سلفيت – خاصّ نبأ:
شكلت عملية مستوطنة أريئيل قرب سلفيت شمال الضفة المحتلة، مساء الجمعة، ضربةً قوية للجهود الأمنية التي سعى من خلالها جيش الاحتلال لإحباط أيّ عمليات للمقاومة، تحديداً مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وجاءت لتثبت فشل إجراءاته العسكرية المفروضة في الضفة منذ سلسلة العمليات الأخيرة التي أوقعت 14 قتيلاً اسرائيلياً.
وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي خالد معالي لــ"نبأ"، إنّ العملية تعتبر خرقاً كبيراً جداً، للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، حيث أنّ مستوطنة أريئيل التي يتعامل الاحتلال معها على أنّها مدينة وليس مستوطنة، وبها جامعة باسمها، من أكثر المستوطنات تحصيناً وإجراءاتٍ أمنية على مدار الساعة.
وأكد أن العملية صفعة قوية على وجة الاحتلال، سيّما مع نجاح المنفذين في الانسحاب من المكان بعد قتلهم حارس امن المستوطنة، من مسافة صفر، وبجرأة كبيرة، وثقتها كاميرات المراقبة التي تنتشر في الموقع .
وبيّن أنّ بعض الأصوات الإسرائيلية في الكنيست الإسرائيلي دعت إلى عزل قيادات أمنية قبل عملية مستوطنة أريئيل، في أعقاب العمليات الأخيرة، لتأتي هذه العملية لتزيد الضغط على حكومة الاحتلال الهشة، التي من المتوقع أن تنهار، لفشلها في وقف سلسلة العمليات التي نفذها مقاومون فلسطينيون خلال الاسابيع الماضية، لافتاً إلى أنّ نتائج هذه العمليات سنراها لاحقاً.
وعن جرأة المنفذين في تنفيذ اطلاق النار من مسافة صفر بهدوء وسلاسة، يرى "معالي" أنّ ذلك دليلاً على حملهم عقيدة قوية في أحقيتهم بمقاومة الاحتلال، وأنّ منظومة الاحتلال التي بُنيت عليها أسطورة كبيرة جداً، عبارة عن "نمر من ورق"، يمكن لشاب أو اثنين اختراقها بكل سهولة .
وعن أهمية مستوطنة أريئيل التي وقعت العملية عند مدخلها، قال "معالي" إنّ هذه المستوطنة هي الثانية التي زرعها الاحتلال في الضفة الغربية بعد مستوطنة "ألون موريه"، بعد زيارة الرئيس المصري السابق "السادات" لكيان الاحتلال عام 1978، وهي مستوطنة كبيرة، ويوجد فيها جامعة بها 25 ألف طالب، وهي مزودة بتقنيات حماية أمنية.
وأشار الى أنّ الاحتلال يريد ربط مستوطنة أريئيل بمدينة تل أبيب، عبر سكة حديد، لأن وزير جيش الاحتلال سابقاً افيغدور ليبرمان، قال عنها "شرفة تل أبيب"، كما قال مسؤولون إسرائيليون إنّه لن يتم التخلي عنها في أي مفاوضات نهائية .
وتسيطر مستوطنة أريئيل مع 25 مستوطنة أخرى، كشريط استيطاني ممتد من حاجز زعترة (جنوب نابلس وشرق سلفيت وشمال رام الله) حتى كفر قاسم في الأراضي المحتلة عام 48، وبالتالي يركز الاحتلال على هذا الشريط للتوسع الاستيطاني، وسبق أن أعلن عن قرار ببناء مئات الوحدات الإستيطانية الجديدة فيها .
وبعد العملية، أغلقت قوات الاحتلال غالبية قرى وبلدات سلفيت، واقتحمت المدينة، في إطار البحث عن منفذي العملية، كما صادر جيش الاحتلال مركبة محروقة في منطقة تقع بين شمال سلفيت وجنوب قلقيلية، يشتبه في انها المركبة التي نفذت بها العملية.