن لديه ورقة حسن السيرة والسلوك، "السبب أنهم جهزوا لي ملف سري.. تفاجأت بالموضوع، وقالوا إن وجودي في القدس خطر على أمن الدولة وعلى الأمن القومي وعلى السلامة العامة".

ووصف  القرار بقوله: "هذا قرار جائر تعسفي، بالنسبة لي لا يوجد أي معلومة أو دليل لرفض لم الشمل، كثير حطيت محامين ودفعت مبالغ لأعيش حياتي، ولكن للأسف بتفاجأ بقرار سريع جداً، وصارت الشغلة كأنها فرض، ولازم أمشي بالقرار".

وفرض الاحتلال عقوبات على مراد في حال لم يلتزم بالقرار، منها السجن، وفرض غرامة على أي شخص يقوم بمساعدته بقيمة خمسة آلاف شيكل، "اذا أجو على البيت فجأة ولقوني قاعد مع اولادي بغرموهم وبدفعوهم مصاري" 

ولفت مراد الى أنه اذا لم يتم التراجع عن القرار فإن العائلة ستبقى مشتتة، "لدي ستة أولاد، منهم من يدرس في الجامعة، وولد توجيهي، وأطفال في المدارس، حياتنا كلها هنا في القدس، لا يوجد لدي بيت ولا عمل في الضفة، ماذا سأفعل؟".

ويأمل مراد أن تنحل القضية في أقرب وقت ممكن، لأنها "مصيبة كبيرة"، وستنقلب حياته رأساً على عقب، خاصة من ناحية الأولاد والأهل.

"المنطقة كلها مستهدفة .. لست أول شخص ولا آخر شخص يحدث معي هذا، كل قراراتهم لن رح تأثر فينا، لقد فرض علينا واقع ولا مجال إلا لأن نرضى به".

ونوه مراد، الى أن المحكمة العليا تطلب كفالة للقضية، وهذا يتطلب مبلغا كبيرا من المال، ولا يضمن قبول الكفالة، "حاطين اسمي على أعلى مستوى لرفض لم الشمل، القضية معقدة، غير مبنية على شيء، أنا غير مستوعب القرار الذي أقروه".

وختم بأمنيته بالعيش بسلام، "رغم كل الي بصير فينا احنا مرابطين في الارض.. ونتأمل أن الامور تفرج بإذن الله، أمنيتي واحدة فقط، أن يرجع تصريحي وأعيش في القدس، لا أنظر لشيء بعيد ولا لقريب، ورقة فقط ممكن أن تقلب حياتي".

ويستهدف الاحتلال منطقة عين اللوزة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، كغيرها العديد من أحياء مدينة القدس، من هدم للبيوت وتشتيت للعائلات، عدا عن طرد الأهالي من المدينة بشتى الوسائل.

وكالة الصحافة الوطنية