نبأ - نابلس- شوق منصور:
في أزقة البلدة القديمة في مدينة نابلس وتحديدا في ساحة التوته يتربع مصنع حلقوم حرز الله المتخصص في صناعة حلوى الحلقوم منذ 85 عاماً، ليبقى محافظاً على حلوى قديمة تحاول ألا تتلاشى أمام الصناعات والحلويات الحديثة.
صاحب المصنع عادل حرزالله (60 عاماً) والذي يقضي عامه ال50 في صناعة هذه الحلوى يقول في مقابلة مع نبأ: "لقد ورثت هذه المهنة عن والدي، فكما هو معروف مهنة الآباء يرثها الأبناء، ونعمل في هذا المصنع أنا وشقيقي أيمن".
وأضاف حرزالله: رغم التطورات الكبيرة والآلات الحديثة التي ظهرت إلا أننا نقوم بصناعة حلوى الحلقوم بآلات قديمة، وعلى نفس الطريقة التي تعلمناها عن والدي، فالأشياء القديمة تبقى دائما هي الافضل وتعطي المذاق الأصلي، ونحن نحاول أن يبقى الطعم كما هو.
وتابع: لقد أصبحت مهنة إنتاج الحلقوم والإقبال عليه قليلا مقارنة بما كانت عليه في السابق حيث كنا نصدر إلى الخارج، ولكن بعد الانتفاضة الثانية تراجع الإنتاج والإقبال عليها، وهذا يعود لعدة أسباب منها تطور حلويات جديدة، حيث قديما كانت تقريباً هي الحلوى الوحيدة في مدينة نابلس إلى جانب "ملبس النعنع"، عدا على أن التجار توجهوا لمهن أخرى أو طوروا مصانعهم إلى حلويات جديدة وحديثة، تلبي رغبات الجيل الجديد.
وبيَّن حرز الله: في فصل الشتاء وفي موسم الزيتون يزيد الإقبال على حلوى الحلقوم، وأنا أعتقد أنها سميت بهذا الاسم لأنه تريح الجسم وتشعره بالدفء.
وحول طريقة صناعة حلوى الحلقوم يشير حرزالله إلى أنها لا تحتاج إلى وقتٍ طويل أو جهد ٍكبير أو آلات معقدة، ففي البداية نقوم بوضع السكر والماء على النار ويتم خلطه ليصبح قطراً، بعد ذلك نضيف الماء في وعاء آخر ونذيب فيه النشأ، ثم بعد ذلك القطر نسكبه على الخليط الثاني، ونضع ملح الليمون بكمية دقيقة مع التحريك المتواصل حتى تجمد وتشتد العجينة، ثم بعد ذلك نقوم بخلط المكونات ساعة كاملة بماكينة خاصة لصناعة الحلقوم.
وأضاف حرزالله: بعد ذلك يتم صب الخليط داخل قوالب خشبية خاصة مفروشة بالسكر الناعم حتى لا يتم التصاقها، وبعد أن تبرد يتم تقطيع القطع الكبيرة لمكعبات صغيرة.
ويتوقع حرز الله ان تبقى صناعة حلوى الحلقوم رغم قلة الإقبال عليها، فطالما يوجد إنتاج يوجد اقبال فحلوى الحلقوم لها محبينها وزبائنها.