القدس .نبأ. نواف العامر.
يرى مقدسيون أن الأمل يحتشد في عيونهم عبر جيش ينتشر في أحياء وطرقات المدينة المقدسة وسلاحه هذه المرة يمثله اللحن الثائر والكلمة الغاضبة لتلتقي في توأمة الحال والمقال مع قطاع غزة الذي ترنو عيونهم نحوه.
هدير الكلمات المغمورة بالحماسة كانت على موعد مع هتافات تطلقها حناجر عشرات الألوف في ساحات الأقصى وبواباته في أيام الجمع الرمضانية والعشر الأواخر من رمضان مع إرتفاع مؤشر الاستهداف للمدينة ومقدساتها وزوارها من الضفة والداخل المحتل .
شاب إفريقي السحنة واللغة العربية التي تقرض حنجرته نصف حروفها في موعظة وسط ساحات الأقصى ما لبث أن تحول الواعظ الوادع فيها لأسد يذود عن الأقصى ليلة السادس والعشرين من رمضان ، وصارت ألحان الغناء تطحن قنابل الصوت والرصاص المطاطي حتى ظننت كصحفي انه مشهد تمثيلي أعد بعناية وحماسة فائقين .
وعلى مدخل باب العامود المعروف تاريخيا ببوابة نابلس أخذت سماعات الأمبليفاير مواقعها تصدح باناشيد الثورة المبايعة للمقاومة التي تقود الحال في قطاع غزة.
الشاب العشريني الذي كنى نفسه بأبي جراح نسبة لحي الشيخ جراح يرى أن بث الاغاني النارية التي تمجد المقاومة وتمتدح حضورها وتدعم رؤيتها تعبير عن الوفاء لها وهي التي صدح صوتها وحيدا في عالم يتنفس التٱمر على القدس والصمت على ما يجري فيها .
وفي زاوية الشيخ عقبة إختلط صوت الباعة بألأناشيد فيما راح فتية صغار يتراقصون مع اللحن ويميلون لأداء دبكة شعبية تتفق واجراس اللحن الموسيقي المغنى.
وفي ثنايا الازقة وصفوف المحال التجارية التي تزين جانبي طريق باب العامود لأبواب الأقصى تستقبلك وفود الفرق الإنشادية عبر السماعات والتقنيات الالكترونية تبث الاناشيد التي تصفق لها أحجار البلدة القديمة .
ويؤكد عدد من المصلين في اسواق البلدة القديمة إستطلعت نبأ ٱراؤهم أن هناك إرتباط حقيقي بين المدينة وأحداثها الساخنة من جهة وبين الوعيد الذي أطلقته قيادة المقاومة في غزة ورأس حربتها القائد العام محمد الضيف وأركان قيادته .
ويرون أن فؤوس التهويد وفيروسات الإبتلاع لكل مقدس في المدينة يسمع صداه في جنبات غزة وغرف قيادات المقاومة بينما الصمت المريب يلف عواصم المنطقة ، وعليه تجد الإلتحام النفسي والشعوري والمعنوي العام مع غزة التي هي في الأصل مع القدس.
وفي منحدرات الطريق لوادي الجوز شمال شرق باب الاسباط تصدح الأجهزة بأغاني الدعم للمقاومة وعندها بالذود عن القدس ومقدساتها وحماتها والمرابطين والمرابطات ، وأجاب صاحب كشك في الموقع : بصراحة انت تشاهد هيئتي ومظهري الخارجي لا انتمي لتيار المقاومة لكننا كمقدسيين وجيل الشباب لا نرى الأمل إلا في عيون الغزيين وفوهات بنادقهم ومهاجع صواريخهم ، والله ما لنا بعد الله إلا غزة .