نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"من أصدر الأمر" أعاد الجريمة للواجهة

هكذا تفاعل نشطاء فلسطينيون بعد بثّ حلقة "ما خفي أعظم" .. وفيديو يكشف تناقض محامي المتهمين!

نزار بنات

الخليل - خاص نبأ:

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، في فلسطين، تفاعلاً واسعاً، بعد بث قناة الجزيرة القطرية، حلقة برنامج التحقيقات الشهير "ما خفي أعظم"، تحت عنوان "من أصدر الأمر"، وتناولت قضية قتل الناشط السياسي الراحل نزار بنات.

وقضى نزار بنات في 24 يونيو/حزيران 2021، بعد اقتحام أفراد من الأمن الوقائي المنزل الذي كان يبيت فيه عند أقاربه في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل.

وشكلت الحادثة صدمة للشارع الفلسطيني الذي خرج في مظاهرات طالب فيها بكشف حقيقة ما جرى ومحاسبة المتورطين.

وعرَض البرنامج تسجيلات ووثائق حصرية تميط اللثام عن الحقائق التي أريد لها أن تطوى، ولقطات توثق لحظة بلحظة تفاصيل ما جرى.

وبينما اعتبر قسم كبير من المعلّقين أن الحلقة أعادت قضية قتل نزار بنات للواجهة مجدداً، وسط محاولاتٍ حثيثة لإخفائها وسط كمٍّ كبيرٍ من التطورات والأحداث المتسارعة على الساحة المحليّة، رآى آخرون أن الحلقة لم تاتٍ بجديد، يخصّ الجريمة، سوى بعض المشاهد الجديد التي تُعرض لأول مرة.

"البرنامج نجح في تبيان حجم التدليس والفجور في المنظومة الحاكمة"

ورصدت "نبأ" جانباً من تعليقات وردود أفعال النشطاء على حلقة "ما خفي أعظم"، حيث قالت الكاتبة لمى خاطر: " لم يكن منتظراً أن يقدم برنامج ما خفي أعظم معلومات جديدة أو مفاجئة حول اغتيال نزار، فالجناة معروفون ومكشوفون، لكن البرنامج نجح في تبيان حجم التدليس والفجور داخل المستويات الأمنية لهذه المنظومة، فإن كانت قد بذلت كل ذلك الجهد لتزييف الحقيقة وابتزاز الشهود وتهديد العائلة أو إغرائها بالمال والمناصب لتسقط حقها، فكيف الحال مع كل جرائمها؟".

واَضافت: "ما خفي من جرائم هذه السلطة أعظم مما ظهر منها بكل تأكيد، وما خفي مما تمارسه من تهديد وابتزاز للناس أعظم مما يتحدث به ويكشفه الشجعان الذين لا يصمتون عن الضيم، والذين يمكن لأصواتهم أن تصنع فارقاً لو ظلت عالية، ولو تكاثرت وتكاتفت، حتى لا نقول إن نزار كان صوتنا المدوي الوحيد."

بينما اعتبر الناشط المُعارض علي قراقع في سياق تعليقه على ما ورد في البرنامج أنّ " السلطة = الوقاحة، الوقاحة = السلطة". حسب وصفه

وأضاف: "اشتية باجتماع سابق مع الاوروبيين بحكيلهم انو نزار حالة  واحدة فقطit’s only one case".

وفي إشارة إلى تصريح المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء طلال دويكات خلال اللقاء عن أنّ نزار قاوم أو شتم القوّة التي حضرت لاعتقاله، قال قراقع: "تبع التعبئة والبطيخ باللقاء بحكي انو  ممكن نزار قاوم او شتم مجموعة الاغتيال (الاعتقال) فحصل ما حصل. في أوقح من هيك منظومة همهم تصريح وبدلة وسيارة!".

من جهته، رآى المنسق العام للجنة الوطنية لمقاطعة دولة الاحتلال (BDS) محمود نواجعة، أنّه "على الرغم من عرض البرنامج لمعلومات معروفة مسبقاً، لكن أكثر ما لفت انتباهي في برنامج ما خفي أعظم هو حديث الناطق باسم الأجهزة الأمنية واشارته بأنه في حال أرادت السلطة تنفيذ اغتيالات فهناك طرق عديدة للقيام بذلك!".

وأضاف: "هذا أعتقد الأكثر خطورة في كل البرنامج وهو اشارة واضحة بأن هناك عقلية ربما ستلجأ لتصفية معارضين خارج القانون بما يشبه أعمال العصابات! جملة يجب الوقوف عندها جيداً!".

أما الصحفي أيمن دلول فقال إنّ "الذي استعرضه برنامج ما خفي أعظم حول ظروف اغتيال الناشط السياسي نزار بنات لم يعطيني مزيد معلومات عن الدور والمهمة المنوطة بسلطة التنسيق الأمني، وإنما زاد القناعة عندي بأن وجود هذه السلطة هو حجر العثرة الأساس في سبيل تحرير بلادنا المحتلة فلسطين".

"محامي الشيطان"

وكان لافتاً خلال اسستطلاع "نبأ" لتعليقات النشطاء على المنصات، هجوماً على زيد الأيوبي محامي المتهمين بقتل نزار بنات، والذي رفض تورط العناصر الأمنية الـ14 في الجريمة، وأكد أنهم أبرياء، ويجب أن يخرجوا من السجن. حسب وصفه

وفي هذا السياق، كتبت رجاء جابر: " كل ما ورد في ما خفي أعظم نعرفه جيدا ويعرفه كل من تابع قضية نزار بنات الشهيد الفكرة إلا من بعض مقاطع الفيديو التي توثق الجريمة ولكن الجديد اننا شاهدنا محامي المتهمين المنفذين وتعرفنا عليه ويتحدث بثقة مبالغة أن المتهمين بريئون وهم من البراءة براء هم ومن اعطوهم الأوامر، المتهمين ما زالوا يلتزمون الصمت دليل على أن ما خفي أعظم".

في حين كتبت دينا عرمان عن زيد الأيوبي، محامي عناصر الاجهزة الأمنية المتهمين بقتل نزار بنات، وتساءلت: "معقول حط ايده على المصحف وأدى قسم شرف المهنه !!! اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك".

وقال المحامي أشرف أبواسنينة عن "الأيوبي":  "محامي الشيطان" في حلقة الليلة من ما خفي أعظم شفناه وعرفناه.

بينما أعاد ناشطون تداول فيديو من لقاء تلفزيوني، للمحامي زيد الأيوبي، يبدو أنّه جرى قبل توكيله بالدّفاع عن المتهمين بقتل نزار، حيث أظهر تناقضاً كبيراً بين موقفه سابقاً وموقفه اليوم من الجريمة.


تسجيلات ووثائق حصرية

وعرض برنامج "ما خفي أعظم" تسجيلات ووثائق حصرية ولقطات كشفت لحظة خروج القوة الأمنية التابعة لجهاز الأمن الوقائي يوم 24 يونيو/حزيران 2021 عند الساعة 2:40 فجرا من مقرّ الجهاز في مدينة الخليل، حيث سلكت طريقها في 4 سيارات مدنية للوصول إلى المنزل الذي كان يؤوي نزار بنات في جنوب الخليل.

وعرض التحقيق لقطات توثق لحظة مداهمة عناصر القوة الأمنية -المؤلفة من 14 عنصرا- المنزل عند الساعة 3:15 فجرا، ولحظة إخراجه حيا من المنزل وإدخاله بعنف إحدى المركبات، قبل أن يغادر عناصر الأمن الوقائي على عجل.

وتمكّن البرنامج أيضا من الحصول على ملف وثائق القضية، ومنها وثيقة مسربة من جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في 24 يوليو/تموز 2021، توثق تفاصيل اقتحام منزل الناشط بنات، وتذكر اسم مسؤول وعناصر القوة.

"تناقض رواية السلطة"

كما أظهر "ما خفي أعظم" في تحقيقه تناقض رواية السلطة الفلسطينية مع ما أبرزته كاميرات المراقبة التي حصل البرنامج على نسخة من تسجيلاتها بشأن تعامل القوة الأمنية مع نزار بنات بعد اعتقاله، حيث لم ينقل مباشرة إلى المستشفى رغم الحالة السيئة التي كان عليها، وإنما نقل إلى مقر جهاز الأمن الوقائي.

وتمكن البرنامج من الحصول على نسخة من تقرير الطب الشرعي وصور التشريح الخاصة بنزار، والذي أظهر وجود 42 إصابة في جميع أنحاء جسده.

وأكد سمير أبو زعرور -وهو طبيب شارك في تشريح جثة نزار بنات- أن آثار العنف كانت واضحة في مناطق عديدة من جسمه، وتشمل كدمات وجروحا وخدوشا، مما يؤكد أن الوفاة كانت غير طبيعية.

وعرض البرنامج وثيقة مسربة من النائب العام الفلسطيني، تكشف أن عملية اعتقال نزار لم تكن قانونية، إضافة إلى وثيقة سرية تكشف وضع الأجهزة الأمنية الناشط على رأس قائمة المطلوبين قبل مقتله بيوم في الخليل.

وكالة الصحافة الوطنية