نبأ – نابلس – شوق منصور
منذ ثلاثين عامًا والحاج محيي الدين حشحوش (65عامًا) من سكان البلدة القديمة بمدينة نابلس لا يزال يعمل بمهنة السمكرة والتي تعني إصلاح "البوابير" التي كانت تستخدم كوسيلة للتدفئة ولطهي الطعام قديما والأدوات النحاسية، رغم عدم الإقبال عليها واختفائها من قاموس المهن التقليدية في نابلس.
يقول الستيني حشحوش صاحب أقدم محل لتصليح البوابير واللوكسات، والأدوات النحاسية القديمة في مدينة نابلس "لقد ورثت هذه المهنة عن والدي منذ أن كان عمري 20 عامًا، فقد اضطررت لتعلم هذه المهنة عن والدي الذي منعه الطبيب من الوقوف على قدميه نتيجة مرض حل به، فكنت أن المعيل الوحيد لعائلتي".
ويضيف حشحوش: "هذه المهنة قديمة جدًا يعود تاريخها إلى ما يقارب الثمنين عامًا ففي هذه الفترة كان هناك إقبال كبير على هذه المهنة، فكل البيوت كانت لديها بوابير، وكانت تحتضن مدينة نابلس أكثر من 15 مصلحًا للبوابير والأدوات القديمة، ولكن الآن ومع التطور التكنولوجي وظهور الكهرباء، قلة هذه المهنة وحتى أصبحت عرضة للاندثار، في ظل عدم الطلب عليها".
ويتابع حديثه "ما زالت أعمل في هذه المهنة رغم قله المردود، لكي أبقى محافظ على تراث عائلتي وعلى مهنة والدي، فسعادتي لا تكمل إلى عندما أجلس على كرسيي الذي صنعته بيدي، لقد علمت ابني الكبير هذه المهنة، ولكن لا يعمل بها ويرفض بقية أولادي تعلمها، لأنه لا يوجد إقبال عليها، ولأنها قديمة، للأسف أصبحت هذه المهنة تراثية ليس أكثر، حتى أنني أخشى أن تندثر تمامًا لأن الأجيال القادمة لا تهتم حتى بالتراث".
ويكمل: "شغلي في فصل الشتاء يتحسن، فالناس تأتي لتصليح صوبات الغاز، فلا يوجد في نابلس محل لهذا الغرض سو محلي، وأصبحت أخذ هذه المهنة لدي لتسليه، بسبب التقدم بالعمر".