القدس - نبأ- إسلام عمارنة
أظهرت مشاهد قمع مسيرة تشييع الصحفية شيرين أبو عاقلة بمدينة القدس حجم الأزمة التي يعيشها قادة الاحتلال على أعلى المستويات. لكن، لماذا قمع الاحتلال جنازة شيرين؟ مع أنها تعمل بفضائية معروفة دولياً.
الصحفيّ محمد خيري المتابع للصحافة العبرية قال إن لدى الاحتلال قضية أهم من صورته الملطخة بالدماء أمام العالم، "فرض السيادة، أزمة السيادة لدى الاحتلال في القدس، ما يريده أن يثبت سيادته في المدينة بأي شكل من الأشكال عبر افتتاح سفارات أجنبية أو مسيرات أعلام، أو عبر قوانين والضغط على سكان المدينة المقدسة واقتحام المسجد الأقصى كل يوم.. رغما عن الشعب الفلسطيني".
أما السبب الثاني من وجهة نظر خيري، فهي المعارضة الإسرائيلية التي تمثلها أحزاب اليمين، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، الذي اتهم الحكومة بأن موقفها ضعيف أمام قتل شيرين أبو عاقلة، فكيف ستكون ردة فعل هذه الأحزاب عندما تكون الأعلام الفلسطينية تملأ سماء القدس؟"
وأضاف أن الأحزاب اليمينية لن تسمح أن يمر ذلك مرور الكرام، "فهي التي تحاول أن تنفذ كل شهر مسيرة أعلام في مدينة القدس، وبمجرد رفع الأعلام بالنسبة لها فهو فرض سيادة غير سيادتها على المدينة".
وبين أن ذلك "يدل على أن هناك أزمة سيادة حقيقية داخل المدينة، فلا تريد الحكومة أن تأثر جنازة أو مسيرة للفلسطينيين على سيادتهم".
هَوَس رفع علم فلسطين
وذكر خيري بعض النماذج المعارضة لرفع علم فلسطين في الصحافة العبرية؛ "قبل فترة نشر كاتب إسرائيلي في صحيفة معاريف العبرية، يعكس من خلاله رؤية الإسرائيليين لرفع العلم الفلسطيني في القدس، علم واحد فقط، يقول بشكل صريح يجب تشريع قانون خاص في الكنيست لمنع رفع الأعلام الفلسطينية وتجريم رفعها، لماذا؟!"،
فهو يرى بأن رفع الأعلام الفلسطينية هو اعتداء صريح على ما يسمى بالسيادة الإسرائيلية، السيادة تساوي العلم، والعلم يساوي السيادة عند الإسرائيليين، وهذا أمر خطير جدا وحساس بالنسبة لهم.
وأردف: "أما رئيس بلدية اللد فأصدر بيانا ضد الحكومة الصهيونية وقال بصريح العبارة، عار على الحكومة الإسرائيلية أن يرتفع علم فلسطين في اللد، لأن الفلسطينيين خرجوا بمظاهرة بمناسبة مرور سنة على
أحداث اللد وما جرى من حصار وقتل وتضييق، ورفعوا علم فلسطين بشكل بديهي لأنهم فلسطينيين".
ونوه الى أن رئيس بلدية اللد يعتبر ذلك اعتداء على احترام سيادة الاحتلال في مدينة القدس، "فهذا لا يمثل نفسه بل يمثل قطاع كبير من المستوطنين المتطرفين، الذين سيشكلون معالم حكومة الاحتلال المقبلة".
ولفت خيري الى أنه حتى اليوم غير واضح أيضا إذا ما كان رفع العلم الفلسطيني في القدس وفي أراضي 48 أمر غير قانوني؟!
"ما تسمى بالمحكمة الإسرائيلية العليا قالت بقرار إن رفع العلم الفلسطيني قانوني، ولكن الشرطة الإسرائيلية والأجهزة المتنفذة لا تلتزم بالقرار، مثلا في الآونة الأخيرة اعتقل خمسين فلسطينيا، بتهمة رفع العلم الفلسطيني، من بينهم ثلاثة وأربعين شخصا قدمت بحقهم لوائح اتهام، هذا دليل واضح على أزمة اخل المؤسسات التشريعية والتنفيذية داخل إسرائيل وعلق عمق الخلافات فيها أيضا".
وأكد أن هناك أزمة سيادة حقيقية وأن الأطراف داخل "اسرائيل" غير متفقة ولا تعرف كيف تنفذ هذه السيادة ولا كيف تبرهن على أرض الواقع على مدار أكثر من سبعين عاما تحت الاحتلال، واضح أن هناك مشكلة؛.
"قبل سنتين تقريبا دعا عضو من أعضاء بلدية القدس لتكثيف خروج المسيرات المحملة بالأعلام الإسرائيلية، لماذا؟ هو يرى أن رفع العلم الإسرائيلي في البلدة القديمة وبجانب سور المسجد الأقصى هو أكبر دليل على السيادة الإسرائيلية، وقال بصريح العبارة "إن رفع الأعلام الإسرائيلية على السيارات التي تطوف شرقي القدس بين أحياء العرب هناك، هو الأمر الوحيد الذي من خلاله تستطيع شرطة الاحتلال وكل مؤسساته أن تثبت السيادة وأن تحتوي كل الأزمات في مدينة القدس".
وختم محمد قوله "دولة مفضوحة في قتل إنسان، كيف لها أن لا تحتل جنازته؟ في النهاية أصحاب القدس، هم القادرين على أن يثبتوا لمن هذه البلد".