رام الله-نبأ-رنيم علوي:
بعد فيروس كورونا وتأثيره على الحياة بشتى أشكالها، يأتي شهر رمضان هذا العام بحلّته القديمة، لا صلاة في المنازل، ولا تباعد اجتماعي، ولا فرض الحجر المنزلي، وستتجد الروح الرمضانية في كل بيتٍ ملسم.
لكن رغم إعادة الروح، إلا أن الوضع الاقتصادي، وبالتحديد في فلسطين بات في الأشهر الأخيرة أضيق مما سبق، إذ أثر سلبياً على كثير من الجوانب، فمثلاً عزوف الكثير من الشباب عن الزواج وهذا ما تحدثت عنه وكالة " نبأ" سابقاً بسبب ارتفاع أسعار الذهب، وصولاً إلى إيقاف الكثير من عمليات البناء بسبب الارتفاع الذي ألقى ظلّه على الحديد أيضاً، والكثير من هذا القبيل، فكيف سيكون حال الفلسطيني في رمضان؟ ولا سيما أنه في هذا الشهر يزداد الطلب على مقومات الحياة الغذائية في الوقت الذي يعاني فيه الكثير من الموظفين قلّة الرواتب في المؤسسات الحكومية.
أزمة اقتصادية مستمرة، وعودة إلى الأرض
" ما نزال في حقبة الوضع الاقتصادي السيئ، فلسطين مُنذ عام 1948 وهي في وضع اقتصادي سيئ، واليوم بسبب فشل إدارة الحكومة تزاد هذه الأزمة، لا أعلم إلى أين سنصل ولكن الطريق مسدود لن يكون هناك حل سوى العودة إلى الأرض والزراعة فيها لنستطيع الاستمرار " هذا ما قاله المواطن عُدي نخلة ( 52 عاماً) لِـوكالة " نبـأ".
فيما قال المواطن جاد لافي، وهو أب لأربع أبناء، أكبرهم يعاني من متلازمة جسدية، وأصغرهم عمره سنة ونصف، خَسر مشروعاً أودى بأن ينهار وضعه الاقتصادي، وهو الآن يعمل موظفاً في إحدى محلات النجارة.
يقول جاد لِـوكالة " نبأ": " أنا من الشهر الماضي هامل هم رمضان كيف بدي أكمله طبيعي، كيف بدي أجيب حليب لأبني الصغير، ودا للأكبر منه، صحيح بيجي رمضان ومعه الخير بس الواحد لازم ياخد احتياطاته".
جاد وعائلته، هم مثال لآلاف العائلات الفلسطينية التي لا يعلم عنهم أحد سوى الله، وتجدهم لا يرضون بالإحسان والشفقة، بل يسعون إلى إدخال قوتهم اليومي من عرق جبينهم دون أي كللٍ أو ملل.
ديون الحكومة تأثر على الموظفين
أما المواطنة سمية وفي معلمة في إحدى المدارس الحكومية، تقول أن راتبها لا يتجاوز الـ 2500 شيكل، وكونها مسؤولة عن عائلة فـهذا الراتب لا يكفيها في ظل أنها تذهب لدوامها مواصلت ذهاباً وإياباً يكلفها يومياً 20 شكيل، إذ تصبح المعادلة شهرياً 600 شيكل تقريباً، فما الذي يبقى لتقدمه لعائلاتها من متطلبات منزلية وذاتية لاطفالها.
وأردفت سمية لِوكالة " نبأ": " ناهيك عن إنه باخد نص الراتب، بسبب الديون المتراكمة على الحكومة وعجزها عن توفير الراتب كامل للموظفين، ولسا جاي رمضان ومصارفيه شو الواحد بده يحكي غير الحمدلله على كل حال".
رمضان، وأزمة اقتصادية، وفقر شبه مدقع كل هذا يبدأ مع بداية الأسبوع القادم، لا حل ولا مساندة حكومية لهؤلاء المواطنين، إذ تبقى حجة الحكومة أنها لا تملك المال بسبب ديونها المتراكمة عليها لِـ شركة الكهرباء، والماء، وإيقاف المساعدات المالية الخارجية بحجة الأوضاع السياسية التي ربما لا تتفق مع فلسطين.